خلال ندوة بطولكرم، شحادة يدعو لترجمة اتفاق المصالحة على الأرض


دعا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ورئيس تحرير مجلة الهدف عمر شحادة إلى ترجمة مها
حجم الخط
دعا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ورئيس تحرير مجلة الهدف عمر شحادة إلى ترجمة مهام لجان المصالحة على الأرض وفق آلية عمل وجدول زمني ينقلها من حيز الأقوال إلى الأفعال. وقال شحادة خلال ندوة سياسية نظمتها الجبهة في مدينة طولكرم بمناسبة ذكرى الانطلاقة: " نحتفل بالانطلاقة، يوماً نجدد فيه الوعد بحماية وحدة شعبنا، وتغليب التناقض الرئيسي مع الاحتلال على ما سواه، والدفاع عن حقوق أبناء شعبنا الديمقراطية والاجتماعية والتصدي لكل مظاهر الفساد والانتهاك للحريات العامة والشخصية والتطاول على القانون والقيم الوطنية والنضالية، يوماً نجدد فيه الالتزام الدفاع عن لقمة العيش والكرامة الإنسانية، والديمقراطية السياسية والاجتماعية لأبناء شعبنا، عمالاً وفلاحين، مهنيين وموظفين، طلاباً وشباباً، نساءاً وأطفالاً وكهولاً، في المخيمات والمدن والأرياف داخل الوطن وفي مواقع اللجوء والشتات". وأكد شحادة في الندوة التي حضرها لفيف من الشخصيات الوطنية والأكاديمية وممثلي فصائل العمل الوطني والغرفة التجارية وممثلي الأطر الشبابية والنسوية وعدد من قادة الحركة الأسيرة المحررين، والمحافظ العميد طلال دويكات، أكد شحادة على أن المهمة الوطنية المباشرة لنا جميعاً هي التوافق على استراتيجية وطنية موحدة لمقاومة الاحتلال، كي لا تغدو الوحدة الوطنية مجرد شعارات، وهو ما يسلح أبناء شعبنا الفلسطيني وقيادته برؤية سياسية واضحة ومحددة غير قابلة للمفاصلات السياسية والعبث والتطفل الرسمي العربي والدولي، تحدد المعيار والأساس السياسي لدعم نضال وحقوق الشعب الفلسطيني قولاً وعملاً. وأكد صوابية العودة بملف القضية الوطنية إلى إطار هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها ومواصلة المعركة في مجلس الأمن لنيل العضوية الكاملة لدولة فلسطين فيها وعقد المؤتمر الدولي لتنفيذ قراراتها ذات الصلة التي تكفل حقوقنا الثابتة، بديلاً للمفاوضات والحلول الثنائية بالمرجعية الأمريكية التي يسعى الاحتلال وحماته في واشنطن لتوظيفها في فرض ما يسمى بالسلام الاقتصادي والأمني وبدولة نتننياهو ذات الحدود المؤقتة، والعودة بالقضية الفلسطينية إلى دوائر التصفية ومهاوي الإلحاق والضياع. وطالب بالشروع في انتخابات وطنية شاملة بنظام موحد على أساس التمثيل النسبي الكامل لكافة البنى السياسية والاجتماعية بما فيها السلطات المحلية واللجان الشعبية في المخيمات، وفي المقدمة منها مجلس وطني جديد داخل الوطن وخارج، بديلاً لثقافة وتقاليد تقوم على المحاصصات الثنائية والتعيينات الفوقية والمصادرة لحق أبناء شعبنا في مناطق اللجوء والشتات وداخل الوطني في اختيار ممثليهم وتجديد شرعية مؤسساتهم السياسية وبناء وحدتهم الوطنية من الجميع، معتبراً أن هذا هو السبيل والأسلوب المؤتمن الذي يعيد بناء وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير والذي يستجيب للضرورات والحاجات الوطنية الملحة في مواجهة مخططات الاحتلال وجرائمه اليومية ويصون منجزات نضالنا الوطني ويرسخ مكانة المنظمة ممثلاً شرعياً وحيداً ومرجعية عليا لشعبنا وقائداً لنضاله بترابطه العضوي مع نضال الشعوب العربية من أجل التحرير والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والوحدة. وأكد شحادة وقوف الجبهة المطلق إلى جانب شعوبنا العربية المنتفضة من أجل حريتها وكرامتها ولقمة عيشها، مديناً ومستنكراً كل مظاهر القمع والعسف التي تتعرض لها، مطالباً بإطلاق طاقاتها، محذراً في الوقت نفسه من المحاولات المحمومة للتدخل الخارجي وبخاصة من دول حلف الناتو الساعية لاحياء وإجهاض أهداف الحراك الشعبي ومحتواه الوطني والديمقراطي. وتوجه شحادة بالتحية للأسيرات والأسرى في معسكرات الاعتقال كافة، وللاسرى القدامى وعمداء الأسرى والمعزولين، ولإضرابهم البطولي المفتوح عن الطعام الذين نزع القناع عن جرائم الاحتلال أمام العالم أجمع ومؤسساته الدولية، متوجهاً التحية للأمين العام لحزبنا رمز الصمود والشموخ الرفيق أحمد سعدات ورفاقه، مخاطباً الاحتلال قائلاً " لن ينال العزل والسجون والاغتيالات والاعتقالات من إرادة الجبهة، ولا يمكن القضاء عليها لأنها تمثل إرادة الشعب، والشعب خالد حي لا يموت". وقدّم شحادة في نهاية مداخلته التهنئة لكل أبناء شعبنا بحلول أعياد الثورة الفلسطينية والميلاد ورأس السنة الميلادية، مجدداً العهد والوفاء لدماء الشهداء والجرحى ولعذابات الأسرى وتضحيات الشعب، بأن تبقى الجبهة على الدرب والهدف بالتمسك بحقوق شعبنا في الحرية والاستقلال والعودة. من جهته، توجه العميد دويكات بالتحية للجبهة قيادة وقاعدة وإلى أرواح الشهداء جورج حبش وأبو عمار وأبو علي مصطفى، وكافة الشهداء وإلى جميع الأسيرات والأسرى وإلى الأمين العام للجبهة الصامد في وجه الاحتلال والقائد مروان البرغوثي، مؤكداً على استراتيجية وطنية موحدة لمقاومة الاحتلال. واستعرض المستجدات العربية والدولية التي تتطلب الشروع الفوري في إنهاء الانقسام لحماية حقوق شعبنا وأهدافه في ظل التصعيد الاستيطاني والعدواني للاحتلال الذي تزداد عزلته يوماً بعد يوم. من جانبه، هنأ الرفيق بسام الصالحي الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني الجبهة بذكرى انطلاقتها، معرباً عن اعتزازه بها وبقيادتها التاريخية الحكيم وأبو علي مصطفى ، وبكل الشهداء، موجهاً التحية للحركة الأسيرة وعلى رأسهم الرفيق أحمد سعدات. واستعرض الصالحي عناوين رئيسية في الاستراتيجية الوطنية الجديدة لمقاومة الاحتلال، داعياً لمقاومة الاحتلال ولأهمية مواصلة المبادرة الفلسطينية بنقل ملف القضية الوطنية للأمم المتحدة، وخوض المعركة على الجبهة الدولية والتمسك بعدم العودة للمفاوضات، مشيراً لضرورة مراجعة وضع السلطة وإعادة النظر في التزاماتها. وأكد على تعزيز حركة التضامن الدولي، داعياً أبناء شعبنا لتعزيز الرقابة الشعبية على تنفيذ الاتفاق. وشهدت الندوة نقاشاً فعالاً من الحضور تناول مجمل محاور الندوة، وعبر الحضور عن شكرهم للقائمين على هذه الندوة واعتبروها اثراء للحوار الشعبي، مطالبين بإطلاق أـوسع عملية حوار في المجتمع تشارك فيها كافة القطاعات الاجتماعية والمؤسسات الإعلامية بما يعيد تعزيز المشاركة والعودة لمصارحة الشعب بالحقيقة بوصفه مصدر السلطة والشرعية وصانع الثورة والتغيير.