الطاهر : المصالحة تعني إنهاء الإنقسام لا إدارته


قال عضو المكتب السياسي لـ «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» ماهر الطاهر إن «المصالحة تعني إنهاء الانق
حجم الخط
قال عضو المكتب السياسي لـ «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» ماهر الطاهر إن «المصالحة تعني إنهاء الانقسام وليس إدارته»، مشيراً الى أن التسوية وصلت إلى طريق مسدود ولا يوجد أفق في التوصل إلى حل سياسي، و«لا معنى للمراهنة على العودة الى المفاوضات أو على متغيرات في المنطقة». وقال الطاهر في تصريحات الى «الحياة»: «قد يتصور البعض إمكان العودة إلى المفاوضات في ظل ضغوط ما على السلطة الفلسطينية، إلا ان المفاوضات أثبتت فشلها ولم تحقق شيئاً. وبالتالي لا يوجد حل سياسي»، داعياً الى «إسقاط أي أوهام أو مراهنات على أمور ثبت فشلها، ولنلتفت إلى الداخل والعمل على استرداد اللحمة الفلسطينية». ولفت الطاهر الى ان الشعب الفلسطيني لم يعد يحتمل استمرار الانقسام، مشيراً الى ان جبهته تسعى إلى معالجة وإنهاء الانقسام انطلاقاً من المصالح العليا للشعب الفلسطيني بعيداً من أي مصالح فئوية أو حسابات خاصة. ورأى أن «التجربة أثبتت خلال السنوات العشرين في التعامل مع الإسرائيليين أو الأميركيين بأننا لن نجني شيئاً سوى المزيد من مضيعة الوقت وضياع الحقوق الفلسطينية ... فالموقف الأميركي غير نزيه والإسرائيليون لا يحترمون التعهدات التي وقعوها ولا يقيمون وزناً للقانون الدولي ويرتكبون أعمالاً عدائية ممنهجة لا تتوقف ضد الحجر والإنسان الفلسطيني». ودعا الطاهر إلى ضرورة رسم استراتيجية ورؤية عمل سياسية جديدة، معتبراً أن وثيقة الوفاق الوطني تصلح لأن تكون العنوان السياسي الذي يجب التوافق عليه لبناء وحدة وطنية. ولفت إلى أنها تؤكد الثوابت الفلسطينية وعلى حق الشعب الفلسطيني في المقاومة بأشكالها كافة. واعتبر أن المعيار الأساسي للجدية في الشراكة الحقيقية هو الشروع وبشكل فعلي في إعادة بناء منظمة التحرير وتفعيل مؤسساتها ومشاركة كل الفلسطينيين في إطارها. ولفت الى عدم جدية في معالجة هذا الأمر من دون تحديد آليات ووضع جداول زمنية يتم الالتزام بها لإنجاز ملفاتها، مشيراً الى انه تم إضعاف المنظمة وشلها لصالح السلطة. وأبدى استعداد «الجبهة» لتقديم اقتراحات تفصيلية وآليات ومواعيد وفق خطة محددة لإنجاز هذا الأمر. وشدد الطاهر على أهمية المصالحة المجتمعية لمعالجة الآثار السلبية التي نجمت عن الانقسام، وطالب بوقف استهداف المقاومين وضرورة الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين لدى «فتح» و «حماس» حتى يمكن تجسيد المصالحة على أرض الواقع. وعلى صعيد المقاومة الشعبية التي تدعو لها حركة «فتح» وتدعمها حركة «حماس»، أجاب الطاهر: «لا يمكننا أن نقلل من قيمة أي شكل من أشكال المقاومة، فالنضال السياسي مهم وضروري، لكنه طالما هناك احتلال إذاً هناك مقاومة وكفاح مسلح. ولا أحد يملك في العالم أن ينتزع هذا الحق من الشعب الفلسطيني، فهو حق كفلته الأنظمة والقوانين». وأكد ضرورة تشكيل حكومة التوافق الوطني وفق معايير النزاهة والكفاءة مع التزام البرنامج السياسي لمنظمة التحرير، مشيراً الى انها حكومة انتقالية مهماتها محددة في توحيد المؤسسات الفلسطينية كلها والإعداد للانتخابات وعادة إعمار غزة. وأوضح أن الجبهة مع إجراء انتخابات فلسطينية شاملة وفق مبدأ التمثيل النسبي الكامل، لافتاً إلى إمكان إجراء توافق وطني في المناطق التي يصعب إجراء انتخابات فيها. ورأى الطاهر أن ما يحدث في المنطقة العربية سينعكس بشكل مباشر على القضية الفلسطينية، معتبراً أن بناء ديموقراطيات حرة في المنطقة سيشكل عامل إسناد للقضية الفلسطينية. وأشاد بالدور المصري لما لمسه من جدية في دعم المصالحة وإرادة فعلية لتجسيدها.