مكاوي: شعبنا يعيد تصويب المسار الكفاحي والسياسي بالمقاومة البطولية

xGWoi.jpg
حجم الخط

أكَّد عضو اللجنة المركزية العامة في الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين محمد مكاوي، اليوم الخميس، أنّ مقاومة شعبنا المتصاعدة تفرض وقائع ومعادلات على الأرض، داعيًا القيادة الفلسطينية للاستجابة للمزاج الشعبي الوطني بالمراهنة على خيار المقاومة والصمود والقوى الحية، وليس المراهنة على أوهام التسوية أو على أنظمة وقوى معادية لشعبنا ومنحازة للعدو الصهيوني.

وشدّد مكاوي في تصريحات لإذاعة صوت الشعب، أنّ تصاعد العمل المقاوم والانتفاضي في عموم الضفة يعكس مكامن القوة التي يختزنها الشعب الفلسطيني، وإدراكه أنّ حالة المهادنة مع عدو مجرم مثل الكيان الصهيوني معبأ بالأيديولوجيا التلمودية والفاشية والعنصرية لن تجلب لنا سوى الاستيطان والاعتقالات والقتل بدم بارد والحواجز، ولن تعطينا حقوقنا، لذلك المراهنة يجب أن تكون على خيار المقاومة بكافة أشكالها وفي المقدمة منها المقاومة المسلحة. 

وأشار مكاوي إلى أن المشكلة الحقيقية هي في وجود الاحتلال، الذي احتجز تطور شعبنا وسلب أرضه وارتكب أفظع الجرائم أمام مرأى ومسمع العالم، معتبرًا أن نتائج الانتخابات الصهيونية الأخيرة جاءت تعبيرًا مكثفًا عن طبيعة المجتمع الصهيوني اليميني والفاشي والعنصري ولذلك لا اختلاف بين الأحزاب الصهيونية في السياسة والجوهر والأيديولوجيا، لذلك من الطبيعي أن ينتخب هذا المجتمع المؤدلج بالفكر الصهيوني الإجرامي التلمودي الأكثر يمينية وفاشية وإجرامًا.

واستدرك مكاوي قائلاً: "المقاومة جدوى مستمرة، وتصاعدها وقوتها وخبرتها ونوعيتها تخضع لعوامل عديدة، وتاريخ ثورتنا حافل بالعمليات النوعية مثل عملية القدس الأخيرة والتي أربكت حسابات العدو وردت الصاع صاعين وجاءت في سياقها التاريخي المقاوم والمتصل للثورة الفلسطينية، كما وكشفت فشلاً استخباريًا صهيونيًا، وتطورًا هامًا في تكتيكات المقاومة وأدواتها". 

وحذَّر مكاوي من التعاطي مع الدعاية الصهيونية العنصرية، التي حاولت تصوير قضية احتجاز جثة الجندي الصهيوني على أنها قضية إنسانية تخص شاب درزي قُتل في حادث سير، وقامت بتأليب الدروز في الداخل المحتل، معتبرًا أن الجيش الصهيوني هو جيش احتلالي ومن حق شعبنا ومقاومته أن يكون هذا الاحتلال وجنوده وضباطه هدفًا للمقاومة أينما وجدوا.

واعتبر مكاوي، أن قيام المقاومة الفلسطينية باحتجاز جثة الجندي الصهيوني، يعكس أمرًا أخلاقيًا ومبدئيًا الهدف منه الإفراج عن جثامين الشهداء المحتجزة في مقابر الأرقام، معتبرًا أن تدخل بعض الأنظمة للإفراج عن جثة الجندي طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وكان الأجدر من هذه الانظمة المطالبة بالإفراج عن جثامين الشهداء. 

ودعا مكاوي إلى ضرورة تشكيل القيادة الموحدة للمقاومة والتي من أهم ضرورات تشكيلها استدامة الفعل الكفاحي المقاوم بشقيه الشعبي والمسلح، وبناء الأذرع الممتدة في ربوع الوطن وتوحيد التشكيلات المقاومة تحت لوائها، وتوفير كل ما يلزم هذه الاستدامة، وتنسيق وتوحيد الجهود والفعاليات والأنشطة، ومراكمة الانجازات لاستعادة مشروعنا الوطني، واستعادة الأرض وطرد المحتل، مشددًا أنّ هذا الفعل التراكمي هو من يؤسس لاستعادة ميثاقنا الوطني، وإعادة بناء م.ت.ف كقائدة لنضال شعبنا، والتوافق على برنامج سياسي جامع وتغيير وظيفة السلطة الفلسطينيّة لتكون سلطة وطنية تحكمها عقيدة مقاومة. 

وحول توجيه الاتهام إلى غزة في ممارسة التحريض على الفعل المقاوم، اعتبر مكاوي أنها محاولة صهيونية للهروب من حالة التخبط والفشل الذي تلازمه جراء تصاعد الفعل الانتفاضي في الضفة عبر حرف الأنظار وتصعيد الأمور بالضفة عبر ارتكاب جريمة جديدة في القطاع أو استهداف قيادة المقاومة، داعيًا فصائل المقاومة للحذر من أية محاولة غدر صهيونية مفاجئة.

وأضاف مكاوي في ختام مقابلته: الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده شعب مقاوم بطبعه للاحتلال، وليس بحاجة للتحريض لممارسة نشاطه الكفاحي، والتصريحات الصهيونية تأتي أيضًا في إطار الدعاية الخبيثة التي تعزّز الانقسام، والتي في شقها الآخر موجهة للمجتمع الصهيوني لطمأنته بقدرته على إطفاء جذوة المقاومة، مشددًا أنّ هذه الألاعيب الصهيونية مكشوفة بالنسبة لنا، فالمقاومة رد فعل مستمر على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في كل مكان، وهي ستتواصل وستستمر على امتداد أرضنا حتى دحر هذا الكيان عن أرضنا.