التضامن مع الأسرى بالقول والفعل ..!

حجم الخط
عقدت القوى الوطنية والإسلامية مؤتمرا صحفيا الساعة الحادية عشر من صباح اليوم السبت ، وذلك تضامناً مع الأسرى المضربين عن الطعام ودعما وإسنادا لحقوقهم ومطالبهم المشروعة ، وذلك أمام خيمة التضامن المقامة في ساحة الجندي المجهول بحي الرمال والتي أطلق عليها " خيم الوحدة الوطنية " ، بعدما تم نقلها اليوم من أمام مقر الصليب الأحمر غرب مدينة غزة ، وبحضور ممثلي كافة وسائل الإعلام المختلفة لتغطية المؤتمر نظراً لأهمية الموضوع . وكالعادة جلست جانباً برفقة مجموعة من الإخوة والزملاء والمهتمين بشؤون الأسرى ، نتابع بشغف المؤتمر الصحفي وما سيصدر عنه ، فإذا بأحد الإخوة يهمس في أذني ويقول لي " لوحة مشرقة " وكان يقصد الوحدة الوطنية ومشاركة كافة أطياف العمل السياسي . أجبته مبتسماً .. لوحة وحدوية رائعة ، ويمكن وصفها بأكثر من مشرقة ، وروعتها تكمن في وحدتها ، تحت مظلة العلم الفلسطيني وغياب الأعلام والرايات الفصائلية ، وتنوع صور الأسرى ، وبمشاركة عشرات الشخصيات التي تحتل مكانة قيادية في تنظيماتها... وتابعت قائلا : ولكن السؤال الأهم والذي هو بحاجة لإجابة .. ماذا بعد انتهاء المؤتمر وغياب كاميرات الفضائيات .. وما هي حجم وشكل المشاركة بالخيمة بعد ساعات ؟ وبعد دقائق انتهى المؤتمر الصحفي وياليته ما انتهى ... حيث تسابقت وسائل الإعلام وسارعت للحصول على تصريحات تلك الشخصيات المشاركة وتعقيباتهم ، وما هي إلا دقائق معدودة أخرى حتى غادرت الصحافة المكان لتواصل عملها وإرسال تقاريرها لمؤسساتها . الملفت بأنه ومع مغادرة الفضائيات وبعد أقل من ساعة من بدء المؤتمر الصحفي كانت تلك الشخصيات وغالبية من شاركوا قد غادروا المكان ، ولم يعد لها وجود في خيمة التضامن .. خيمة الوحدة الوطنية ، وكأن الفضائيات هي من تجمعهم ، وهي ذاتها من تفرقهم ... وإذا كان الأمر كذلك فلتعقد لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية ، دائمة الحضور والمشاركة ، والتي نكن لها كل الإحترام ، مؤتمرا صحافيا كل ساعة . مشهد متكرر، وليس غريباً بالنسبة لمن يشارك في الفعاليات والمسيرات والأنشطة الخاصة بالأسرى باستمرار ، لكنه مشهد مؤلم . وأنا هنا لا أضع نفسي موضع المتابع والمقَّيم والمحاسب ، وإنما الألم الذي اعتصر قلبي هو ما دفعني للكتابة ، لعل كلماتي تصل للمعنيين ، فالأسرى بحاجة إلى مشاركة قوية ، وحضور دائم ، وفعل متواصل ، وعناء وشقاء بلا حدود ، بل يحتاجون منا لأكثر من ذلك ، وعلى تلك الشخصيات التي تتبوأ مناصب قيادية في أحزابها وتنظيماتها أن تقدم نماذج ايجابية لمرؤوسيهم ولأبناء شعبهم .. في ظل ضعف الحضور والمشاركة العامة في الفعاليات التضامنية مع الأسرى . في الختام .. أعلم بأن بعض الشخصيات التي شاركت اليوم في المؤتمر الصحفي وينطبق عليها الحديث ستمتعض من مقالي وربما تتصل بي لتعبر عن استيائها .. لكنني على ثقة بان مقالي هذا سيعجب الكثيرين ممن تابعوا ويتابعون المشهد المتكرر هذا .. آمل أن تصل رسالتي للمعنيين وأن تدفعهم للعمل على تجاوز ذاك المشهد وتغييره ، لا سيما وأن مشاركتهم الدائمة مهمة ، وذات معاني ودلالات كثيرة ، لما يحتلونه من مكانة متقدمة لدى أحزابهم وشعبهم ، ولما ويحظون به من احترام وتأثير . وبالتأكيد ستحفز الآخرين على المشاركة الشعبية والحزبية والتي نحن وأسرانا بأمس الحاجة لها ، وتفعيل المشاركة أكثر مع قضايا الأسرى واضرابهم عن الطعام . فالتضامن مع الأسرى ( لا ) يقتصر على الحضور العابر ، أو الظهور الإعلامي والتصريحات عبر الفضائيات وابواق الإذاعات ، انما يجب أن تُقترن الأقوال بالأفعال على أرض الواقع . فيما نُسجل وبكل تأكيد جُل احترامنا وتقديرنا لكل الشخصيات والقيادات الفاعلة والناشطة والحاضرة باستمرار وأكثر مني في كافة الفعاليات والأنشطة الداعمة والمساندة للأسرى وهم كُثر ... ( والله من وراء القصد ..! ) .