من الذي يبيع السلام في السوبر ماركت؟

من الذي يبيع السلام في السوبر ماركت؟ ترجمة خاصة – وسام الخطيب

مهمة العثور على عمل لصديق فلسطيني ف
حجم الخط
من الذي يبيع السلام في السوبر ماركت؟ ترجمة خاصة – وسام الخطيب مهمة العثور على عمل لصديق فلسطيني في متجر "اسرائيلي" في الضفة الغربية، تتحول إلى لقاء مفاجئ مع اثنين من رجال الأعمال البارزين، رامي ليفي ومنيب المصري، اللذان يخططان لما يبدو أنه شراكة بين القطاعين الخاص والعام من أجل السلام. ذهبت وصديقي سمير، وهو من مخيم الدهيشة، جنوب بيت لحم، (وهو ليس اسمه الحقيقي) إلى سوبر ماركت رامي ليفي، في مستوطنة غوش عتسيون على طريق 60، وهو طريق سريع رئيسي جنوب الضفة، إلى الجنوب من القدس وبيت لحم، ويستخدمه الفلسطينيين والمستوطنين. قرابة 12 كيلومترا الى الجنوب تصل إلى الدوار حيث السوبرماركت ومجموعة مستوطنات غوش عتسيون الخمس. وهناك على الارجح مزيداً من الشباب الفلسطيني الذي يعمل في هذا السوبرماركت اكثر من أي مكان اخر في الضفة الغربية. أما سمير فلم يأت هنا قطّ. مهمتي في السوبرماركت ذات شقين، ليس لأي منهما علاقة بالتسوّق. أريد أن أرى اذا كان هناك اي نشاط من وجهة نظر كتاب علم الاجتماع 101؛ كم هو مُجدٍ التواصل اليومي بين الفلسطينيين والاسرائيليين الذي يندر بشكل متزايد في اي مكان آخر؟ والشق الاخر هو ايجاد وظيفة لصديقي سمير. وقيل لنا، على الفور، انه بدون اللغة العبرية لا يمكن لسمير العمل هنا. تبا، لماذا لا يجيد سمير العبرية كما يجيد اللغة الانجليزية؟! فجأة نصل لتجمع صغير من العمال الفلسطينيين والمتسوقين الذين يلتفون حول رجلين يتحدثان عن مبادرة جديدة للسلام. كان رجلا فلسطينياً يتحدث باللغة الانجليزية: "نحن نريد السلام، نريد حلا يستند على مبادرة السلام العربية عام 2002 في بيروت.. انا ورامي نعمل على تشكيل ائتلاف لدفع عجلة السلام الى الامام بناءً على حل الدولتين وفقاً لهذه المبادرة". وتساءلت من هذان الرجلان. فمن الواضح ان هذا الفلسطيني يعرف ما يتحدث عنه. واخبرني احد المستوطنين ان ذلك الرجل القصير الذي يقف بجانبه هو رامي ليفي. أخبرني سمير ان ذلك الفلسطيني هو رجل الاعمال المعروف من نابلس، صديق الرئيس ياسر عرفات المقرب، منيب المصري. وهو ايضا المفاوض من وراء الكواليس بين فتح وحماس، والذي رفض منصب رئيس وزراء السلطة الفلسطينية ثلاث مرات. ويعرف احيانا بـ "دوق نابلس". وسألته كصحفي: "هل تريد القيام بأعمال تجارية مع رامي؟" أجاب مسرعاً: "لا، نحن نريد اقناع حكوماتنا باستئناف محادثات السلام" فقلت: " لكن نتنياهو يريد أن يتم الاعتراف بيهودية اسرائيل، من سيفعل ذلك؟" أوضح المصري بثقة: "سيتم الاعتراف، بعدها يمكن لاسرائيل ان تسمي نفسها ما تشاء"، وأضاف "لكن يجب علينا ان نجد حلاً ودياً لمشكلة اللاجئين". التفت المصري الى احد المستوطنين المتسوقين، وقال: "شالوم"، بعدها رد عليه مستوطنٌ اخر بالعربية، وقال: "ان الله قد اعطى هذه الارض لليهود، فهي لهم وليست للفلسطينيين" نظر المصري في وجهي وقال: "لقد تحدثت للتو الى خالد مشعل، وقال لي انه يؤيد هذه المبادرة... لكن كيف يمكنني التحدث الى هؤلاء المتشددين؟ انه بشأن السلام، وليس الله. لقد كتب علينا ان نعيش معاً... لذا ربما هنالك مشكلة بالفعل، لماذا تختلف هذه المبادرة عن غيرها؟" زيارة هذا السوبرماركت قدمت لنا تشبيهاً مفيداً للمفاوضات المجمدة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل. يبدو ان القادة الفلسطينيين والاسرائيليين يسيرون كخطين متوازيين في ليفي سوبرماركت، يعملون على تعبئة سلالهم بما يحتاجون، في حين يتجاهل كل منهما الاخر، ولا يتحدثون لانه لا يوجد ما يدفعهم لذلك. صديقي سمير سيكون سعيداً لايجاد وظيفة، اي شيء، ليس بالضرورة ان تتناسب وشهاد الاعمال الحاصل عليها من جامعة القدس، وانا ما زلت آمل ان يجد وظيفة لأن ذلك سيكون أسهل من صنع السلام. http://www.haaretz.com/opinion/who-s-selling-peace-in-the-supermarket.premium-1.453347