في ذكراه الخامسة، أبو رحمة:الحكيم حلم بالانتصار على الصهيونية والعودة إلى فلسطين

طالب عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عماد أبو رحمة حركتي "فتح" و"حماس" بانهاء الانق
حجم الخط
طالب عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عماد أبو رحمة حركتي "فتح" و"حماس" بانهاء الانقسام واستعادة وحدة شعبنا، والبدء في عملية المراجعة السياسية للاتفاق على برنامج سياسي موحد في مواجهة الاحتلال حتى التحرير واقامة الدولة وعودة اللاجئين. وقال أبو رحمة خلال مهرجان جماهيري نظمته الجبهة احتفاءً بالذكرى الخامسة لاستشهاد الأمين العام للجبهة، ومؤسسها الحكيم الدكتور جورج حبش في مدينة غزة أن الحكيم "آمن بأن الوحدة الوطنية شرط أساسي من شروط الانتصار على العدو، مثلما آمن بأن م.ت.ف هي الإطار الوطني الجامع المعبر عن وحدة الشعب الفلسطيني وهويته الوطنية". وأضاف أن "الحكيم وعلى الرغم من تصدره لدور المعارضة والتصدي للممارسات السياسية الضارة والخاطئة لقيادة م.ت.ف الرسمية.. إلا أنه بقى حريصاً دوماً على استعادة الوحدة على أسس سياسية سليمة، ولم تصل المعارضة في يوم من الأيام إلى حد التشكيك بشرعية النظام السياسي لـ م.ت.ف وتمثيلها للشعب الفلسطيني بكافة أماكن تواجده". وخاطب ابو رحمة قيادات العمل الوطني والاسلامي، وقيادات وكوادر الجبهة الشعبية وانصارها في قاعة المهرجان قائلاً: أن الحكيم أعطى عمره كله من أجل فلسطين، ومضى قبل خمسة أعوام دون أن يتراجع قيد أنملة عن كل ما آمن به وناضل من أجله، ودون أن يفقد الأمل بقدرة الأجيال القادمة على تحقيق الآمال الكبيرة التي قدّم عمره في سبيلها: حلم الانتصار على الصهيونية والعودة إلى فلسطين الحرة والديمقراطية، وحلم إقامة المجتمع العربي الاشتراكي الموحّد". ولفت إلى أن الحكيم، جورج حبش، لم يكن ثورياً عادياً، بل كان صانعاً لتاريخ ولثورة، ومؤسساً لمشروع سياسي – فكري وأخلاقي ارتبط باسمه، وترك أثراً عميقاً في تطور الفكر السياسي لحركة التحرر الوطني والقومي العربي... وبرحيله فقدنا معنى رفيع من معاني السياسة في تاريخنا العربي المعاصر. وأكد أبو رحمة: "إن مسيرة القائد جورج حبش جديرة بأن تدرسّ باعتبارها تدشيناً لمرحلة جديدة من تاريخ الحركة الوطنية والقومية العربية المعاصرة، وانتاجه الفكري والسياسي جديرٌ بأن يحفظ ويصنف باعتبار أن أهميته تتخطى الحدود الفلسطينية إلى مركز البحث والدراسات وحركات التحرر العربية والعالمية عموماً، من أجل الإحاطة بكافة جوانب وأبعاد هذه التجربة الرائدة والفريدة، واستلهام دروسها الثمينة، والاستفادة من المبادئ والأفكار والأهداف السامية التي ناضل واستشهد في سبيلها". وعلى صعيد صراعنا الفلسطيني مع الاحتلال، قال أبو رحمة أن الحكيم آمن بأن الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع تاريخي ومفتوح، لا تختزله لحظات انكفاء عابرة، وبأن الحلول التي تنتقص من الحق الفلسطيني بفلسطين التاريخية لن يكتب لها النجاح، بفعل تمسك الشعب الفلسطيني بكافة حقوقه وثوابته، بالإضافة إلى الطبيعة العنصرية والاستيطانية للكيان الصهيوني، لذا كان الحكيم دوماً في صدارة المتصدين للمشاريع التصفوية أو التي تنتقص من الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني". ودعا إلى إجراء مراجعة سياسية شاملة لمسار أوسلو التفاوضي، هذا المسار الذي حذر الحكيم من مخاطره على المشروع الوطني الفلسطيني والوحدة الوطنية الفلسطينية، باتجاه إنهاء حالة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية على أساس برنامج سياسي يتمسك بالثوابت وبحق شعبنا في مقاومة الاحتلال". من جانبه، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين صالح ناصر في كلمة القوى الوطنية والاسلامية أن الحكيم جورج حبش أسس لتجربة فريدة، غنية، زاخرة، بؤرتها المركزية كانت فلسطين وبقيت فلسطين، واستمرت بتداخلها الشديد بمحيطها القومي، فكان قائدا ومؤسسات لحركتين، حركة القوميين العرب، ودورها الفاعل في المحيط العربي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ودورها المتواصل الطليعي والمتقدم في المدار الفلسطيني. واضاف: "في حضرة ذكراه الخامسة اليوم، المقاومة مستمرة، ورغم كل مظاهر الضعف في الحالة الفلسطيني، يقف المشروع الوطني امام مرحلة جديدة متطورة مع انتصار الصمود والمقاومة في غزة ومع اقرار العضوية المراقبة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة. واستشهد صالح بالحكيم ومواقفه وفكره ودفاعه الدائم عن التعددية والوحدة الوطنية وحل الخلافات بالحوار بعيداً عن العنف والسلاح. وقال: "كانت معارضته شديدة لأي سياسة جرى فيها مساً أو تنازلاً عن الثوابت، ولكنه لم يخون خصمه مطلقاً، وتعامل مع جدلية التحالف والخلاف تحت سقف الوحدة الوطنية، لأنه كان مقتنعاً بأن تغليب التناقض الرئيس مع العدو الاسرائيلي على التناقضات الثانوية الفلسطينية هي طريق الانتصار لشعب فلسطين". وشدد صالح أن مواجهة التحديات التي تواجه شعبنا وقضيته يتمثل في عدم الاستسلام لادارة عملية المصالحة بدل تحقيقها، ما يتطلب بذل جهود جدية لانهاء كارثة الانقسام واستعادة الوحدة، نحو انجاز اصلاح ديموقراطي في مؤسسات السلطة ومنظمة التحرير. وفي ختام المهرجان ألقى الشاعر والكاتب الفلسطيني توفيق الحاج قصيدتين، الأولى في حضرة الحكيم وذكراه، والثانية هجاءً في الانقسام، والمنقسمين، ودعوة لاستعادة اللحمة وصيانة الثورة والقضية الفلسطينية. هذا وأدار المهرجان الرفيقة أمجاد شبات، والرفيق أحمد خريس، مستذكرا الحكيم، ومآثره، ومؤكدين على ضرورة الحفاظ على خطه وأهدافه التي قضى عمره مناضلاً من أجلها.