الخلفية والتأسيس والمسيرة

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
الخلفية والتأسيس والمسيرة
يرتبط تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ار
حجم الخط
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الخلفية والتأسيس والمسيرة يرتبط تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ارتباطاً وثيقاً بهزيمة حزيران والدروس النظرية والسياسية والتنظيمية التي أفرزتها وبلورتها تلك الهزيمة من جهة، وحركة القوميين العرب وتنظيمها الفلسطيني وتجربته النضالية منذ نكبة 1948 من جهة أخرى. بعد حرب حزيران 1967 سعى الفرع الفلسطيني لحركة القوميين العرب لإيجاد إطار جبهة تضم مختلف الفصائل الوطنية الفلسطينية لأن وجودها عامل أساسي من عوامل الانتصار، ولأن م. ت. ف. بطابعها الرسمي آنذاك لم تكن تصلح لتشكيل هذا الأساس، وقد نتج عن ذلك إقامة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي ضمت إلى جانب هذا الفرع جبهة تحرير فلسطين وتنظيم أبطال العودة وعناصر مستقلة ومجموعة من الضباط الوحدويين الناصريين. - صدر البيان السياسي الأول للجبهة في 11/12/1967لكن مسيرة هذا التشكيل تعثرت نتيجة خلافات سياسية في وجهات النظر، فانسحبت جبهة تحرير فلسطين في تشرين الأول عام 1968. - على ضوء التطورات التي شهدتها م. ت. ف تخلت ا لجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عن سعيها لإيجاد جبهة وطنية لأن م. ت. ف جسدت في نظرها إطار هذه الجبهة بخطوطه العريضة. - هذا التطور جعل الجبهة الشعبية موضوعياً، تنظيماً سياسياً محدداً، خصوصاً بعد انصهار تنظم أبطال العودة انصهاراً كاملاً في صفوف الفرع الفلسطيني لحركة القوميين العرب. - منذ ذلك بدأ العمل لتحويل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى حزب ماركسي- لينيني، لكن عملية التحول واجهت مشكلات وخلافات داخلية، حيث رأى عدد من أعضاء الجبهة استحالة تحويل تنظيم برجوازي صغير إلى حزب ماركسي لينيني، وقد أدت تلك الخلافات إلى انشقاق "الجبهة الديمقراطية" عن الجبهة الشعبية. - عقدت الجبهة الشعبية مؤتمرها الثاني في شباط 1969 وشكل تحولاً أساسياً إذ صدر عن وثيقة – الاستراتيجية السياسية والتنظيمية – التي شكلت محطة هامة في مسيرة الجبهة وتطلعها نحو التحول، وأقامت الجبهة مدرسة لبناء الكادر الحزبي، وأصدرت مجلة الهدف التي رئس تحريرها الشهيد غسان كنفاني. - المؤتمر الوطني الثالث للجبهة عقد في آذار 1972 وأقر وثيقة "مهمات المرحلة" و"النظام الداخلي الجديد" ونص النظام الداخلي المقر على أن المبادئ الأساسية للجبهة هي: (المركزية الديمقراطية والقيادة الجماعية، ووحدة الحزب، والنقد والنقد الذاتي، وجماهيرية الحزب)، كما حدد شروط وواجبات وحقوق العضوية، ورسم الهيكل التنظيمي للحزب. - المؤتمر الوطني الرابع عقد في نيسان 1981 ناقش فيها وثائق الحزب وأقرها وانتخب لجنة مركزية جديدة انتخبت بدورها مكتباً سياسياً جديداً، وجددت انتخاب الدكتور جورج حبش أميناً عاماً للجبهة والشهيد أبو علي مصطفى نائباً للأمين العام. - المؤتمر الوطني الخامس للجبهة عقد عام 1993 وصدر عنه البرنامج السياسي والوثيقة التنظيمية، وانتخب لجنة مركزية جديدة ولجنة للرقابة والتفتيش المركزي وجددت اللجنة المركزية للأمين العام ونائبه. - على ضوء التطورات السياسية النوعية التي شهدتها الساحة الفلسطينية بعد توقيع اتفاق أوسلو- واشنطن التصفوي، عقدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في شهر حزيران 1994، كونفرنس حزبي ناقشت خلاله وثيقة أساسية مقدمة من اللجنة المركزية حددت في هذه الوثيقة رؤية وتحليل حزبنا للمرحلة التاريخية الجديدة التي دخلها النضال الوطني الفلسطيني ارتباطاً بالمتغيرات السياسية والمنعطفات العميقة على المستويات العالمية والعربية والوطنية. - في عام 2000 عقدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مؤتمرها الوطني السادس الذي شكل استكمالاً للتحولات النوعية في مسيرة الجبهة وتراثها الحزبي حيث في هذا المؤتمر أقرت وثائق سياسية وتنظيمية ومنهجية فكرية غاية في الأهمية عكست التطور العميق في منظومة الأفكار لحزبنا، كما أقر المؤتمر نظاماً داخلياً جديداً وانتخب لجنة مركزية جديدة، وانتخب الرفيق أبو علي مصطفى أميناً عاماً للحزب بعد تنحي الدكتور جورج حبش. - كان الرفيق الشهيد أبو علي مصطفى قد عاد للاستقرار في أرض الوطن قبل المؤتمر بفترة حيث كان ابرز قادة الانتفاضة وسط الجماهير وساهم وجوده في إعادة إطلاق ديناميات التطور والتصاعد لحزبنا في الوطن إلى أن اغتالته يد الغدر الفاشية الصهيونية في السابع والعشرين من آب عام 2001 عبر إطلاقها صاروخ من مروحية أباتشي أمريكية على مكتبه في مدينة البيرة. - بعد استشهاد الرفيق القائد أبو علي مصطفى انتخبت اللجنة المركزية للجبهة الرفيق القائد أحمد سعدات أميناً عاماً للجبهة، والرفيق القائد عبد الرحيم ملوح نائباً للأمين العام، وبعدها مباشرة ثأر الجناح العسكري للجبهة لدماء الشهيد أبو علي مصطفى، باغتيال رمز العنصرية الفاشية ووزير الترانسفير رحبعام زئيفي على يد وحدة الشهيد وديع حداد. - إثر اغتيال زئيفي شنت قوى العدو الصهيوني – والأمريكي وأجهزة السلطة الفلسطينية أوسع حملة ضد الجبهة الشعبية استهدفت ملاحقة واعتقال وتصفية كادرها وضرب بناها الأساسية فقامت أجهزة السلطة بخطوة خطيرة وغير مسبوقة ومدانة عبر اعتقال الرفيق القائد أحمد سعدات الأمين العام والرفيق عاهد أبو غلمة قائد كتائب الشهيد أبو علي مصطفى عضو اللجنة المركزية العامة، والرفاق الأربعة أعضاء مجموعة إعدام زئيفي. - وفي إطار ما سمي بصفقة المقاطعة سيئة الصيت والسمعة تم نقل الرفاق الستة إلى معتقل أريحا تحت حراسة أمريكية – بريطانية في خطوة مدانة وخطيرة. - أثناء الاجتياح الصهيوني وما يسمى عملية السور الواقي، قامت الجبهة الشعبية بدورها الكامل في الدفاع عن الشعب والوطن ولم يفت في عضدها اغتيال أمينها العام، واعتقال خلفه، وساهم رفاقنا في المعارك جميعها وقدمت الجبهة خيرة أبنائها وعلى رأسهم الرفيق القائد الشهيد ربحي حداد عضو اللجنة المركزية الذي استشهد في معركة الدفاع عن البلدة القديمة في نابلس، والرفيق القائد رائد نزال قائد كتائب الشهيد أبو علي مصطفى في قلقيلية وعدد آخر من أعضاء الجبهة البواسل. - في حزيران من عام 2002 تمكنت قوات الاحتلال من اعتقال الرفيق القائد عبد الرحيم ملوح نائب الأمين العام بعد أن كانت اعتقلت 6 من أعضاء اللجنة المركزية للجبهة بينهم رفيق عضو م.س. - خلال فترة الانتفاضة (انتفاضة الحرية والاستقلال) اعتقل أكثر من ستمائة مناضل من صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بين قيادي وكادر وأعضاء.