بيان صادر عن الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين بمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني

حجم الخط

يا أبناء شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية..

تُحيي الأممُ المتحدة وحركاتُ التحرر في العالم يومَ التاسع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام؛ يوم التضامن مع لشعب الفلسطينيّ، وفق القرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977، والذي يتزامن مع تاريخ صدور قرار التقسيم رقم (181) عام 1947، الذي شَرّع قيامَ الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، وأسس لمأساة ونكبة الشعب الفلسطيني، وضرب وجوده المادي والمعنوي وممارسة أبشع أشكال الإبادة والتطهير العرقي والتهجير والاستيطان والمجازر وتزييف وتزوير التاريخ والحقائق والتهويد والأسرلة الممنهجة واعتقال الآلاف والقمع والإفقار والتجهيل، وكل الممارسات والإجراءات المستمرة، مع الاحتلال الصهيوني الجاثم على أرض وطننا، منذ ما يزيد عن أربعة وسبعين عامًا؛ كل ذلك دون أن يسلّم شعبنا له باحتلاله وممارساته وإجراءاته، بل اجترح كل وسائل النضال والكفاح الوطني في مواجهته، وفي الدفاع عن نفسه وحقوقه الوطنية في الحرية والعودة والاستقلال وتقرير المصير، وقدم وما يزال يقدم على هذا الطريق التضحيات العظيمة والغزيرة والعزيزة. 

أبناء شعبنا وأمتنا.. أحرار العالم..

بعد مرور خمسة وأربعين عامًا على إقرار هذا اليوم، وستة سبعين عامًا على إصدار قرار التقسيم وإعلان المشروع الصهيوني قيام دولته، التي تم الاعتراف بها بعد عام واحد من قيامها، من قبل الأمم المتحدة شريطة التزامها بميثاق الأمم المتحدة، وتطبيق قرار التقسيم – الظالم للشعب الفلسطيني - والقرار 194، الخاص بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي شردوا منها وتعويضهم واستعادة ممتلكاتهم؛ تأكد بالملموس أن الكيان الصهيوني؛ تجاوز وانتهك كل الالتزامات التي ترتبت على قرار الاعتراف به، وكل الاتفاقيات والمعاهدات والمبادئ الدولية التي تتضمن معاقبة من يمارس سياسة التطهير العرقي، وينتهك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، أو ينتهك الاتفاق الخاص بشؤون اللاجئين في جنيف، أو التنكر للعهد الخاص بحقوق الإنسان المدنية والسياسية، إضافة إلى عدم التزامه بتطبيق البروتوكولات الخاصة باللاجئين الفلسطينيين المتمثلة في حق العودة وحق التعويض واستعادة الممتلكات وحق تقرير المصير. لذلك؛ فإن الأمم المتحدة بكافة مؤسساتها، وعلى الأخص جمعيتها العامة ومجلس أمنها، أمام مساءلة حقيقية، ليس فقط من قبل الشعب الفلسطيني، بل من قبل كل الأحرار في العالم، بضرورة مراجعة اعترافها بالكيان الصهيوني، وقبول استمرار وجوده في مؤسساتها.

إننا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وفي اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني نؤكد على القضايا التالية:

أولًا/ إنّ يومَ التضامنِ العالميّ مع الشعب الفلسطينيّ هو يومُ تذكيرٍ للعالم أجمع، وللمؤسسة الدولية التي أقرت هذا اليوم، بحقيقة معاناة الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال، وأهمية تصحيح الخطيئة الكبرى التي ارتكبتها بتشريع هذا الكيان، وبقرارها الظالم بتقسيم فلسطين، وبضرورة أن تتبنى تنفيذ القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية؛ بعيدًا عن سياسات المراوغة والتعامل بمعاييرَ مزدوجة، بل عليها أن تعيد الاعتبار لقرارها رقم 3379 الصادر في 10/11/1975، والذي أكد بأن الصهيونية تمثل تهديدًا للسلم والأمن العالميين، وطالب جميع البلدان مقاومة هذه الأيدولوجية العنصرية الإمبريالية؛ انطلاقُا من أن الصهيونية شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري.

ثانيًا/ نُعبّر عن تقديرنا وإشادتنا بالشعوب الحرة وحركة التضامن ولجان التضامن مع الشعب الفلسطيني التي تقف إلى جانب قضية فلسطين العادلة، وندعوها للاستمرار بالضغط لإدانة الاحتلال ونزع الشرعية عنه، ومواصلة الجهود من أجل خلقِ لوبي دوليٍّ ضاغطٍ في مواجهة اللوبي الصهيوني وحلفائه، وبما يساهم في رفع وتائر الاعتراف بحقوقنا المشروعة، وكشف حقيقة وطبيعة الكيان الصهيوني المجرم.

ثالًثا/ إن القضية الفلسطينية هي جزء في صلب القضية القومية العربية من أجل الانعتاق والحرية من الاستعمار والتجزئة والهيمنة والتبعية، وعليه ندعو إلى صحوةٍ عربيةٍ شعبية عارمة؛ تعمل على مواجهة حالة عجز وتواطؤ النظام الرسمي العربي وكل أشكال التطبيع مع عدو شعبنا وأمتنا؛ الصهيوني – الإمبريالي.

رابعًا/ إن الممارسات والإجراءات الصهيونية الاستيطانية الإرهابية المتصاعدة على الأرض وبحق شعبنا وأمتنا العربية؛ المدعومة من القوى الاستعمارية الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية؛ تقتضي اتخاذَ قرارٍ واضح وصريح بتنفيذ قرارات الإجماع الوطني؛ بإسقاط نهج التسوية والمفاوضات، ووقف كل أشكال التنسيق الأمني وسحب الاعتراف بالكيان الصهيوني، وقطع العلاقات مع الإدارة الأمريكية العلنية وغير العلنية، الأمنية منها والسياسية، ووقف كل أشكال اللقاءات مع الاحتلال، والتي تمنح غطاءً عربيًا لتشريع التطبيع والتساوق مع المشروع والوجود الصهيوني، وبما يساهم في تحصين جبهتنا الداخلية وتفعيل المقاومة الشاملة ضد العدو ومخططاته العدوانية التوسعية - التصفوية.

خامسًا/ إنّ فرصة إنجاز المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، على أسسٍ وطنية وديمقراطية؛ سليمة وجادة، وبما يعيد الاعتبار لمشروعنا الوطني التحرري ويستنهض طاقات شعبنا الكفاحية في مواجهة التحديات الراهنة والمصيرية التي تواجهنا، ويعيد بناء منظمة التحرير الفلسطينية على هذا الأساس الوطني والديمقراطي، على طريق توحيد إرادة شعبنا الفلسطيني داخل الوطن المحتل وفي مواقع اللجوء والشتات؛ ما تزال قائمة، وشعبنا يتوق إليها، وهذا ما لا يجب أن يتأخر أبدًا. 
 
عاش يوم التضامن العالمي.. يومًا للتضامن مع شعبنا ونضاله الوطني المشروع

التحية والتقدير لتضحيات شعبنا وكل الشعوب التواقة للحرية والانعتاق وتقرير المصير والسلام والتقدّم

المجد للشهداء.. الحرية للأسرى.. الشفاء العاجل للجرحى