نائب الأمين العام للشعبيّة: المقاومة ستتصدى بكافة الأشكال لإقامة أي تحالفٍ صهيوني عربي

حجم الخط

شدّد نائب الأمين العام للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين الرفيق جميل مزهر، اليوم الخميس، على أنّ "زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة والأراضي المحتلة تأتي في إطار تعزيز الإدارة الأمريكيّة لقبضتها وهيمنتها ومصالحها الاستراتيجيّة في منطقةٍ محوريّةٍ ومركزيّة".

ولفت الرفيق مزهر في تصريحٍ لوكالة "فارس"، إلى أنّ "هذه المنطقة تُشكّل جزءًا من صراع الأقطاب بين الإدارة الأمريكيّة والروس من جانب، والإدارة الأمريكيّة والصين من جانبٍ آخر، والزيارة تأتي أيضًا في إطار المخططات الأمريكيّة لتشكيل تحالفٍ إقليمي "حلف ناتو عربي صهيوني" هدفه دمج الكيان الصهيوني في المنطقة، وتعزيز التطبيع بينه وبين المزيد من الأنظمة العربيّة، وهدف إقامة هذا الحلف هو مواجهة محور المقاومة التي تُشكّل الجمهورية الإسلامية الإيرانية رأس حربته، وتعزيز هيمنة الكيان الصهيوني وتنصيبه سيدًا على المنطقة في مواجهة هذا الخطر".

وأشار مزهر إلى أنّ "الرئيس الأمريكي يسعى وفي إطار تحسين علاقاته مع النظام السعودي إلى تسريع خطوات التطبيع بين الكيان وهذا النظام كشرطٍ لإعادة العلاقة المتوترة بين بايدن ومحمد بن سلمان".

أمّا فلسطينيًا، أوضح نائب الأمين العام، أنّ "الرئيس بايدن يسعى إلى ترميم العلاقة مع السلطة الفلسطينيّة والتي تم تخريبها من قِبل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وفي المقابل هناك جملة من الخطوات يسعى بايدن لتنفيذها، وتقديم جملة تسهيلات اقتصاديّة وأمنيّة، والطلب من الاحتلال وقف استمرار البناء الاستيطاني، ومحاولة تقريب وجهات النظر برؤيةٍ تنسجم مع ما يُسمى "حل الدولتين"، وبما يؤكّد على أمن وسيطرة الكيان".

وأردف مزهر قائلاً: "بايدن سيصل من خلال الزيارة إلى تحقيق جملةٍ من الأهداف، ومن بينها توسيع حدود التطبيع بين الكيان وبعض الأنظمة العربيّة ولعل النظام السعودي هو الأقرب للدخول في هذا المستنقع، وهذا بالإضافة إلى تحقيق جملة من الإجراءات للتصدي للنفوذ الروسي والصيني في المنطقة، وتقوية نفوذ الكيان، ولكن مهمته ستكون صعبة تجاه تحويل هذه الهيمنة الأمريكيّة في المنطقة إلى قوةٍ قادرة على مواجهة الروس والصين".

وحول رؤية الجبهة، أكَّد الرفيق مزهر على أنّ "الجبهة الشعبيّة تتعامل مع أمريكا كرأسٍ للشر في هذا العالم، ولذلك حدّدت الشعبيّة مواقفها من الإدارات الأمريكيّة المتعاقبة بأنّها جزء من معسكر الأعداء الذي يجب التصدي لمخططاته وجرائمه ودعمه المطلق للكيان الصهيوني، وشراكته في عدوانه على شعبنا، ورسالتنا للرئيس بايدن والكيان الصهيوني هي أنّ مخططاتكم وجرائِمكم بحق الشعب الفلسطيني وشعبنا العربي لن تنجح في قتل إرادة المقاومة داخلنا".

ولفت إلى أنّه "ورغم الظروف المجافية وتطبيع الأنظمة الرجعيّة العربيّة إلّا أنّ مقاومة شعبنا وأبناء أمتنا العربيّة سيُفشلون الأهداف الأمريكيّة، وهذه المقاومة ستتصدى لإقامة أي تحالفٍ صهيوني عربي، باستخدام كل أشكال المقاومة في مواجهة هذا العدوان الأمريكي الصهيوني والتطبيع الرسمي العربي".

وفي ختام حديثه، شدّد الرفيق النائب على أنّ "قوى المقاومة وفي مقدّمتها المنضوية في محور المقاومة والتي تُشكّل الجبهة الشعبيّة جزءًا أصيلاً منه، ستنتصر وستُفشِل كل هذه المخططات".