صيادو القطاع .. لقمة عيش مغمسة بالدماء

عمل أنا وأولادي الستة في مهنة الصيد فنقوم بمجابهة أخطار البحر إضافة لتربص قوات وزوارق الاحتلال  الإس
حجم الخط
عمل أنا وأولادي الستة في مهنة الصيد فنقوم بمجابهة أخطار البحر إضافة لتربص قوات وزوارق الاحتلال الإسرائيلي بنا, فوضعنا كصيادين صعب جداً خاصة بعدما تم ترسيم الحدود البحرية لمسافة 3 أميال يسمح لنا بالصيد بها فهي مساحة لا يتوافر بها إلا القدر القليل من الأسماك ورغم عملي وأولادي في البحر إلا أننا بالكاد نستطيع أن نوفر لقمة العيش لنا ولعائلاتنا". بهذه الكلمات عبر الصياد فايز أبو الصادق من سكان قطاع غزة في حديثة لـمراسل وكالة قدس نت محمود سلمي عن المأساة والوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه وغيرة من الصيادين وعائلاتهم, حيث تحدث عن زوارق الاحتلال التي يطلق عليها الصيادين "الطرادات" وكيف تتربص بهم في كل وقت حتى إذا اقتربوا من مسافة الـ3ميل, وتقوم برشهم بالماء وإطلاق النار عليهم ومصادرة معداتهم واعتقالهم في بعض الأحيان. ويكمل أبو الصادق حديثة ونبرة اليأس من الوضع الذي وصل إليه الصياد الفلسطيني تتملك صوته ليقول :"اضطررنا لأن نمتلك جهاز تحيد الموقع "جي بي اس" حتى نعلم ما هي المسافة التي ندخلها للبحر, خشية أن نتجاوز الخط الوهمي الفاصل الذي حدده الاحتلال وإن فعلنا نباغت بمهاجمته السريعة لنا". ويضيف:" نحاول دائماً التملص من هذا الحد والتقدم بصورة أكبر علنا نرزق بصيد أوفر, ولكن قوات الاحتلال دائما ما تعترضنا وتمسك بنا, فنحاول أن نستجدي عطفه حتى يتركنا نصطاد ولا يصادر معداتنا, كون لنا أولاد صغار نحاول إطعامهم", مشيراً إلى أن الصياد من أكثر الناس معاناة من اعتداءات الاحتلال كونه الملاحق في لقمة عيشة. ويتعرض الصيادين لخسائر مادية كبيرة جراء اعتداءات الاحتلال سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة وتقدر بملايين الدولارات. من 20 إلى 3 ولم تكن معاناة الصياد أبو الصادق بعيدة كل البعد عن معاناة الصياد الخماسيني جمال بكر والذي كان يجلس في خيمة متهالكة قد بناها من ألواح "الزينكو", وهو يتأمل شاطئ البحر ويرنوا بنظره إلى الأفق البعيد في وسط البحر ويستذكر كيف كان الاحتلال يسمح لهم قديما بالدخول لمسافات بعيدة تقارب الـ20 ميل. وفي هذه الأجواء , يجيب عن سؤلنا له حول رده على قيام الاحتلال بوضع عوامات ترسم حدود القطاع البحرية لمسافة 3أميال فقط ,ليقول:" في البداية كان الاحتلال يسمح لنا بالتوغل لمسافات كبيرة كان الصيد بها وفيراً ولكنه بدأ بإنقاصها تدريجياً, فبعد أن كانت 20 ميل حسب اتفاق واسلوا قلصت لـ12 ميل ثم 6 حتى جعلوها اليوم 3أميال". وأضاف :" لقد تواصلت مع أقراني من الصيادين على طول ساحل القطاع وأكدوا لي أن الاحتلال قد وضع العوامات في كل مكان في بيت حانون وغزة وخان يونس ورفح ", مبدياً استيائه الشديد من إقدام الاحتلال على هذه الخطوة التى تحبس الصيادين داخل منطقة محدد نادراً ما تخرج لها الأسماك. كما وبين الصياد بكر أن الاحتلال بوضعه للعوامات يشدد الخناق على الصيادين ويزيد من معاناتهم التي تفاقمت بوم بعد يوم منذ انتفاضة الأقصى, موضحاً أن هذه المسافة لا تحتوي على الأسماك الكبيرة التي تأتي بعائد مادي جيد. ويبلغ عدد صيادي القطاع 3700 صياد، يعملون على ما يقارب ألف مركب صيد متفاوتة الأحجام، ويعتاش من هذه المهنة أكثر من 50 ألف نسمة. على الله اتكالنا وعلى الشاطئ كان الصياد رياض العاموري يجمع شباك صيده التى لم تنل إلا من القليل من الأسماك , حيث ناشد بدوره كل الجهات المعنية ودول العالم وحقوق الإنسان بالوقوف إلى جانب الصياد الفلسطيني ودعمه ومحاولة فتح المجال أمامه بصورة أكبر للصيد في البحر. وبين الصياد العاموري أن الصيادين يقومون الآن بجلب الأسماك من الجانب المصري بغرض التجارة نظراً لقلة كميات الصيد التي تقلصت بفعل تقليل المساحة المسموح الصيد بها, موضحا أن الاحتلال يكبد الصيادين خسائر مادية كبيرة لاسيما وأن تكلفة معداتهم تصل الآلاف الدنانير في الوقت الذي يقوم الاحتلال به بمصادرتها أو تخريبها وتعطيلها . وفي ختام حديثه رفع يديه إلى السماء قائلاً:" ليس لنا إلا الله فرغم قلة ما نجنيه من الأسماك إلا أن أملنا واتكالنا على الله كبير" . تحرمهم من مواسم الصيد وكان نقيب الصحفيين في غزة نزار عياش قد أكد في تصريحات صحفية سابقة على أن العوامات البحرية التي وضعتها قوات الاحتلال تمنع الصيادين من مزاولة حرفتهم وتحرمهم من مواسم الصيد. ودعا الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية والحقوقية للعمل على اتخاذ خطوات عملية لمنع الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة بحق الصيادين، وإيصال رسالة للعالم حول الممارسات المرتكبة بحقهم. وبلغ عدد الصيادين الذين استشهدوا منذ بداية الانتفاضة 10 صيادين إضافة لإصابة 50 آخرين.