احياء ذكرى رحيل الشهيد الحي محمد أبو عكر في الدهيشة


أحيت  الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين  وعائلة  الشهيد  البطل محمد أبو عكر  الذكرى السنوية  الثالثة وا
حجم الخط
أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعائلة الشهيد البطل محمد أبو عكر الذكرى السنوية الثالثة والعشرين لرحيله، بمشاركة ممثلي القوى الوطنية والشخصيات الاعتبارية وممثلي عدد من المؤسسات الوطنية في المحافظة، وحشد من رفيقات ورفاق الجبهة وأهالي مخيم الدهيشة. وألقى الرفيق حسين رحال نائب الأمين العام لجبهة التحرير العربية كلمة القوى الوطنية أكد فيها أن الشهيد أبو عكر مثّل نموذجاً للإقدام والتضحية والعطاء، مشيراً أن هذه المناسبة تعيد للذاكرة قيم البطولة والتضحية من أجل أنبل قضايا العصر جراء النكبة الكبرى التي ألمت بشعب فلسطين، وأننا نخلد الشهيد وأن قدرنا أن نظل صامدين في هذه الديار حتى يتحقق حلمنا بالعودة ، وأهدافنا الوطنية غير القابلة للتصرف . وحيا روح التحدي التي تجسدت في الشهيد أبو عكر، موجهاً التحية أيضاً للجماهير المشاركة في إحياء الذكرى خصوصاً عائلة الشهيد ووالدته . من جانبه، ألقى القيادي في الجبهة الشعبية الرفيق بدران جابر كلمة رفاق الجبهة أكد من خلالها على السير قدماً في درب الشهادة والاستشهاد، مستذكراً الشهداء القادة المعلم أبو علي مصطفى والحكيم وكنفاني وأبو عمار وأبو جهاد والياسين والقاسم، وكل شهداء الثورة والكفاح الوطني الفلسطيني، الذين قضوا على مذبح الحرية والاستقلال. واعتبر جابر أن صون دماء الشهداء يستوجب منا التمسك بالوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام والتوافق على إستراتيجية مقاومة وصمود ومغادرة خيار التفاوض العبثي، موجهاً التحية لمخيم الدهيشة وتضحياته خلال مسيرة النضال الوطني، وكذلك الأسرى في سجون الاحتلال، وفي مقدمتهم الأمين العام أحمد سعدات والبرغوثي وجمال أبو الهيجا وعاهد أبو غلمى وجميع الأسرى ، داعيا لتفعيل أشكال التضامن مع الأسرى. وأكد أن الشهيد الرفيق محمد أبو عكر مثّل حالة تضحوية استثنائية فقد تجسدت في شخصه ومسيرته معاناة الأسرى، وآلام الإصابة التي شّكل من خلالها نموذج للتحدي والمقاومة وكذلك فقد حياة المطاردة والملاحقة لقوات الاحتلال إلى أن ارتقى شهيدا ً. من جانبه، أكد أحمد صالح أحد قيادات حركة فتح أن هذه المناسبة تعود بنا بالذاكرة إلى أيام الانتفاضة والرجال الأشداء الذين كانوا كالشمس في ضحى الصباح المشرق، وفي الليل الكاحل كدجى القمر المضيء يبتسمون للحياة رغم بأسها، ويعيشون في كنف الشهادة مستلين سلاح الوعي والإيمان بالثورة. وأضاف "لا يسعنا إلا أن نقول أن هناك من يرحل وتندثر آثاره ، وهناك من يرحل وتبقى ذكراه العطرة في عبق ذكريات المخلصين للدماء التي ترتوي بها أرض فلسطين. وفي كلمة أخرى، تحدث الشيخ عبد الكريم عّياد موجهاً التحية للشهيد وعائلته، مضيفاً أن طريقنا لا زال طويلاً ، وأن الاحتلال لا زال يتنكر لأبسط حقوقنا الوطنية، وأن تهويد القدس وقتل أبناء شعبنا لا زال نهج الاحتلال المتواصل، داعياً إلى الوحدة ورص الصفوف لمواجهة التحديات التي تعصف بقضيتنا. وفي كلمة عائلة الشهيد التي ألقاها شقيقه الرفيق نضال أبو عكر أكد فيها اعتزاز الأسرة وافتخارها بالشهيد وتضحياته، مضيفاً أن عائلات الشهداء والتي قدمّت قوافل الشهداء تتطلع للتمسك بوصايا الشهداء والوفاء لتضحياتهم. وأشار بأن مسيرة الشهيد ورحلة معاناته الطويلة وقدرته على التحدي والصمود ما كان بالإمكان أن تتحقق لولا وقوف جماهير شعبنا ودعمهم المستمر للكفاح الوطني وتشبثهم بالحقوق الوطنية. وأكد أن في الذكرى الثالثة والعشرين لرحيل شقيقه ما يدعو إلى استلهام الدروس والعبر ، ومحطة لشحذ الهمم، وتجديد الأمل في نفوس المقاومين، مقدماً شكر العائلة للرفاق والمشاركين في إحياء المناسبة. وكانت عائلة الشهيد ورفاقه قد توجهوا إلى مقبرة الشهداء في قرية أرطاس المجاور ليضعوا أكاليل الزهور على قبره ، وقد زين بيت الشهيد بالأعلام الفلسطينية ورايات الجبهة الشعبية وصور الشهداء أبو علي مصطفى والحكيم والأمين العام أحمد سعدات والعديد من صور شهداء المخيم والمحافظة. وقد وزع بهذه المناسبة الحلوى وبلوز (تي شيرت) مزينة بصورة الشهيد وعبارة " لا يهم الرفيق إن هوى وظلت فوق الأرض أحلامه" وكذلك اسطوانة أغاني للشهيد، إضافة إلى الكتاب الذي يتناول مسيرة الحياة والاستشهاد. تجدر الإشارة أن الشهيد ابو عكر قد تعرض للاعتقال ثلاث مرات وعاش مطارداً منذ بداية الانتفاضة إلى أن أصابته رصاصة دمدم متفجرة في إحدى المظاهرات في المخيم في العام 1988 أفقدته الأمعاء وتضرر جهازه الهضمي وكبده وعاش فترة إصابته والتي وصفت بالأعجوبة وتحدي الموت وسافر إلى أمريكا لتلقي العلاج المتمثل بحاجته لزراعة الأمعاء، الا انه استشهد متأثراً بالإصابة في 22/10/1990 وعرف من الحالات النادرة طبياً حيث انه منذ اصابته وحتى استشهاده لم يكن يتناول أيا من الطعام أو الشراب وانما كان يعيش على الادوية والمحاليل الطبية، وتناولت حكايته العديد من وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية وبعضها وصفه بمحمد العجيب أو الاسطورة او الشهيد الحي، أو بطل انتفاضة محلي وتواظب عائلته ورفاقه في كل عام على إحياء ذكرى استشهاده السنوية .