الجيش المصري يغلق معبر رفح ويهدم أنفاقا ويعزز قواته على حدود غزة

 أغلقت السلطات المصرية يوم الجمعة معبر رفح البري الذي يفصل مصر عن قطاع غزة ويعتبر النافذة الوحيدة لل
حجم الخط
أغلقت السلطات المصرية يوم الجمعة معبر رفح البري الذي يفصل مصر عن قطاع غزة ويعتبر النافذة الوحيدة للسكان على العالم، في أعقاب توترات أمنية كبيرة في مناطق شمال سيناء، نجمت عن مهاجمة جماعات متشددة مراكز للجيش، فيما واصلت قوات الأمن المصرية الدفع بتعزيزات إضافية على الحدود مع غزة، لكن لوحظ دخول كميات قليلة من سلع غير أساسية للقطاع عبر أنفاق التهريب. وأغلق الجيش المصري معبر رفح بشكل مفاجئ ، وحال دون سفر الغزيين، ولم يعلن عن وقت محدد لإعادة فتحه مرة أخرى. وقال ماهر أبو صبحة مدير معبر رفح ان الجانب المصري أغلق المعبر بسبب الأوضاع الجارية في سيناء. ونقلت وكالة ‘معا’ المحلية عن اللواء سامي المتولي مدير معبر رفح من الجانب المصري قوله ان أجهزة الأمن السيادية أصدرت قرارا عاجلا بإغلاق معبر رفح البري لأجل غير مسمى بسبب الاحداث الجارية بسيناء، واضطراب الأوضاع الأمنية في البلاد. وظل معبر رفح يعمل طوال الأيام الماضية التي شهدت احتجاجات حتى الإطاحة بالرئيس محمد مرسي بشكل بطيء جدا. إلى ذلك، دفعت قوات الأمن المصرية مرة أخرى بقوات إضافية على طول الشريط الحدودي، بعد خطوة قائد الجيش الأربعاء الماضي تنحية الرئيس مرسي. ووصل إلى منطقة الحدود المزيد من التعزيزات للجيش المصري، وظهرت آليات مدرعة جديدة، وجنود إضافيون انتشروا على مقربة جدا من الشريط الحدودي. وثبتت مدافع رشاشة من النوع الثقيل على أعلى المدرعات، وظهر الجنود وهم يحملون بنادق رشاشة أيضا على أعلى البنايات، وشددوا الرقابة أكثر على حركة التهريب عبر الأنفاق المقامة أسفل الحدود مع غزة، بحسب ما قال شهود من سكان منطقة الحدود. وشرعت قوات الأمن بمواصلة حملة هدم أنفاق التهريب هذه، وقال عاملون في الإنفاق ان الجيش دمر مؤخرا ستة أنفاق. ويعتمد سكان القطاع كثيرا على إدخال مواد وسلع عبر الأنفاق تمنع إسرائيل إدخالها بموجب الحصار المفروض من ست سنوات، وأهمها المواد الخام ومواد البناء. ومن شأن استمرار التضييق على حركة التهريب هذه أن تخلق أزمات إنسانية وصحية في القطاع، حيث حذرت وزارة الصحة من وقف بعض خدماتها جراء نفاد الوقود، وتعتمد غزة على الوقود المهرب من مصر. لكن رغم الحملات الأمنية المتواصلة وصلت الجمعة إلى أسواق قطاع غزة كميات قليلة من السمك المصري الذي يجرى تهريبه عبر الأنفاق، وقال تجار ان عربتين وصلتا السوق المركزي للسمك بمدينة غزة قادمتين من منطقة الأنفاق، لكنهم أكدوا أن هذه الكمية قليلة جدا إذا ما قورنت بالأيام التي سبقت التشديد على عملية التهريب. لكن ظل التضييق مستمرا من قبل قوات الأمن المصرية على السلع الأساسية الأخرى وفي مقدمتها مواد البناء والوقود، إذ لم تدخل أي كمية منذ اندلاع الاحتجاجات في مصر. وهناك خشية في قطاع غزة لدى الكثير من السكان من استمرار قوات الجيش المصري بحملة التشديد على حركة التهريب، خاصة بعد إسقاط الرئيس مرسي، وذلك تلبية لرغبات بعض وسائل الإعلام المصرية التي تشن حملات تحريض كبيرة على حركة حماس التي تحكم قطاع غزة. وسبق وأن هوجمت الحركة أكثر من مرة، وتقول وسائل الإعلام المناوئة لحكم الإخوان المسلمين ان الأنفاق استغلت في تهريب عناصر متشددة من القطاع لمصر، للمشاركة في الأحداث هناك، وهو أمر تنفيه حماس، وتؤكد أنه لا يستند لدليل، وأن أيا من الجهات المصرية الرسمية لم يوجه لها اتهامات كهذه. الى ذلك قالت مصادر أمنية إن مسلحين إسلاميين شنوا عددا من الهجمات على نقاط تفتيش للجيش والشرطة ومعسكرات لقوات لأمن ومطار بمحافظة شمال سيناء المصرية في وقت مبكر الجمعة ما أدى الى مقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين. وقالت المصادر إن المسلحين قصفوا مطار العريش خارج مدينة العريش عاصمة المحافظة بقذائف صاروخية وإن طائرة هليكوبتر مصرية أصابت إحدى السيارات التي استخدمت في مهاجمة المطار. وقال مصدر إن المسلحين قصفوا معسكر قوات الأمن المركزي في الأحراش بمدينة رفح الحدودية مع قطاع غزة بقذيفتين صاروخيتين. وأضاف أن المسلحين هاجموا نقطة تفتيش تعرف بكمين الجورة بنيران أسلحة خفيفة وأن الجندي القتيل والمصابين الثلاثة سقطوا في الهجوم. جاء ذلك فيما قال مصدر طبي ان ضابطي شرطة قتلا بالرصاص الجمعة على ايدي مسلحين مجهولين في العريش بشبه جزيرة سيناء امام بناية حكومية في احدث هجوم تشهده المنطقة.