عاملات المزارع ضحايا التحرش والاغتصاب في أميركا

تقول مئات من النسوة العاملات في المزارع الأميركية، إن عملهن لا ينتهي عند مشقة جمع المحاصيل أو صناعة
حجم الخط
تقول مئات من النسوة العاملات في المزارع الأميركية، إن عملهن لا ينتهي عند مشقة جمع المحاصيل أو صناعة الأغذية المستهلكة داخل البلاد وخارجها، إذ يستغل أرباب العمل وأصحاب المزارع والمشرفين الميدانيين ظروف العاملات ويقومون باستغلالهن جنسياً. ولا تنجح الضحية في مقاضاة من يتعدى عليها، لأن أغلبهن يعملن بطريقة غير شرعية. ومن بين ضحايا الاغتصاب في حقول ساليناس بولاية كاليفورنيا، ماري كروز لادينو، التي تعرضت للاعتداء قبل سنتين، وتعتبر من ضمن آلاف الضحايا اللاتي عانين الاعتداء الجنسي. ويعمل في الحقول الأميركية نحو نصف مليون سيدة من دون الحصول على تراخيص للعمل أو الإقامة في الولايات المتحدة. وتقول لادينو، التي عملت ‬18 عاماً في حقول ساليناس، إن المشرف على العمل استفرد بها ذات يوم قبل عامين واغتصبها. وكبقية العمال غير الشرعيين فضلت لادينو السكوت خوفاً من فقدان عملها، وتقول «إذا كشفت الموضوع فسأفقد عملي، لم يكن باستطاعتي أن أفقد عملي، لأنني أعيل بناتي». وأثارت قضية الاعتداءات في الحقول ضجة إعلامية كبيرة في أميركا، وانتقد الناشطون في مجال حقوق الانسان استغلال المهاجرات اللواتي أجبرن على السكوت من أجل لقمة العيش. وفي حالات أخرى تم النظر في قضايا التحرش والاغتصاب في أماكن أخرى مثل ما جرى في حقول «إيفانز للفواكه» شرقي ولاية واشنطن وحقول «ديكوستا» في ولاية أيوا، حيث تم النظر في بعض القضايا وقامت السلطات بإجبار أصحاب العمل على تعويض الضحايا، في حين لاقت حالات كثيرة آذانا صاغية. وتسبب مزيج من اليأس المالي ووضع الهجرة غير القانوي، بجعل العمال الزراعيين عرضة للعنف في مكان العمل، وأقل ميلاً للإبلاغ عن الجرائم. وتقدر الحكومة الفيدرالية أن ‬65٪ من ضحايا الاعتداء الجنسي والاغتصاب لا يبلغون أبداً عن وقوع الجريمة. وتعمل نحو ‬560 ألف امرأة في المزارع الأميركية، وعلى الرغم من تكرار حالات العنف الجنسي ضد عاملات المزارع، إلا أنه من المستحيل تحديد ذلك في الأغلب، بحسب باحثين في مركز «بيركلي» للتحقيق الصحافي وبرنامج الإبلاغ في جامعة كاليفورنيا، الذي كشف المخاطر المستمرة التي تواجه المرأة العاملة في مجال الصناعة الغذائية. وتقول البيانات إن المشرفين الميدانيين يشكلون أكبر خطر على العاملات، إذ كانت أغلب القضايا المسجلة منذ ‬1998، ضد هؤلاء الذين تورط بعضهم في الاعتداء المنظم على مئات الضحايا. وفي قضية معلقة في المحكمة الاتحادية بولاية ميسيسيبي، قالت عشرات النساء استأجرن لفصل عظام الدجاج في مصنع تجهيز الدواجن، أنهن تعرضن للملامسة الجسدية العنيفة من قبل المشرفين، في الفترة بين ‬2004 و‬2008. ووفقاً لوثائق المحكمة المدنية، في كل حالة تقريباً، قدمت العاملات الشكاوى إلى إدارة الشركة أولاً، إلا أن ‬85٪ منهن واجهن الانتقام، الذي تضمن الطرد من العمل والمزيد من المضايقات. وفي استعراضه لحالات الاعتداء الكثيرة، لم يتمكن مركز التحقيق الصحافي وبرنامج الإبلاغ من العثور ولو على حالة واحدة تم فيها محاكمة متهمين في الدعاوى المدنية بالاعتداء الجنسي أو الاغتصاب جنائياً. بالنسبة للضحايا، كان الخوف هو القاسم المشترك. وعلى الرغم من كونهن ضحايا، مازال هؤلاء النساء يخشين الترحيل، وأوضحت سونيا باراس، وهي محامية أصبح اسمها مرادفاً لمكافحة الترحيل، أنها شعرت بالصدمة عند سماعها لما قالته مئات العاملات في ولايتي أيوا وواشنطن، وتضيف «كانت هذه هي أرض الأحلام، لم يكن من المفترض أن يحدث أي شيء من هذا القبيل». ودفعت مزارع «ديكوستا» تعويضات لضحايا الاعتداء الجنسي قدرت بنجو ‬1.5 مليون دولار، إلا أن أصحاب العمل مازالوا يصرون على براءة المشرفين من التهم الموجهة إليهم.