كيف نكون أعداء إسرائيل واصدقاء اميركا؟ - الشيوعي بمناسبة الذكرى الـ30 لجمول

كيف نكون أعداء إسرائيل واصدقاء اميركا؟

نحو جبهة وطنية ترسم سياسة دفاعية حقيقية
وتربط عملية  التح
حجم الخط
كيف نكون أعداء إسرائيل واصدقاء اميركا؟ نحو جبهة وطنية ترسم سياسة دفاعية حقيقية وتربط عملية التحرير بالتغيير الديمقراطي ثلاثون عاماً على انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية "جمول" في 16 أيلول 1982 اطلق الحزب الشيوعي اللبناني نداء مقاومة الغزاة الصهاينة، وابطالها من مختلف الاطياف الوطنية المقاومة.. لبوا ا نداء واجب المقاومة ، وتقدموا الصفوف ، وحرروا بيروت ثم معظم الأراضي اللبنانية من رجس الاحتلال الصهيوني عام 1985.. وانجاز التحرير دون قيد او شؤط عام 2000 .. "جمول" مشروع تحرير وتحرر يربط بين المقاومة والتحرير وما بين عملية التغيير الديمقراطي . في مناسبة الذكرى ال30 لإنطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وتكريما لشهدائها ،أقام الحزب الشيوعي اللبناني في قصر الاونيسكو مهرجانا جماهيريا حاشداً وبمشاركة محافظ بيروت ناصيف قالوش ممثلا وزير الداخلية والبلديات، عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب بلال فرحات، نائب رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" محمود قماطي وممثلين للحزب، الوزير السابق عصام نعمان، ممثل المدير العام للامن العام العقيد صلاح حلاوي، ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي الرائد جيرار نصر، ممثلين لسفارات الصين وروسيا وكوبا وفنزويللا، بالاضافة الى ممثلي الاحزاب الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية وقيادة الحزب الشيوعي اللبناني وحشد من المحازبين والانصار. بعد النشيدين الوطني والشيوعي والوقوف دقيقة "فخر واعتزاز" لشهداء جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ولكل شهداء المقاومة، بث شريط مصورعرض أبرز عمليات جبهة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية منذ اعلان انطلاقتها في 16 أيلول 1982.. حدادة بعد كلمة لعريفة الاحتفال مريم شميس تناولت فيها احصاءات عمليات المقاومة الوطنية من عام 1982 وحتى 1986 بالاضافة الى شهداء الحزب الشيوعي في جبهة المقاومة وعدد قتلى قوات الاحتلال الاسرائيلي من جراء هذه العلميات، تحدث الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني الدكتور خالد حدادة عن تاريخ تأسيس الجبهة عند إعلان بيانها من الشهيد جورج حاوي والامين العام لمنظمة العمل الشيوعي محسن ابراهيم. وقال: "فرحنا كما كل اللبنانيين بنجاة الرئيس العماد ميشال عون يوم أمس من محاولة اغتيال، ولكن نتمنى عليه وعلى كل شركائه في الحكومة ان يأخذوا من هذه المناسبة فرصة لإعادة النظر بمصير البلد كما مصير الاحزاب والقوى والاشخاص". وتمنى ان "يكون جمال الاحتفالات بذكرى المقاومة دافعا لنا لمنع الاختلاف حول بعض جوانب هذه المقاومة وبعض عملياتها وتاريخها"، ودعا إلى "عدم الوقوع في خطأ الفئوية والتنافس على قضية هي مفخرة شعبنا وتاريخه، ولا نترك للمال والسلطة القدرة على انتاج التاريخ المكتوب او الفني او السينمائي او المسموع او المرئي في صياغة هذا التاريخ، اننا ندعو للمرة الثالثة او الرابعة الى تشكيل لجنة مشتركة من كل القوى التي ساهمت وتساهم اليوم في عمل المقاومة من اجل صناعة كتابة تاريخ المقاومة منذ جذورها في مقاومة الاستعمارين العثماني والفرنسي الى واقعها الراهن، هكذا فقط نصون للمقاومة تاريخا يحفظ لها طابعها الوطني وقدرتها على الاستمرار، وذلك حتى لا نختلف على بعض التفاصيل التي تضر بعمل المقاومة وبصياغة تاريخها ومستقبلها". أضاف: "شعارنا دائما ان من يجب ان يصيغ سياسة دفاعية عن لبنان هم اولئك الذين ساهموا في مقاومة الاحتلال، لا ان تشارك في ذلك قوى اما كانت ساكنة او عاجزة او متآمرة، وعلى هذه القاعدة نتوجه بموقفنا حول السياسة الدفاعية. نحن كحزب واعتقد ان كل قوى المقاومة تعتز بتجربة العديسة وبدور جيشنا الوطني في هذه المعركة وغيرها من المعارك، ونعتز ايضا ان لنا في هذه المعركة شهيدا شارك في عمل المقاومة، شهيدا اعلاميا هو عساف بو رحال، انها تجربة نعتز بها ونوافق عليها نموذجا ولكن السؤال على من تطرح هذه الخطة والسياسة الدفاعية عن لبنان؟" وسأل: "هل انتهينا من تحديد من هو العدو، وهل كل القوى المشاركة في الحوار صادقة في التعبير عن ان عدوها الاول هو العدو الاسرائيلي ولن يحتضنه ويناصره في الغرب وخصوصا الولايات المتحدة الاميركية؟ السياسة الدفاعية ليست فقط سلاحا، السلاح جزء من هذه السياسة وليس الجزء الاهم، لقد اطلعتم على ان العملية الاولى للمقاومة بدأت بقنبلتين وجدتا في بيت احد الرفاق، ولم تحتج عملية إطلاق المقاومة الى طائرات وصواريخ، السلاح ضروري ولكن الاهم ان لأي خطة دفاعية جوانبها العدة". وتابع: "جانبها الاول، هو حتما التلاحم من اجل الدفاع والتحرير، وفي عهد العديسة توفرت ارادة سياسية وشعبية ومقاومة في خوض هذه التجربة، ولكن هل ستبقى هذه الارادة موجودة ام انها ستعود الى المنطق المخزي للسلطة اللبنانية في تاريخها الذي يقول "ان قوة لبنان في ضعفه"؟ نحن نعتقد ان النظام اللبناني الطائفي الذي يتبع الخارج بالمفرق ويساهم في احتلال البلد وتخريبه بالجملة لا يمكن ان يحمي جيشا قادرا على مواجهة اسرائيل، ولذلك فان بوادر هذه السياسة موجودة اليوم، كيف يتعاطى هذا النظام التحاصصي مع القضايا الكبرى في البلد، لقد حول كل القضايا الكبرى الى جزء من المحاصصة، فالمقاومة يريدها شيعية والاقتصاد يريده سنيا والسيادة يريدها مسيحية، وقس على ذلك، والاجهزة الامنية واحدة منها سنية تأتمر بالسنية السياسية واخرى شيعية واخرى مارونية ولا نعرف اذا كان الدروز عندهم الشرطة القضائية". أضاف حدادة: "ان نظاما يحاصص الجهاز الامني ويجعل الجيش عرضة للابتزاز ولضرب هيبته من الخارج والداخل ويجعل السلطة الامنية سلطة توافقية، اين هيبة السلطة والدولة؟ اين احتضانها للجيش اللبناني وحمايتها السياسية له؟ حتى الآن الحكومة اللبنانية لم تأخذ قرارا سياسيا واضحا بتكليف الجيش. جعلتها عرضة لتوافق وهمي لقوى الحوار ومصلحته ومآسيه، يتخلون عن الجيش في أصعب الظروف". وقال: "الجانب الثاني هو الجانب الاقتصادي الاجتماعي. هذا الشعب هو الذي يجب ان يصمد ويقاوم، ولكي يقاوم يجب ان يكون في مقاومته جزء من مشروعها، وشعارنا الداعي لاقتران التحرير بالتغيير ليس شعارا جديدا، انه شعار يمتد في تأسيس حزبنا، والتحرر السياسي والوطني مقترن الى النهاية مع التحرر الاجتماعي. والسياسة الاقتصادية المعتمدة اليوم من الحكومة لا يمكن ان تكون سياسة مقاومة، والمقاومون اعتقد انهم جزء اساسي من مقومات العمل المقاوم، هم قادة هيئة التنسيق النقابية، والمقاومون اليوم هم الذين يحاولون صياغة مركز نقابي ديموقراطي بضرب تراث التبعية لقيادات الاتحاد العمالي على مر التاريخ، المقاومون هم امثال الوزير شربل نحاس وهم اللجان العمالية وميامو الكهرباء ولجنة "سبنس"، هؤلاء المقاومون على المستوى الاقتصادي الاجتماعي، ومن هنا نفهم ان حكومة المليارات تتآمر عليهم كما تآمرت سابقاتها على المقاومة المسلحة، تتآمر عليهم عبر محاولة إجهاض مفهوم سلسلة الرتب والرواتب، حتى الآن يحاولون إشاعة ان السلسلة هي جزء من تصحيح الرواتب والتعويض عن غلاء المعيشة. السلسلة هي عملية إصلاح إداري بالعمق، تستهدف حماية القطاع العام، ولكن يحاولون إجهاضها عبر عدة عوامل أخطرها موضوع التقسيط بحيث يكون التضخم وغلاء المعيشة قد أكل هذه الزيادة، انها عملية سرقة خبيثة لحق الفقراء". وهنأ "موظفي الادارة الرسمية لولادة نقابتهم التي استحقوها بنضالهم الذي اثبتوه خلال الشهرين الماضيين"، ورفض "بعض السياسة الضرائبية التي تنوي الدولة تنفيذها لتمويل سلسلة الرتب والرواتب". وتابع: "السياسة الدفاعية التي ننشدها لها جانب سياسي وشق أول هو الجانب المتعلق بالاصلاح السياسي في الداخل، والاهم هو حماية لبنان من حالة التفتت وخطر انهيار كيانه الوطني، ونشعر ان انهيار الكيان الوطني هو على الابواب اذا ما استمر هذا النظام الطائفي وهو الذي يحمي كياننا هو الاصلاح السياسي ومدخله الاساسي هو قانون الانتخاب، واي قانون يهدد وحدة الوطن ومصيره ولا يشتمل على إلغاء الطائفية والدائرة الواحدة والنسبية سيكون حتما قانونا ضد الدستور ومخالفا له واي مجلس سينتج عنه سيكون غير شرعي". وسأل: "كيف نكون اعداء اسرائيل واصدقاء اميركا؟ لا أقدر ان استوعب ذلك، كيف نكون اعداء اسرائيل ونسمح للولايات المتحدة ان تضع فيتو على مصادر شراء السلاح للجيش والقوى الامنية، وكيف نكون اعداء اسرائيل ومسموح لمندوب اميركي ان ينتهك سياستنا المالية والمصرف المركزي ويطلع على كل التفاصيل والقضايا المصرفية والنقدية في لبنان ويضع شروطا عليها، بل اكثر من ذلك يصادر مئات ملايين الدولارات من لبنان؟ هل نكون بذلك راسمين لسياسة دفاعية حقيقية؟ ان ذلك لا يمكن ان يعني رسم سياسة دفاعية بالشكل". وختم حدادة: "من يرسم سياسة دفاعية حقيقية هي جبهة وطنية، وأولويات الصراع تدعو الى قيام جبهة وطنية واسعة لمواجهة الاحتلال واخطاره والمؤامرة الامبريالية والصهيونية والتخلف والفقر عبر سياسة العدالة الاجتماعية وسياسة اقتصادية". وختم الفنان سامي حواط بتقديم تحية الى شهداء "جمول"