رئيس أركان القوات الجوية :الحرب المقبلة لن تكون كالحروب الماضية

قال رئيس أركان القوات الجوية الصهيونية العميد حجاى توبولنسكى إن "التهديدات العسكرية الذى تواجهه آخذ
حجم الخط
قال رئيس أركان القوات الجوية الصهيونية العميد حجاى توبولنسكى إن "التهديدات العسكرية الذى تواجهه آخذ بالازدياد من ناحية الجبهات والقدرات، خاصة فى الفترة الأخيرة، بسبب تداعيات الثورات العربية، وما أفرزته من أنظمة مناهضة لدولة الاحتلال فى مصر وغيرها من الدول العربية. وأضاف توبولنسكى خلال كلمته بمؤتمر الأمن القومى الصهيوني الثامن المنعقد حاليا بتل أبيب: "إن الأحداث الأخيرة فى منطقة الشرق الأوسط بما فيها نتائج الانتخابات المصرية التى قد تفرز مرشح إسلامى هى حدث تاريخى يعتبر بمثابة تغيير بالجدول الإستراتيجى لإسرائيل". وقال المسئول العسكرى الصهيوني: "إن هذا التغيير يوجد به مخاطر واحتمالات، وتتلخص المخاطر الكبرى على المدى البعيد، بينما التهديد العسكرى الذى يواجهه الكيان الصهيوني آخذ بالازدياد من ناحية الجبهات والقدرات، والاحتمال أن نواجه حربا على أكثر من جبهة فى وقت واحد يزداد أيضا"، مضيفا: "أن شكل الحرب آخذ بالتغير، وعلينا أن نعتبر أن الحرب القادمة ستكون مثل الحرب الأخيرة وليس مثل الحروب الماضية". وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية أن مؤتمر الأمن القومى الصهيوني الثامن عقد برعاية معهد "فيشر" الإستراتيجى وبمشاركة كبار الشخصيات بالمعهد، إلى جانب ممثلين عن شركات الصناعات العسكرية فى دولة الاحتلال "رفائيل" و"ألبيت" وممثلين من الخارج وكبار قيادات سلاح الجو الصهيوني. وقالت يديعوت إن توبولنسكى أسهب خلال كلمته فى موضوع التهديد الصاروخى ضد دولة الاحتلال قائلاً: "عدونا انتقل من مرحلة الحرب بواسطة المناورات إلى الحرب من خلال النار، وهذا أمر فى غاية الأهمية من شأنه أن يغير شكل الحرب، والتهديد لا يكمن باحتلالهم "لإسرائيل"، بل بسقوط مئات وآلاف الصواريخ على الدولة". وأضاف رئيس أركان القوات الجوية الصهيونية: "هذا التهديد يشكل خطرا على قلب الجبهة الداخلية، بسقوط صواريخ الأرض- أرض وقذائف أرض- أرض، التى يتم تطويرها فى هذه الفترة لدى أعدائنا بحجم ومجالٍ كبيرين وبجودة كبيرة جداً"، مضيفا: "أن من يمتلك هذه الصواريخ والقذائف ليس فقط الدول، إنما تمتلك التنظيمات الإرهابية ترسانة من شأنها أن تلحق الضرر "بإسرائيل"، وهذا هو الاتجاه الأكثر أهمية فى العشرين سنة الماضية، وهذا هو التحدى الكبير "لإسرائيل" ولجيشها". وأوضحت الصحيفة العبرية أن أحد الأمور التى أشار إليها رئيس أركان سلاح الجو الصهيوني هو موضوع تطور أنظمة الدفاع الجوى، قائلاً: "بعد أن كان مجال الدفاع ثابتاً نسبيا، فنحن نرى خلال السنوات الأخيرة تطوراً دراماتيكيا لدى أعدائنا وهذا يشكل تحدياً للتفوق الجوى الخاص بنا، وهم يعرفون أن التهديد الرئيسى عليهم يكمن فى سلاح الجو، لذلك فهم يستثمرون الكثير فى الدفاعات الجوية المتطورة". وأضاف توبولنسكى: "أن الاتجاه الأخير هو الوعى، وتأثير الإعلام والقضاء الدولى وشرعية عمل الجيش هو موضوع فى غاية الأهمية، حيث نُمتحن فى هذه المجالات فى كل يوم وفى كل ساعة، ونحن نبذل جهوداً جبارة لتقليص مدى إلحاق الضرر بالأبرياء ومنع الأضرار البيئية"، على حد زعمه. وتطرق توبولنسكى خلال كلمته بالمؤتمر العسكرى فى الكيان الصهيوني إلى تعقيدات النظرة العسكرية خلال السنوات الأخيرة، قائلا: "إن سلاح الجو يعتبر بمثابة الجهة الرئيسية فى مجال الردع لدى إسرائيل، ويمتنع أعداؤنا خلال السنوات الأخيرة من مواجهتنا بسبب قوة سلاح الجو، وعنصر الحسم والقدرة على النشاط فى عمق الجبهة الداخلية للأعداء بقوة وبدقة فى مواجهة جميع الأهداف الصغيرة والكبيرة". وأضاف رئيس أركان سلاح الجو الصهيوني "أن القوات الجوية "الإسرائيلية" تعتبر بمثابة أساس الدفاع من الناحية التقنية ومن الناحية الإدراكية، ويعتبر سلاح الجو بمثابة قوة الدفاع الرئيسية "لإسرائيل"، حيث ستمنح منظومات دفاعية مثل السهم والقبة الحديدية والمنظومات الأخرى حماية "إسرائيل" من الصواريخ الصغيرة وحتى الكبيرة". وقال توبولنسكى: "إن سلاح الجو يقوم بالتوسع ليوفر الرد للتحديات وليبقى منطقياً فى الدفاع عن "إسرائيل"، كما أنه ينشط فى الأجواء البعيدة وتتوسع منظومة الدفاع الجوى فى المهام التى يأخذها السلاح على عاتقه"، مضيفاً: "سنضطر إلى مواصلة توسيع المنظومة الدفاعية مع القدرات الاختراقية على الصعيد الدولى، وذلك بفضل الصناعات المتطورة والحاجة الميدانية، وسنقوم بدمج منظومتى الدفاع والهجوم.. ولاحقاً سنقوم بدمج الفعالية المتبادلة، بحيث تقوم منظومة الدفاع بدعم منظومة الهجوم وبصورة عكسية". ولخص رئيس أركان القوات الجوية الصهيونية كلمته بأن شكل الحروب قد تغير وأن تل أبيب تقف أمام شرق أوسط مختلف فى فترة من عدم اليقين والتغييرات، مضيفا: "سيواصل سلاح الجو من ملاءمة ذاته ليبقى منطقياً، وسنضطر إلى مواصلة تطوير الذراع الطويلة، وأن نكون على رأس التقنيات وعلى رأس القدرات، وسيواصل الجندى تنفيذ المطلوب منه وأن يعمل ذلك بالطريقة الأفضل".