خانيونس.. "الفكر التقدمي" يعقد لقاءً في الذكرى الـ15 لرحيل الحكيم جورج حبش

حجم الخط

عقد ملتقى الفكر التقدمي في محافظة خانيونس، أمس الثلاثاء، لقاءً فكريًا بعنوان "الحكيم ورهانات المستقبل.. الشباب نموذجًا"، وذلك على شرف الذكرى الـ15 لرحيل الحكيم جورج حبش .

وحضر اللقاء عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، مسؤول فرعها في قطاع غزة الرفيق محمود الراس، وعضو اللجنة المركزية العامة مسؤول محافظة خانيونس الرفيق إبراهيم السيقلي، وأعضاء من اللجنة المركزية العامة والفرعية وقيادات من الفصائل والقوى ولفيف من الشباب وطلبة الجامعات.

وأدار اللقاء عضو الملتقى إبراهيم شرّاب، حيث افتتح مرحبًا بالحضور، مضيفًا: "نلتقي اليوم على شرف الذكرى الـ15 لرحيل القائد والمعلم والملهم الرفيق الراحل جورج حبش".

وتابع شراب: "الكثيرون يمضون في هذا العالم ولا يتركون أثرًا، وتطويهم الذاكرة، أقلّاء فقط هم الذين يخلّدهم التاريخ، وينقشون أسماءهم بأحرفٍ براقةٍ على جدران التاريخ، رفيقنا الراحل جورج حبش هو أحد هؤلاء، بشهادة العدو والصديق وبشهادة الخصم والرفيق".
وأردف شراب: "15 عامًا مضت، ضاعت فيها كثير من الهويات السياسية والفكرية والكثير ممن أضاعوا البوصلة صوب الوطن وصوب الأمة وصوب قضايا الإنسان بوجهٍ عام، 15 عامًا تبدلت فيها كثير من القيم والمعاني والمفاهيم التي صاغها ورسّخها قائدنا ومؤسس حزبنا الرفيق جورج حبش".

وقال شراب: "قرّرنا في الملتقى أن نحيي ذكرى رحيل القائد لنستحضر معًا مآثره ووصاياه ورسائله، وقد اخترنا من جالس الرفيق جورج حبش وعايشه وجهًا لوجه، وهو الرفيق يحيى الغلبان".

بدوره، أكّد الأستاذ يحيى الغلبان، على أنّ "ذكرى الحكيم لها علاقة بالعمل الوطني الفلسطيني والقومي العربي والأبعاد الأممية، لارتباطهم بشخصيته"، مشيرًا إلى أنّه "من خلال دراسة مزايا الحكيم أو معالم شخصيته، نعلم ما هو المطلوب منّا"، مضيفًا: "الحكيم كان يتميّز بالاندماج بعمله في التنظيم، فكان شخصية منصهرة في مهامها، وله تأثيره في فكر التنظيم، وهو مخلص للقضايا التي عمل من أجلها".

وأضاف: "الحكيم فلسطيني مسيحي، وهذا يذهب بنا لجانبين: الأوّل أنّ المسيحي كان جزءًا من المعركة الوطنية، وكان من أكثر الموجودين في الساحة جذريةً في المسألة الوطنية، التي ترفض الصهيونية، وهذه أعلى درجات الانتماء للقضية الوطنية، والجانب الثاني هو البعد القومي الذي يرتبط بأكثر من قصة في حياته، لا سيما مع ظهور الحركة القوميّة العربيّة في العصر العثماني، حيث كانت المسيحيّة جزءًا كبيرًا من طلائع المواجهة ضد مشروع "التتريك" العثماني".

كما لفت إلى أنّ "جورج حبش دائمًا كان يفكّر بالقوميّة العربيّة ووحدة العرب وتطويرهم، في إطار مواجهة الاحتلال والاستعمار، وكان مفهومه للوحدة في تلك الفترة يعبّر عن تحرير فلسطين كهدفٍ لها، كما كان يرى أنّ المشروع الصهيوني يرتبط بالرجعيّة والاستعمار، كذلك كان يشدّد على ضرورة تطوير المجتمع لمواجهة "إسرائيل" باعتباره مجتمعًا متقدمًا، كونه يرتبط بالمجتمع الغربي".

وتابع الغلبان في حديثه عن الحكيم قائلاً: "جورج حبش عندما نأخذه في شبابه نلاحظ حجم النشاط الذي لديه، فخلال سنواتٍ قليلة شارك في منتدياتٍ كثيرةٍ، وكان عنصرًا شابًا فعالًا وليس شخصية منسية تبحث عن الدراسة فقط".

وبيّن الغبان أنّ "الحكيم اعتمدت شخصيته على الثقافة والقراءة والنقاشات العلمية، حيث كان يعتبر أنّ العلم هو بوابته لفهم الماضي والمستقبل، وكان يعتبر التوعية موضوعًا مركزيًا في تلك الفترة لمواجهة الاحتلال، بالإضافة إلى اهتمامه بالعمل المُنظّم؛ لأنّه كان يرى أن الجهد الفردي مشتّت ومحدود".

واستدرك: "ربط الحكيم جورج حبش بين العمل المُنظّم وممارسته، حيث كان ينشئ تنظيمات للقيام بالأعمال على مختلف أشكالها، وكانت لها أهداف محددة، وكان يربط بين العمل المنظم والعمل النضالي، بحيث لا يمكن النضال دون تنظيم، وبعد ذلك انتقل للمستوى التنظيمي الواسع الذي بدأ يتشكّل من الشباب وصولاً لتشكيل "حركة القوميين العرب"، التي ضمّت الشبّان من بلدانٍ مختلفة من سوريا ولبنان و مصر واليمن، وكل عضو كان يلعب دورًا في منطقته، وهذا الأمر ساهم في نهوض الحركة المعادية للاستعمار".

وأضاف: "الحكيم كان يستوعب كلّ المتغيرات وكان جزءًا منها، وكان ضمن مناقشات تُخاض في حركة القوميين حول الحراكات العالمية والإنسانية، في ظلّ أنّ الثورة الفلسطينيّة أخذت منحى عالميًا، كما لفت إلى أنّه كان له مشاركة فعالة في كل الأعمال القوميّة والوطنيّة، وكان مرتبطًا بالمنطقة ومصيرها، وكان محافظًا على هدفه الرئيسي ولم يتخلَ عنه بشكله الجذري، وكان يؤمن بأنّه لا حلّ للصراع إلّا بإزالة الكيان".

كما أردف الغلبان: "الحكيم جورج حبش كان يركز على النوعية في التنظيم، وكان يعمل على بناء المنتمين فكريًا ونضاليًا وسلوكيًا، وكان شخصًا قياديًا وميدانيًا، وكان متواجدًا في المعارك ب الأردن ولبنان، وكان إحساسه بالمسائل مستمرًا ومتابعًا للأنشطة والأعمال الجماهيرية، وكان ملتصقًا بالقضية".

وختم يحيى الغلبان مستذكرًا بعضًا من وصايا الحكيم للشباب ومنها: "عليكم الانطلاق من حيث انتهينا ولا تكرروا التجارب فالدروس التي تعلمناها لم تأتِ من فراغ وأتت من تضحيات"، و"الاجتهاد هو طريق تجاوز الأخطاء والسلبيات، وهذا يحتاج للوعي والمسؤولية"، و"قضيتنا عادلة ونحن نحدّد مصيرنا المستقبلي بالتحرر من الاحتلال"، و"مهامنا كبيرة والتحديات جسيمة"، و"فشل الأحزاب والهزائم لا يعني تدمير الروح والانتظام لدى الشباب"، و"الثقة بالأجيال الصاعدة لن تحتاج من يلقنها ماذا تفعل"، و"ليس من حق الجيل السابق مصادرة وجهة نظر الجيل الصاعد"، و"من لا يدرك التاريخ لا يدرك الحاضر ولا يصنع المستقبل".

وفي السياق، عقّب عضو الملتقى الرفيق إبراهيم شراب في نهاية اللقاء، مؤكّدًا أنّ "الراحل جورج حبش استحقّ لقب الحكيم عن جدارة، حيث لم يكن مسمّى عابرًا، وهذا تجسّد على المستوى الأخلاقي والنضالي والكفاحي والقومي".

وختم شراب اللقاء، داعيًا الشباب للاهتمام بالعلم وتثقيف أنفسهم لتمكين أنفسهم من إنتاج أفكار للمستقبل، وتوسيع الدائرة التنظيميّة.

7.jpg
6.jpg
5.jpg
4.jpg
3.jpg
2.jpg
1.jpg