عندما تتهاوى القبضة الأمنية على ظهور المناضلين...

حجم الخط
ما جرى بالأمس من قمع للوقفة التضامنية مع الشعب السوري ضد العدوان الإسرائيلي المستمر من قبل شرطة حماس التي نظمتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في محافظة خان يونس، واعتقال وملاحقة الصحفيين ومصادرة كاميراتهم، بكل تلك الوحشية واللإنسانية وكأنهم يقمعون قوة معادية، حيث بدؤوا في تمزيق صور سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ألهذه الدرجة تتغير الجلود والمواقع والمواقف ويصبح السيد حسن (سيد المقاومة) وصاحب الانتصارات المحققة على العدو الصهيوني وداعم المقاومة الفلسطينية ومنها حماس بالمال والسلاح في جبهة الأعداء ويستحق تمزيق صوره؟؟!! ألهذه الدرجة انعدمت قيمة الوفاء؟؟!! يا ترى لو رفعنا صور أمير قطر أو مفتيها (وهذا ما لم ولن نفعله ماحيينا) كان سيحصل ما حصل؟؟!! لقد تهاوت هراواتهم على رؤوس وظهور المناضلين الذين تعرضوا لذات الهراوة من العدو المحتل، لكن هراوة ذوي القربى أقسى وأشد وأكثر إيلاماً، رغم ذلك لم يتراجع المناضلون أو يهربون من ساحة المواجهة التي فُرضت عليهم، فهذا الرفيق عدنان الفقعاوي (مسؤول حزب الشعب الفلسطيني في محافظة خان يونس) يضربونه بشراسة ويكسرون ويجرحون أصبع يده اليسرى، ومن ثم يعتقلونه، وهو يرفع إشارة النصر ودمه يسيل شاهداً على الجريمة التي حدثت، ويقول للضارب (اضرب ضرباتك شرف لي)، وذاك الرفيق معن الغلبان لم يستطع أن يتحمل ضرب رفيقه هاشم البيوك بمؤخرة بندقية الكلاشنكوف الشرطية ليلقى به على الأرض مغمياً عليه، فدخل محاولاً انقاذه ليتلقى عدد من الهراوات على رأسه مسببتاً له جرح كبير، وليتم اعتقاله بعدها، وهذا الرفيق حجازي أبو شنب (العضو القيادي في حزب الشعب)، يقول لهم لماذا تضربون الناس؟، لكن للأسف لا أُذن تسمع وعقل يعقل، لُيهاجم ويُضرب ويُعتقل.. واستمراراً لذات المشهد وعندما حاولت الشرطة اعتقالي تحوطني الرفاق وحالوا بيني وبين الاعتقال وصمموا على موقفهم هذا فتهاوت قبضتهم الأمنية أمام إصرار الرفاق المناضلين، والمضحك رغم ألم وقسوة ما جرى أنهم أتهموننا بأننا شيعة "هل نفهم من ذلك أنهم سيعيدون كتابة التاريخ بشكل مختلف عن الماضي؟؟!!"، وهنا ليَ الحق أن أسأل هل لهذه الدرجة استفزهم مجرد التضامن مع الشعب السوري ضد العدوان الصهيوني على سوريا؟؟!! وهل نفهم من ذلك أنهم مع ضرب سوريا حتى لو كان من "إسرائيل"؟؟!! وهل بهذه السرعة انتقلت سوريا من دولة مقاومة وممانعة إلى دولة معادية؟؟!! ما جرى بالأمس في خان يونس فتح الباب مرة أخرى وكل مرة أمام مسألة الحريات الخاصة والعامة ومنها حرية التظاهر والتعبير، وهل السلطة القائمة تستوعب هذه المسألة أم أن لغة القمع وكبت الحريات ومصادرة حق التعبير عن الرأي يغطيا المشهد؟؟!!! وفي ذات الوقت ما جرى فتح الباب واسعاً أمام سؤال من هو العدو ومن هو الصديق؟؟ فهل أصبح كل من سوريا وإيران وحزب الله في جبهة الأعداء والولايات المتحدة والعدو الصهيوني وقطر في جبهة الأصدقاء؟؟!! أنا مضطر لهذا السؤال لأن ما جرى بالأمس لا يمكن أن يُفسر كحدث عابر أو خطأ شخصي أو يمكن لتشكيل لجنة تحقيق "لن تعمل" أن تحله، المسألة لها علاقة بموقف ووجهة لحماس وسلطتها عبرّت عنها أداتها التنفيذية (الشرطية)، وإلا ما مبرر كل هذه القسوة والوحشية التي تعاملوا بها؟؟!! هل يبرر ذلك أن الوقفة التضامنية غير مرخص بها، فمنذ متى يحتاج التضامن مع الشعوب ضد العدوان الإسرائيلي إلى ترخيص، وعليه أنتم تشرعون للنظام الرسمي العربي التابع والخاضع لإرادة العدو الأمريكي-الصهيوني أن يقمع ويرفض كل أشكال التضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية والقومية ضد الاحتلال والعدوان الصهيوني المستمر على شعبنا وقضيتنا، لكن تذكروا دوماً أن الشعوب تتحمل، ثم تتحمل، ثم تتحمل، ثم تنتفض وتثور، حينها حذاري من غضب الشعب وثورته.