نائب الأمين العام للجبهة الشعبيّة يشارك في الدورة الثالثة لمؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب العربيّة

حجم الخط

شارك نائب الأمين العام للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين الرفيق جميل مزهر في الدورة الثالثة لمؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية والذي ينعقد يومي 8 و9 نوفمبر افتراضياً، بتنظيم من الحزب الشيوعي الصيني ومشاركة واسعة من أحزاب عربيّة.

واستهل نائب الأمين العام كلمته الهامة بنقل تحيات الأمين العام للجبهة الشعبية الرفيق أحمد سعدات، مجدداً التهاني لقيادة الحزب الشيوعي الصيني ممثلة بأمينها العام الرفيق شي جين بينغ وإلى عموم الرفاق في الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني الصديق باختتام أعمال المؤتمر العشرين للحزب وانتخاب اللجنة المركزية، وإقراره تمديد ولاية الرئيس شي بنيغ لفترة ثالثة.

وأعرب نائب الأمين العام في كلمته عن ثقته بأن نتائج هذا المؤتمر ستعزز من مكانة جمهورية الصين الشعبية على كافة المستويات الدولية، كما سيعزز من تأثيرها وقوتها في مواجهة السياسات الامبريالية المتوحشة، على طريق الوصول إلى عالم متعدد الأقطاب، تكون فيه الصين أحد أقطابه الأساسيين، ورأس حربة النضال من أجل عالم حر تتحقق فيه العدالة الاجتماعية، وخالٍ من الاستعمار واستغلال الشعوب ونهب ثرواتهم.

وأكد نائب الأمين العام اهتمام الجبهة للمشاركة والحضور الدائم في هذه اللقاءات، ارتباطاً بالعلاقة التاريخية التي تربطها مع الحزب الشيوعي الصيني، وتأكيداً على الدور الذي تلعبه الصين في خدمة القضية الفلسطينية والدفاع عن الشعوب المقهورة.

واعتبر نائب الأمين العام أن الأحداث المتسارعة الدولية، واستمرار التوحش الامبريالي من قبل الادارة الأمريكية وتدخلها في سيادة الدول، ومحاولة فرض هيمنتها وسرقة ونهب خيرات الشعوب، تدعو الأحزاب العربية والشيوعية على مستوى العالم للتوحد في مواجهة هذه السياسات، مما يستدعي من هذا المؤتمر الهام إلى بحث آليات تضمن تعزيز العلاقات بين هذه القوى والأحزاب لتصبح أكثر تماسكاً وتعاوناً، واستفادة من تجربة جمهورية الصين الشعبية الرائدة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية، والذي هو مصدر فخر واهتمام منّا جميعاً.

وأكد نائب الأمين العام أهمية أن يكون هذا المؤتمر رافعة في خدمة قضايا تحرر الشعوب من صلف وجرائم الامبريالية والصهيونية، وتحقيق الانتقال من هيمنة القطب الواحد إلى عالم متعدد الأقطاب، معُبّراً عن تقدير وتثمين الجبهة للدور الذي تقوم به جمهورية الصين على صعيد دعم الشعوب والتصدي للسياسات الامبريالية المتوحشة حول العالم، واهتمامها في تكريس الشراكة والعلاقات مع القوى والأحزاب التي تتفق معها في الرؤية والبرنامج خاصة الأحزاب العربية والفلسطينية على وجه الخصوص.

وجدد نائب الأمين العام شكره وتقديره للموقف الصيني الثابت والمبدئي المساند للقضية الفلسطينية، والمرتكز على ضمان نيل الشعب الفلسطيني حقوقه الثابتة، مما يستوجب من الرفاق في الصين مواصلة الضغط على المستوى الدولي والقانوني لإرغام الاحتلال على الرضوخ لحقوقنا، منطلقين في ذلك من الثقل الذي تلعبه الصين على الصعيدين الدولي خاصة أنها أحد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن للأمم المتحدة، لافتاً أن التاريخ المعاصر يزخر بعشرات المواقف التي سجلت فيها الصين مواقفاً داعمة للقضية الفلسطينية.

وأكد الرفيق نائب الأمين العام على ضرورة رفع مستوى العلاقات بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب العربية، بما يخدم الأهداف المشتركة للجميع، ويعزز من حالة الانفتاح الاقتصادي والتواصل بين الحضارات والتفاهم المشترك، وتعزيز التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية والاقتصادية في مختلف المجالات. بما يساهم في إحداث طفرة اقتصادية خاصة في مجالات الطاقة والتكنولوجية، وفتح الأسواق العربية وتوسيعها للبضائع الصينية، ومقاطعة البضائع الأمريكية، واستثمار الموارد البشرية والخبرات والكفاءات العربية، والاستفادة من تجربة الصين في تحقيق معدلات مرتفعة للتنمية الاقتصادية، والمساهمة في حل مشكلة الفقر والبطالة التي يعاني منها العالم العربي. وانشاء مناطق حرة بين الصين والدول العربية.

كما دعا لضرورة إنشاء مراكز ثقافية لتأصيل وتعزيز حالة الحوار بين الصين ومختلف الأحزاب العربية بحيث تكون في انعقاد دائم، بما يساهم في تعزيز العلاقات والاستفادة من الخبرات الصينية في المجالات المختلفة، ولتقريب وجهات النظر في القضايا الدولية، وتضييق مساحات الاختلاف، وتوسيع مساحات الاتفاق، وما يتطلبه ذلك من تبادل الوفود واللقاءات بين الشباب الصيني والعربي، وتشجيع البعثات الطلابية في إطار تعزيز هذه العلاقة.

وأكد الرفيق نائب الأمين العام في كلمته وقوف الجبهة ومساندتها لجمهورية الصين في حقها في السيادة على جميع أراضيها بما فيها تايوان، وتصديها للسياسات الامبريالية الاجرامية في العالم.

وفي ختام كلمته، جدد نائب الأمين العام شكره وتقديره للحزب الشيوعي الصيني لتنظيم هذا المؤتمر، معرباً عن ثقته بأن المؤتمر سيتمخّض عنه قرارات هامة تصب في خدمة تعزيز العلاقات الثنائية بين الأحزاب والبلدان العربية وجمهورية الصين، والقدرة المشتركة على مواجهة التحديات الراهنة التي تعاني منها الشعوب، للوصول إلى عالم متعدد الاقطاب، خالٍ من الامبريالية والصهيونية.