خلال ندوة بالجزائر،صلاح محمد: الوحدة خيارنا على قاعدة سياسية وطنية


نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالجزائر ندوة سياسية جماهيرية يوم أمس إحياء لذكرى مرور 44 عاماً
حجم الخط
نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالجزائر ندوة سياسية جماهيرية يوم أمس إحياء لذكرى مرور 44 عاماً على انطلاقة الجبهة الشعبية، في صالة منظمة الشبيبة الفلسطينية، حضرها حشد من الطلبة الفلسطينيين الدارسين في الجامعات الجزائرية وأبناء الجالية الفلسطينية، وممثلي الفصائل الفلسطينية، وسفير دولة فلسطين، وممثلون عن أحزاب وطنية جزائرية.. إضافة إلى عدد من أساتذة الجامعة.. حيث تعاقبت الكلمات.. وفي مداخلته المقتضبة أشاد السفير الفلسطيني حسين عبد الخالق بالدور التاريخي المتميز للجبهة الشعبية نضالياً وسياسيا، ومساهمتها المستمرة في الدفاع عن الوحدة الوطنية، وأشار السفير الفلسطيني إلى تزامن هذا الاحتفال مع الحوار الفلسطيني- الفلسطيني بالقاهرة وما نتج عنه من خطوات إيجابية.. وفي كلمة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية التي ألقاها السيد محمد الخضر ممثل جبهة التحرير الفلسطينية، أشاد أيضا بالدور الكفاحي للجبهة الشعبية وحيّا قياداتها، وفي مقدمتهم الشهيد الراحل جورج حبش.. وكانت كلمة الاتحادات الشعبية الفلسطينية في ذات السياق مؤكدة على الوحدة الوطنية ومشيدة بالدور الوطني للجبهة. وكانت كلمة الجبهة الشعبية الشاملة التي ألقاها ممثلها في الجزائر القيادي في الجبهة الشعبية صلاح محمد، الذي بدأ كلمته مجدداً العهد للشهداء وللأسرى الأبطال على مواصلة المسيرة الكفاحية حتى تحقيق كامل الأهداف الوطنية، موجهاً التحية لروح القادة الشهداء، والأسرى وفي مقدمتهم المناضل الوطني الكبير أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية والقائد مروان البرغوثي وكافة الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني.. وقال محمد " تعودنا على تحويل وقفاتنا أمام هذه المناسبة الوطنية إلى محطة تقييم ومراجعة للمسيرة لاستخلاص العبر والدروس، ما لنا وما علينا كقوى وطنية كفاحية مجتمعة". واستعرض محمد التطورات الفلسطينية الداخلية وأبرز ما شهدته القضية الفلسطينية وبالذات في المرحلة الراهنة، ثم التطورات الغزيرة التي عجت بها المنطقة العربية وتحديدا حراك الشارع العربي الذي فتح آفاقا واسعة بتداعياته أمام النضال التحرري الوطني والديمقراطي الفلسطيني.. والمخاطر التي تحيط بهذا الحراك وبأهدافه الخارجية والداخلية، مستعرضاً التدخلات الاستعمارية المباشرة وغير المباشرة في منطقتنا العربية التي تستظل بما تسميه العامل الإنساني كمبرر لهذا التدخل، مشيراً أنه أمر منافي للحقيقة، حيث يرتبط هذا التدخل بشكل وثيق بحماية مصالحها الاقتصادية الأمنية والسياسية، مما يعني نهب متجدد ومتنوع لخيرات شعوبنا، ما هو تحت الأرض وما فوقها بعد أن دمرت اقتصادياتها الوطنية بفعل قرارات المؤسسات المالية الدولية التي تسيطر على حركتها البلدان الرأسمالية.. وقال محمد " لن تقف أية عوائق أمام هذه الاندفاعة الدموية الجنونية، حتى لو تطلب الأمر تدمير دول بأكملها.. وإبادة فئات كاملة من شعوبنا.. هذا هو العامل الإنساني كما تفهمه القوى الإمبريالية التي تتكئ بطبيعة الحال في عدوانها على ضعف العامل الذاتي لهذه الدول إضافة إلى استخدام أدواتها المحلية. وتطرق محمد إلى الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها البلدان الرأسمالية أو تلك ذات الإرث الاستعماري الثقيل باتت تنمي وتزيد من النزعة العدوانية الدموية لديها... الخ. مشيراً لطبيعة العلاقة التحالفية ذات الشكل العضوي بين إسرائيل والإدارة الأمريكية واصفاً إياها بأنها ثابتة غير قابلة للانقسام. لافتاً بأن هناك خطأ فادح عن التصور بأن التسوية برعاية أمريكية قد تعطينا دولة فلسطينية مستقلة بالتالي التخلص من منحنى المراهنة عليها التي بدأت تحصد الهزائم والفشل في سياستها الخارجية والداخلية، من العراق إلى أمريكا اللاتينية. أما بخصوص الوحدة الوطنية الفلسطينية التي كانت محوراً رئيسياً في الكلمة أشار محمد إلى أنه في كافة المراحل كانت زعزعة الوحدة الوطنية لشعب فلسطين هدفا ثابتا لدولة الاحتلال الصهيوني الاستعماري منذ عام 48 حتى هذه اللحظة، لافتاً أن الموقف من الوحدة، من متطلباتها ومرتكزاتها السياسية والعملية يعد عاملاً رئيسيا في محاكمة وتقييم مواقف القوى وممثلي الفئات الاجتماعية المختلفة، مشدداً على أنه لا إنجازات حقيقية ولا علاقات فلسطينية عربية إقليمية ودولية جادة بدون وحدة وطنية جادة. وأردف قائلاً " مضى عام آخر على الانقسام الكارثي الذي عاشته الساحة الفلسطينية والتي عانت كثيرا من متروكاته على مختلف الصعد الشعبية والسياسية، والآن هناك فرصة حقيقة تحمل مقومات النجاح في هذه الفترة بحكم ما فرضته التطورات العربية والوضع المصري الجديد كعامل مساعد بالمعنى الإيجابي ثم الإنجازات التي تم تحقيقها بفعل الصمود الشعبي الفلسطيني والحراك السياسي الدولي الذي يقوم به الوضع الفلسطيني في الأمم المتحدة ومؤسساتها الدولية. واعتبر أن انسداد التسوية السياسية المرتبط بالمسلك السياسي والعملي الإسرائيلي والأمريكي يفرض على الساحة الفلسطينية التوحد لصناعة الخيار البديل الذي يصون الحقوق الوطنية.. وأكد على أنه لا وحدة وطنية بدون قاعدة سياسية وطنية مشتركة واستراتيجية للعمل المشترك، مشدداً على ضرورة تفعيل وثيقة الوفاق الوطني التي تم إقرارها في حزيران 2007 ووثيقة إعلان القاهرة التي أقرت في مارس 2005. وعبّر محمد عن سعادته بالخطوات الوحدوية التي تم تحقيقها بحوارات القاهرة من 20 إلى 22.12 من الشهر الجاري والتي تناولت موضوعات: الحكومة، الانتخابات، المجلس التشريعي، المصالحة الوطنية، الحريات العامة ومنظمة التحرير الفلسطينية، التي توجت باجتماع الإطار القيادي الموحد الذي أقر بدوره آلية لعمله، إلا أنه أكد على أن الترجمات الحقيقية على أرض الواقع هي مقياس النجاح. هذا واستعرض الرفيق محمد في كلمته الخيارات المطروحة أمام الحالة الفلسطينية.