المرأة الأردنية العاملة تقتحم عالم الذكور

لم تعد المهن الصعبة حكراً على الشباب في الأردن حيث ولجت فتيات بعض المهن التي ظل الذكور يسيطرون عليها
حجم الخط
لم تعد المهن الصعبة حكراً على الشباب في الأردن حيث ولجت فتيات بعض المهن التي ظل الذكور يسيطرون عليها لسنوات طويلة. لكن الإحصائيات تعكس أن نسبة مشاركة المرأة الأردنية في سوق العمل لم تتجاوز 15 %. ليس من المستغرب في هذه الأيام أن تجد فتاة تعمل في مجالات المعلوماتية والإلكترونيات أو حتى مصممة مواقع إلكترونية مثل الشابة وجدان الطلاق التي قالت لموقع DW عربية، إنها اتجهت إلى هذه المهنة لحبها "الفن والإبداع والتميز والابتكار"، وتشير إلى أنها استغرقت وقتا طويلا قبل أن "تثبت ذاتها" وتتميز. وتشير وجدان إلى الكثير من الصعوبات التي تواجهها في عملها، وعلى رأسها "ضعف ثقافة الجودة لدى الزبائن" الذين يريدون أجود التصاميم وأرقاها بأقل الأسعار، "وهنا يكمن الخلل في توصيل الحقيقة، فلو كان الزبون يعي الجودة بمفهومها الحقيقي لنظر إلى النوعية دون السعر". "تخفيف معدلات البطالة المتزايدة في أوساط الإناث" وضمن مشروع شامل ينفذه تحالف من القطاع العام والخاص تتدرب فتيات على مهن جديدة ظلت سنوات طويلة حكرا على الشباب من الذكور. ويقول مدير مديرية التشغيل والتدريب في وزارة العمل الأردنية نبيل عمار لموقع DW عربية، إن وزارته تتعاون مع القطاع الخاص في برنامج تدريب الفتيات الأردنيات على المهن الجديدة بهدف تخفيف معدلات البطالة المتزايدة في الأردن، خصوصا في أوساط الإناث، إذ تراوحت هذه النسبة في السنوات الخمس الماضية من 25 الى 26 % وترتفع أكثر في أوساط الفئة العمرية للإناث من 18 إلى 45 سنة. ويضيف أن هذا المشروع يعد واحدا من نشاطات الوزارة التي تضمنتها خطة عملها في تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للتشغيل بهدف إيجاد فرص عمل جديدة ومتنوعة للأردنيين، وهو يهدف إلى تمكين مئات الفتيات الراغبات في العمل وتدريبهن على مهن ومهارات حرفية إنتاجية ، كصناعة الحقائب الجلدية والبلاستيكية، وصناعة الخزف ، والحفر على المعدن والخشب، والرسم على الزجاج، وصناعة الشموع والأحجار الكريمة، وإعادة تصنيع الأقمشة والكرتون. فتات أردنية تعمل كشرطية لتنظيم حركة المرور "زيادة معدل المشاركة الاقتصادية للمرأة" ووفقا لمدير مديرية التشغيل والتدريب في وزارة العمل الأردنية فان المشروع يساهم في تحسين "مستوى دخل" أسر هذه الفتيات من خلال التشغيل الذاتي بإنشاء مشاريع صغيرة أو ربطهن بمؤسسات الإقراض ذات العلاقة ، و"زيادة معدل المشاركة الاقتصادية للمرأة بشكل عام" ، والحد من معدلات البطالة في أوساط الإناث، إضافة إلى استهداف "المناطق النائية" وتحسين مستوى معيشة الأفراد فيها، وتشجيع المشاريع والصناعات الصغيرة والعمل في المنزل. "انفتاح ذهنية الأردنيين " ويرى الدكتور حسين محادين - أستاذ مشارك - علم اجتماع التنمية / متخصص في دراسات قيم العمل في جامعة مؤتة أن مفهوم تقسيم العمل اتسع اليوم في المجتمع الأردني "المتحول نحو الحداثة" ، ليشمل تغيراً ملموساً في منظومة قيم العمل نفسها. ويقول محادين إن " ذهنية الأردنيين انفتحت " نتيجة لارتفاع مستوى التعليم وارتفاع تكاليف المعيشة للأسر لتتقبل بالتالي أنماطا جديدة في العمل والعاملين فيها معا. الحكومة الأردنية الجديدة مطالبة بتنفيذ إصلاحات حقيقية لتجاوز ضغط البطالة في صفوف الشباب "نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل لم تتجاوز الـ 15% " ويضيف محادين في حوار مع موقع DW عربية، أن عمليات التمكين والتدريب المتواصلين اللذين تحرص جُل النساء على نيلها قد ساعد بشكل جلي في كسر احتكار الرجال، سواء ذهنيا أو عمليا ، للكثير من الأعمال التي كانت مقتصرة عليهم دون النساء، ورغم ولوج المرأة الأردنية الكثير من حقول الأعمال "غير التقليدية"، إلا أن نسبة مشاركتها في سوق العمل عموما لم تتجاوز نسبة 15 % ، ما يعني أن "أمامنا شوطا طويلا" في التدريب وتوسيع قاعدة المشاركة وتعديل بعض التشريعات "غير المنصفة للمرأة العاملة" وتوفير التمويل الضروري. ويخلص إلى القول إلى انه يتعين على الأسرة في الأردن إعادة النظر في تقسيم العمل من منظور اجتماعي بداخلها بين الأبناء "بغض النظر عن الجنس" حتى نصل إلى مجتمع منفتح على الحرية والمبادرات الفردية نسبيا، وبالتالي يتم التقليل من التقسيم التقليدي للعمل المنتج وبصورة تحقق "التوازن بين الجنسين" دون أن يغيب عن الذهن "أننا مجتمع عربي مسلم طالما وصف بأنه ذكوري البنا والإنتاج عموماً.