معين سيد المشهد

حجم الخط
معين سيد المشهد بقلم: فايز أبو شرخ سيدي وقائدي ورفيقي معين سيد محمد المصري "أبا وائل" حين امتشقت قلمي اباوائل احترت من أين ابدأ الحديث عنك أو معك وكما يقولون تصغر الكلمات أمام عظمة القادة العظام أمثالك يا رفيق. أما أنا فبصدق المقاتلين أقولها انه يصغر الكتاب والنقاد وتصغر الكلمات التي من الممكن أن يفكر هذا وذاك من رواد علم الكلام اختزالها لهذا التاريخ وذلك القائد الذي عشق الأرض فطوته بين شغافها ...؟ هل أبدأ يا رفيقي بأصولك الطبقية أم أصولك ونسبك أم أن أبدأ بديناميكيتك وعشقك الأبدي، أن امتداداتك أيها المصري مديدة وطويلة فما بين أبو الهول ورمسيس والجرمق وحمامه المتاخمة لمدينة المجدل، حمامة التي ترقد على شاطئ البحر المتوسط بحر فلسطين والقارتين التي وحدة الدم والتاريخ تجمعهم. حمامة العصية على الكسر، كيف لا وهي التي أمدتنا بالقادة العظام أمثال أبو وائل الذي سار على دروب القديسين من عمالقة المقاومة والانتفاضة فكان جسورا ولسان حاله يقول اتبعوني على هدى ما خط لنا القادة العظام طريق الثبات والحفاظ على المبادئ أمثال جمال عبد الناصر واحمد عرابي واحمد عبد العزيز ومصطفي حافظ والحكيم ووديع حداد وابوعلى مصطفي وابو جهاد وأبو عمار والياسين والشقاقي وأبو العباس وعمر القاسم هؤلاء القادة من العظماء الذين مدوا جسومهم جسرا ليقولوا لنا هيا اعبروا بفكركم وبأصالتكم الوطنية وعمقكم القومي وبعدكم الإنساني. فكنت التجلي يارفيقي بين العام والخاص بين الجزئي والكلي بجذرك القومي التقدمي ما جعلك من نكران الذات إلهاً يتحدى، يبصق في وجه الطاغوت بكل الأطياف وارتال الدبابات أمامك يا معين لتكون المثل الأمين لجدلية العلاقة بين ما هو وطني وما هو قومي وما هو أممي. أما إذا أردنا الحديث عن أصولك الطبقية يا ابا وائل فلا اظن يجافيني التعبير حين أقول في ظل واقع فلسطيني كالواقع الذي نعيشه ينعدم فيه التمايز الطبقي لانعدام وصف محدد يستطيع التشخيص بجملة التركيبات الطبقية المتباينة وخاصة عندما بات النضال حرفه واحتراف واقتصاد وطننا تحت الطلب في ظل انعدام الموارد تكون أنت يا رفيقي من روائع المبدعين من الثورين لأبناء المسحوقين لا بل للمسحوقين أنفسهم. معين يقولون من الحب ما قتل إما أنا فأقول أن من العشق ما قتل حين يكون البحث والتمحيص والارادة للارتقاء والتطوير من الصفر يكون الإنسان قد وضع قدمه على حافة المجهول اما أنت يا ابا وائل فكنت دوما الجندي المجهول والمقاتل الشرس وحارس القرية الذي لا تهتز سيقانه وقت الشدائد، كنت الديناميكي يا معين فكنت كملح الأرض وأقحوان البراري وسنونو الأرض المهجورة أهلها، فما بين وشوشات أوراق وازهار البرتقال الحزينة وصليات الرصاص تتساقط دواليب الأغصان بأزهارها فوق رؤوس الملتحمين بالأرض، فيكون العشق الأبدي بين الأرض والانسان. أستذكرك يا رفيقي حين كنت المبدع في إطلاق الصورايخ وإمطار المستوطنات بقذائف الهاون كنت تنتظر زخات المطر يا معين لتؤمن نجاح اقتحام وانسحاب الرفاق، ولم تكن تنسحب من أرض المعركة الا أن تكون مشاركا سباقا بقولك اتبعوني يا رفاق، هكذا كنت يا معين، لقد لوحقت سابقا، ورفاقك يلاحقون الآن، وعزاءنا الوحيد أنك كنت بما تحمله من قطرات الندى على راسك يا معين لا توجه رصاصك الا إلى الاحتلال، تلامس الأرض زاحفا راسخا شامخا شموخ الجرمق وسيقان البلوط. أستذكرك يا رفيقي، وما زلت حيا في وجداننا، نراك في حدقات عيوننا، في وائل، ووالدته، وإخوانه، وأخواته، أولائك الذين يجب أن يكونوا بجوارك في حدقات عيوننا، وحتما لا ولن تزول. ابا وائل نستذكرك الآن وشعبنا أحوج ما يكون إلى أمثالك من القادة الصامتين كصمت القبور الباحثين دوما عن الموت من اجل الحياة. يا معين في ظل هذا الانقسام البشع رفاقك قابضون علي الجمر، يا معين كنا أمام عدو واحد اما وفي ظل التفتت والتشرذم والانقسام والدمار الذي حل بالنسيج الوطني فان فلسطين في خطر، لقد قالها رئيس الكيان الصهيوني شمعون بيرس يا معين أن إسرائيل نجحت في ثلاته: الأولى وهي قيام إسرائيل، والثانية الاستيلاء على باقي ارض فلسطين في حرب 1967، والثالثة أننا استطعنا أن نفرق بين الضفة والقطاع، فهل يا معين من منقذ؟؟؟ نم قرير العين يا ابا وائل سوف لن تثنينا كل المؤامرات ولن تثنينا قمع الحريات وسيبقي صوت الجبهة صمام الأمان وعنوان المرحلة القادمة.