أحزاب ومؤسّسات وشخصيات عربيّة: نرفض زيارة بايدن وأهدافها وندعو الأنظمة العربية لأن تكون انعكاسًا لشعوبها

حجم الخط

أصدرت عشرات الأحزاب والمؤسسات والقوى والنشطاء العرب، اليوم الخميس بياناً رافضاً لزيارة الرئيس الأمريكي بايدن وما أعلنه من أهداف يصبو لتحقيقها من خلال اجتماعه بقيادات بعض الدول العربية.

واعتبر البيان المشترك الذي وصل "بوابة الهدف"، أنّ "الأهداف المعلنة من هذه الزيارة وفي مقدمتها ما سمي بتأسيس حلف ناتو شرق أوسطي هو تصدير لأمن الأمة العربية لعدوها الرئيسي الذي أوغل في دم أبناء شعبنا العربي، وطالبوا في بيانهم الأنظمة العربية لأن تعود لرشدها وتكون انعكاساً لمواقف شعبنا العربي وتحقيق آماله ونشد مصالحه والعمل لإنشاء توازن استراتيجي ينشد مصلحة الأمة العربية ويخرجها من آتون صراعات المحاور.

وناشد البيان كافة العرب "لرفض هذه الزيارة والتعبير عن رفضهم بكل الطرق المتاحة، وما أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن من أهداف يسعى لتحقيقها من خلال زيارته القادمة والمرفوضة للمنطقة وذلك في مقاله المنشور في صحيفة الواشنطن بوست بتاريخ ٩ يوليو ٢٠٢٢، بين الرئيس الأمريكي أن أحد أسباب زيارته راجع لأن الولايات المتحدة الأمريكية وجدت نفسها وحيدة عندما حاولت الحصول على قرار دولي بإدانة إيران بعد اصدار الأخيرة قانوناً بتسريع تخصيب اليورانيوم على إثر انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي".

ولفت البيان إلى أنّ "بايدن بين أن واحد من الأهداف المرجوة هو تأسيس تحالف وتعاون مشترك بين دول المنطقة قاصداً بذلك الدول العربية ودولة الكيان الغاصب أو ما سمي بحلف ناتو شرق أوسطي تلعب فيه الولايات المتحدة الأمريكية الدور القيادي، آملاً من هذا التحالف حسب ما أعلن أن يخفف الضغط في المنطقة ويعالج الملفات التي سماها منها الملف النووي الإيراني وملف حرب اليمن وملف الحرب في سوريا وملفات أخرى".

وبيّن أنّ "بايدن أكد أنه سيكون على متن أول رحلة مباشرة من الأراضي المحتلة لمدينة جدة في المملكة العربية السعودية، مبيناً أن هذه الرحلة تبين تطور العلاقات في اتجاه التطبيع بين المملكة العربية السعودية والكيان الغاصب، وهو الأمر المرفوض شعبياً، ناهيكم عن تصريحه بأنه مضطر للتعامل مع المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول العربية من أجل توفير موقع أفضل للولايات المتحدة الأمريكية في صراعها الاقتصادي مع الصين وروسيا الأمر الذي يؤكد للعيان أن لا هدف سوى مصلحة الأمريكان ولا مصلحة للشعب العربي حاضرة في أي من أهداف هذه الزيارة".

وأكَّد البيان "لقد وقفنا مطولاً أمام ما تحمله زيارة بايدن من أهداف معلنة وخفية أولها هو تأسيس تحالف دوره شبيه بدور حلف الناتو ابان فترة الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي للحصول على غطاء مؤسساتي يغطي العدوانية الأمريكية وطفلها المدلل الكيان الغاصب في المنطقة بما يضع المنطقة باسرها فوق صفيح ساخن ويعين الكيان الغاصب كشرطي للمنطقة، والحلف المراد انشائه هو خطوة في اتجاه تجاوز المؤسسات الدولية لشرعنة العدوان والاحتلال واطلاق يد الأمريكان والصهاينة وسحب مقدرات الأمة بغطاء التحالف لممارسة هواية القتل والدمار اللذان بنيت عليهما عقيدتهما العسكرية والسياسية، إذ أنه اذا ما كان شبيهاً بحلف الناتو فإن البند الأساس الذي يقوم عليه ذلك الحلف هو أن أي عدوان على أي من الدول الأعضاء يعني عدواناً على كل الدول وأن من حق الحلف الرد وتبليغ مجلس الأمن بذلك ولا يوقف الحلف اجراءاته إلا اذا اتخذ مجلس الأمن ذات الخطوات، وهذه هي الشرعية المؤسساتية التي يسعى لها الأمريكان والصهاينة من خلال تأسيس هذا الحلف المشبوه، لإطلاق عدوانيتهم لتحصد أرواح أبناء شعبنا العربي وتدخله في أتون صراعات دولية بين محاور من أجل الحفاظ على نظام عالمي قائم على وحدانية القطب في ظل بروز اقطاب وأحلاف جديدة تسحب البساط من تحت أقدام أمريكا التي تعتبر نفسها سيدة هذا العالم".

ونوه البيان المشترك إلى أنّ "تأسيس حلف مشبوه لتنفيذ أجندة أمريكا وثكنتها العسكرية الدائمة في المنطقة (الكيان الغاصب) هو تهديد للأمن القومي للأمة العربية بأسرها وليس لدولة واحدة أو عدد من الدول فحسب، وأن تصدير أمن الأمة لعدوها الرئيسي الذي أوغل في دم أبنائها ما هو إلا خطوة أخرى في سبيل وضع الشعب العربي في مواجهة معلنة أو مضمرة من أنظمته السياسية التي ندعوها لأن تعود لرشدها وتكون انعكاساً لشعبنا العربي وآماله وطموحاته التي نصت الدساتير العربية مجتمعة على أن تحقيقها هدف للمجتمع السياسي العربي".

وطالب البيان "الأنظمة العربية برفض انشاء هذا الحلف ورفض الاملاءات الأمريكية التي تسعى لاستخدام مقدرات الأمة العربية في صراعتها مع الدول الأخرى، فقد أوضح الرئيس الأمريكي في مقاله سالف الذكر أن أحد مهام زيارته هو ضم الدول العربية لتغطي عجز أسواق الطاقة التي فرضتها الحرب في أوكرانيا، والتي ما هي إلا واحد من أوجه صراعات المحاور التي اشعلت فتيلها أمريكا باستخدام النظام الأوكراني، وليست هذه هي المرة الأولى والتجارب التاريخية والعربية زاخرة بالأمثلة التي تصنع فيها أمريكا أزمات جديدة تبرر تدخلاتها السافرة في المنطقة العربية".

وجدّد البيان التأكيد "على أهمية أن تضطلع الأنظمة العربية بدورها المراد لها كانعكاس لآمال وطموحات شعبنا العربي وإيجاد مشروع عربي شامل يحقق توازن القوى الاستراتيجي ويخرجنا من خضم الصراعات الدولية وينهض بالأمة من محيطها لخليجها قائم على الديمقراطية واحترام حقوق الانسان وتحرير الأرض والقرار العربي من الاحتلال".

وفي الختام، ناشد البيان المشترك "الأمة العربية لرفض هذه الزيارة والتعبير عن ذلك الرفض بكل الطرق المتاحة والمشاركة في الفعاليات الرافضة لها ولأهدافها المعلنة والخفية لكي لا يستباح دمنا مرة اخرى، فهذه الزيارة بما تحمله من أهداف تشكل نقطة فاصلة في تاريخ أمتنا التي عانت وما زالت تعاني من آثار التبعية والارتهان والاحتلال والمؤامرات التي تحيق بنا من كل حدبٍ وصوب، وهو ما يجعل المسؤولية ملقاة على عاتق أربعمائة مليون عربي وقواهم الحية للنهوض مجدداً في سبيل وحدة الأمّة وتحقيق مشروعها العربي الوحدوي القائم على الديمقراطية وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية".

لمُطالعة البيان كاملاً اضغط/ي هنا