بمهرجان حاشد ببيروت.الطاهر: الجبهة ستعلن لشعبنا نتائج ما سيجري في القاهرة



أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذكرى 44 لانطلاقتها في مهرجان مركزي سياسي وشعبي حاشد اليوم ال
حجم الخط
أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذكرى 44 لانطلاقتها في مهرجان مركزي سياسي وشعبي حاشد اليوم الأحد (18 كانون الثاني 2011) في قاعة رسالات في مدينة بيروت بحضور شخصيات وطنية فلسطينية ولبنانية وعربية وعلى رأسهم عضو المكتب السياسي للجبهة ومسئولها في لبنان مروان عبد العال. ورحب عضو المكتب السياسي للجبهة ومسؤولها في الخارج د.ماهر الطاهر في كلمة الجبهة بالحضور، معتبراً القيمة الحقيقية لهذا المهرجان الحاشد هو تجديد العهد للشهداء الأبرار بأن الجبهة لن تتعب وستبقى وفية للمبادئ التي استشهدوا من أجلها، حتى تحرير فلسطين كل فلسطين". واستخلص الدكتور الطاهر في كلمته عدة دروس أفرزتها مسيرة نضالنا الوطني خلال العقود الخمسة الماضية، الدرس الأول فيها هي استحالة الوصول لحل سياسي مع الكيان الصهيوني العنصري الغاشم، مشيراً أن هذا الكيان الاستيطاني الإجلائي العنصري الذي لا يقبل بوجود الآخر ويعمل بكل الوسائل والسبل لتدمير شعبنا وتهجيره. واعتبر أن حقائق الحياة أكدت أن قضية فلسطين بأبعادها الشاملة كقضية تحرر وطني تواجه مخاطر جادة في ظل تصاعد المخططات الصهيونية يوماً بعد يوم، وفي ظل فشل كل نهج التسوية والمراهنين عليه. ولفت الطاهر في الدرس الثاني والذي شكّل أحد المنطلقات الأساسية في فكر الجبهة الشعبية واستراتيجيتها إلى الترابط الوثيق بين النضال الوطني الفلسطيني وعمقه وبعده العربي، لافتاً أن قضية فلسطين ترتبط ارتباطاً جدلياً وثيقاً بالواقع العربي تتقدم بتقدمه وتتراجع بتراجعه. وأكد بأن الجبهة ومنذ انطلاقتها ربطت بين النضال الوطني والقومي في مواجهة المشروع الصهيوني وكيانه الذي يشكل تهديداً حقيقياً للأمة العربية بأسرها، وأكدت الحياة والتجربة الملموسة قيمة هذه الرؤية عندما تم عزل الوضع الفلسطيني العربي عن عمقه العربي وخاصة العمق الشعبي. وأشار إلى أن الحراك العربي والانتفاضات التي فجرتها الجماهير العربية والتي أطاحت برأس نظام كامب ديفيد وقبل ذلك زين العابدين بن علي، فتحت الطريق لمتغيرات كبرى في الواقع العربي، مؤكداً أن حالة الحراك العربية وحركة الجماهير هذه ناجمة بالأساس عن الأزمات العميقة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي يعيشها الواقع العربي. واعتبر أن بناء الديمقراطية بمفهومها الشامل في المجتمعات العربية وتحقيق العدالة والتعددية والانتخابات الحرة وإنهاء التبعية ومحاربة الفساد ستكون المقدمة لبناء المجتمع العربي الحديث والمتقدم، وستكون لصالح القضية الفلسطينية وتحرير فلسطين ومواجهة المشروع الامبريالي الصهيوني في المنطقة، مشدداً في الوقت نفسه أنه رغم وقوف الجبهة إلى جانب الشعب العربي وتطلعاته في الحرية والديمقراطية والعدالة، فإنها ترفض التدخلات الخارجية الاستعمارية التي تعمل لاحتواء نتائج الحراك الجاري بكل الوسائل والأساليب. وأكد د. الطاهر في الدرس الثالث على أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية كشرط أساسي لتجمع طاقات الشعب في مرحلة التحرر الوطني والديمقراطي لمواجهة المخططات المعادية وانتزاع الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، مشيراً أن الجبهة وقعت اتفاق المصالحة في القاهرة رغم كل ملاحظاتها، لأنها تعي وتدرك أهمية ومعنى الوحدة، وانطلت ولا زالت تنطلق من المصالح العليا للشعب الفلسطيني بعيداً عن الحسابات الفئوية الضيقة. ودعا الطاهر لإجراء عملية تقييم ومراجعة شاملة لمسيرة عملنا الماضية لاستخلاص الدروس ورسم استراتيجية تستند لوثيقة الوفاق الوطني ووثيقة القاهرة عام 2005، داعياً للعمل الجاد والسريع لإعادة بناء وتفعيل المنظمة وترجمة اتفاق آذار 2005، وإجراء انتخابات شاملة للمجلس الوطني الفلسطيني والتشريعي والرئاسة تستند لمبدأ التمثيل النسبي الكامل، وتشكيل حكومة توافق وطني تضم كفاءات فلسطينية وفق معايير النزاهة والكفاءة، وأهمية تحقيق المصالحة المجتمعية ومعالجة آثار وتداعيات الانقسام وإطلاق سراح المعتقلين لاسباب سياسية وتشكيل اللجان الخمس التي تم الاتفاق عليها في وثيقة المصالحة. وأكد على خيار المقاومة بكل أشكالها السياسية والجماهيرية والمدنية والعسكرية، باعتبارها حق صانته مبادئ القانون الدولي وطالما هناك احتلال فهناك مقاومة. ودعا لالتقاط فرصة الحوار القادم في القاهرة وعدم ضياع المزيد من الوقت، مؤكداً بأن الجبهة ستعمل لإنهاء الانقسام وليس إدارة هذا الانقسام، في ظل مراهنة البعض على انتظار تطورات سياسية بهذا الاتجاه أو ذاك، معاهداً أبناء شعبنا بأن الجبهة ستعلن لجماهير شعبنا نتائج ما سيجري في القاهرة وتضع الجميع أمام مسئولياتهم. وشدد الدكتور الطاهر في الدرس الرابع على أهمية وضرورة معالجة هموم الناس ومعاناتهم داخل الوطني المحتل حيث يعيش شعبنا أصعب الظروف وأعقدها في ظل الاحتلال والحصار والاستيطان والاعتماد على المساعدات التي لا يتم دفعها دون ثمن سياسي. ولفت إلى أن مسئولية الجميع تتطلب توفير عوامل الصمود والوحدة السياسية والاجتماعية والاهتمام بمستوى التعليم والصحة والثقافة، وتعزيز وحماية الصمود المجتمعي والسياسي والاقتصادي والثقافي باعتباره مكون أساسي في مواجهة ما يتعرض له شعبنا من مخططات عدوانية كبيرة. وبيّن الدكتور الطاهر في الدرس الخامس أن الكيان الصهيوني ومشروعه يعيشان أزمة وجودية لا يمكن الفكاك منها ويحمل بذور فنائه من داخله، وهو ما يفسر تصاعد وتيرة العنصرية بين الأحزاب الصهيونية نحو اليمين والمزيد من التطرف وتوسيع الاستيطان والإعلان عن بناء مليون وحدة استيطانية جديدة في العشر سنوات القادمة. واعتبر صمود الشعب الفلسطيني على أرضه ووعي الشعب العربي بمخاطر المشروع الصهيوني واستهدافاته وزيادة عزلة الكيان الصهيوني على المستوى الدولي وتصاعد تأييد شعوب العالم لقضية شعبنا ستساهم في تعميق مأزق هذا الكيان واندحاره عن ارض فلسطين. وعاهد الطاهر أبناء شعبنا بأن تبقى مدرسة القائد المؤسس جورج حبش والشهيد الرمز أبو علي مصطفى، والأسير الأمين العام أحمد سعدات، وغسان كنفاني وأبو ماهر اليماني وجيفارا غزة ووديع حداد وكل الشهداء على العهد وفية لمبادئها ومنطلقاتها، ولكل شهداء فلسطين والأمة العربية، وستواصل الكفاح حتى تحرير كل ذرة من تراب فلسطين. وختم موجهاً كلمة للرفاق في الجبهة قائلاً" إن المعنى الحقيقي لذكرى الانطلاقة هو الثبات والاستمرار في مشروعنا الوطني التحريري التاريخي بمزيد من العطاء والتضحية والصمود واستنهاض أوضاعنا وتصليب بنيتنا الداخلية وإنجاز مؤتمرنا الوطني العام السابع بمزيد من الإصرار على التطوير والتجديد في الفكر والسياسة والتنظيم ومعالجة الأخطاء والسلبيات حتى تتحقق كامل أهداف شعبنا العظيم في العودة والحرية والاستقلال". من جانبه، قال عضو المجلس المركزي لحزب الله احمد ملي انه "رغم الخلاف الايديولوجي لم نخف اعجابنا بقدرة هذا الفصيل على الاستمرار بالمقاومة وتقديم الشهداء". وأكد أن "فلسطين باقية ، شعب فلسطين لا ينتظر شهادة لا من غينغريتش ولا من غيره.. نرى ونسمع تيار من قبل المرشحين للرئاسة الأميركية ضد فلسطين". وأـضاف "في المقاومة لم نعول يوماً على السياسة الأميركية.. نسأل النظام الرسمي العربي وأصحاب المهل للإدارات الأميركية، هذه الإدارات الأميركية، سواء كانت جمهورية أو ديموقراطية، ليست لديها سوى ثابت واحد هو الأمن لإسرائيل". ووجه ملي التحية "إلى شعب العراق الذي عاد إلينا حراً عربياً ليأخذ مكانه الطبيعي بين أقرانه في صفوف الأمة العربية..ونتطلع الى مصر لتعود لنا وترمي جانبا كامب ديفيد". وتابع: "إننا نرتاب بكل ما يقوله الفرنسيون والأميركيون عن الربيع العربي.. لا يمكن أن نفصل ما يجري في سوريا عن الانسحاب الأميركي من العراق.. نحن مع أن يختار الشعب السوري ما يريد.. الشعب تربطنا بهم أواصر الصداقة.. نصف مليون لبناني ذهبوا ضيوفاً إلى سوريا في 2006، نحن ندعو إلى حوار بين فصائل العمل السياسي السوري.. ليس مع فصائل المعارضة التي صنعت في الخارج وفضائيات النفط العربي". وأكد أن "من حق كل الفصائل أن تعمل على حوار تخرج سوريا من أزمتها وتحافظ على وحدة الشعب السوري". وفي الشأن اللبناني قال: "في لبنان ثمة فريق رسم أجندته على إيقاع مغامرة بوش في العراق، وادخل لبنان في معمعة يريد أن يستمر لبنان بها.. أميركا الآن في اضعف مواقفها.. ندعو الجميع إلى الوقوف خلف ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة.. هذا الفريق دمر الاقتصاد اللبناني على مدى 20 سنة". وخاطب الفلسطينيين قائلا: "لأخوتنا الفلسطينيين نقول تقاسمنا الآلام والآمال، معا صنعنا الصمود فمن حق الشعب الفلسطيني التمتع بكل الحقوق المدنية والاجتماعية لإعانته في نضاله في العودة إلى فلسطين كل فلسطين". من جهته، شدد أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي ابو العردات، عضو المجلس الثوري لحركة فتح ومسؤولها في لبنان، في كلمة المنظمة على ان "النجاح في توحيد الصفوف الشرط الاول في مواجهة سياسات الاستيطان والتهويد الإسرائيلية". وأشار إلى أن "الذكرى تمر فيما نسير نحو المصالحة لإنهاء الانقسام، والذي للجبهة الشعبية دور رائد في إنهائه"، مشدداً على أن الرد على سياسيات الاحتلال يبدأ أولاً بانجاز المصالحة والوحدة". ودعا "لاستمرار المقاومة بكل أنواعها". وقال: "صراعنا من العدو الصهيوني صراع حول الماضي والحاضر والمستقبل، وقد اثبت هذا الصراع انه رغم كل قوة العدو الذي ميزان القوى لمصلحته، أكد عدم قدرة هذا العدو على إلغائنا من الماضي والحاضر والتاريخ.. كل شعوب العالم معنا لتحقيق حريتنا عبر قيام الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس وحق العودة". ورأى أن "تحقيق أهدافنا الأهم ثم المهم.. أولاً الدولة المستقلة.. بكل الوسائل.. المصالحة في إطار منظمة التحرير والشراكة في إطارها هدف نسعى إليه، الحفاظ عليها وتطويرها واجب كل المناضلين على اختلاف انتماءاتهم، تطوير عمل لجنة التنسيق في لبنان، رفض التوطين والتهجير وتأكيد العودة واحترام السيادة اللبنانية وبالتالي حقوقنا المدنية ليست منة بل حق وكذلك بناء نهر البارد" وقال "لن نسمح باستغلال المخيمات لأي هدف غير وطني". ودعا أبو العردات إلى "التمثل بعلاقة فتح والشعبية التي شهدت كل شيء إلا التقاتل". من جانبه، اعتبر الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني خالد حدادة ان "لا ربيع عربي من دون فلسطين... ولا تحول ولا تغيير من دون قضية فلسطين". وقال موجهاً خطابه للجامعة العربية " نقول لأولئك في الجامعة العربية: لقد حان الوقت لنقول لكم أن لا ربيع عربي من دون فلسطين... ولا تحول ولا تغيير من دون قضية فلسطين، وإذا لم يكن هذا الهم الفلسطيني في صلب الحركات والانتفاضات الجماهيرية، ستقع في إطار الفخ الذي حدده اوباما في جامعة القاهرة". وقال إن "الانتفاضات العربية تعطي آفاق أمل في أن تستعيد الشعوب العربية إرادتها ووحدتها، بفكرة قومية ديمقراطية في مجتمع عربي ديمقراطي موحد وفي قلبه قضية فلسطين واستعادة الثروة العربية المنهوبة في الخليج". وتابع: "حان الوقت للقطع مع آمال المساومة مع الخارج على أساس الحوار الداخلي.. لا حل لما يجري في سوريا لا في الجامعة العربية ولا مجلس الأمن، إنما في الداخل، وببناء الدولة المدنية في سوريا". وفي الشأن السوري قال: "المراهنة ليست على تحالفات خارجية.. الرهان الوحيد هو على الشعب السوري وقواه السياسية. المؤامرة الأميركية الإسرائيلية على سوريا طبيعية المهم كيف يمكن ان نواجه المؤامرة.. عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية تكون إطارا للحوار الوطني الشامل مع المعارضة الوطنية الشريفة". وتابع "لبنان لا يمكن أن يكون حراك ديمقراطي عربي ولبنان خارجه. مشكلة لبنان في نظامه الطائفي الذي يشكل أساساً لاستمرار التخلف والظلم الداخلي وللتآمر على المقاومة منذ الأربعينيات حتى الآن والتآمر على قضايا العرب". تجدر الإشارة أن المهرجان بدأ بلوحات فنية قدمتها فرقة فجر العودة للتراث الفلسطيني التابعة لمنظمة الشبيبة، من وحي المناسبة، ثم تم عرض فيلم وثائقي عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، قبل ان تقدم فرقة "فجر العودة" لوحات فنية أخرى. ومن ثم عُزف النشيدين الوطنيين الفلسطيني واللبناني.