حضور مميز للمرأة الفلسطينية في مؤتمر"نحو تحررنا"، والمناضلة خالد توجه رسالة هامة


اختتمت بنجاح أعمال المؤتمر الدولي لنضالات المرأة ضد الامبريالية ، والذي عقد بمناسبة يوم الثامن من
حجم الخط
اختتمت بنجاح أعمال المؤتمر الدولي لنضالات المرأة ضد الامبريالية ، والذي عقد بمناسبة يوم الثامن من آذار ، يوم المرأة العالمي ، في مدينتي فانكوفر وسيري ، تحت عنوان " نحو تحررنا : المرأة في قيادة النضال ضد الامبريالية " بمشاركة مناضلات من امريكا الشمالية ومن قبائل السكان الاصليين في القارة واسيا والعالم العربي. المناضلة الأممية ليلى خالد افتتح المؤتمر أعماله بكلمة سياسية هامة قدمّتها المناضلة الأممية الرفيقة ليلى خالد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حيث لاقت كلمتها ترحيباً واسعاً من قبل المشاركات والمشاركين في المؤتمر. وأكدت خالد في كلمتها على أن نضال المرأة الفلسطينية هو جزء أساسي لا يتجزأ من حركة ونضال الشعوب المضطهدة التي تقاتل ضد السياسات الامبريالية والعنصرية والاحتلال، وضد سياسة النهب والتخلف والقهر ، وأن نضالات المرأة في فلسطين هي في مركز الحركة النسوية التي تواجه يومياً سياسات الهيمنة الأمريكية على العالم ومقدراته وسياسات الحركة الصهيونية وكيانها العنصري في فلسطين. وأشارت الرفيقة خالد إلى أهمية الدور المركزي الذي قامت به المرأة الفلسطينية على مدار العقود الماضية في الصراع ضد الاستعمار والاحتلال. وكذلك ما تعاني منه اليوم من سياسة الاعتقال والقتل ومصادرة ابسط حقوقها الإنسانية على يد الاحتلال الصهيوني. وقدمت الرفيقة خالد تحية إلى كل المناضلات في العالم اللواتي يناضلن إلى جانب الرجل من أجل مجتمع تسوده العدالة الاجتماعية والمساواة والتحرر للجميع ، مؤكدة على أن النضال الوطني الفلسطيني الهادف لتحقيق العودة وتقرير المصير هو وحدة من يضمن توافر الشروط الأساسية للحل التاريخي في فلسطين ولإنهاء الصراع من خلال إقامة دولة فلسطين الديمقراطية على كامل التراب الفلسطيني والتي تضمن الحقوق لجميع مواطنيها وسكانها دون تمييز أو قهر . كارول مارتن وتحدثت المناضلة التقدمية من قبائل السكان الأصليين كارول مارتن ( منطقة كوست سيليش) ، حول معاناة المرأة الاصلانية في كندا على يد الدولة الاستعمارية وسياسات التطهير الثقافي التي جرت بحق شعبها، سيما في مدراس الدولة الرسمية وحين كانت طفلة . وفي مقاربة هذه المعاناة مع معاناة المرأة الفلسطينية التي تعيش تحت الاحتلال الصهيوني . مارتن وأشارت إلى عدم اكتراث المرأة الاصلانية في مرحلة النضالات الاولى، وحين بدأ التنظيم لدور المرأة العاملة والطلبة بالحقوق ، واقتصر النضال على دور النساء الفقيرات من البيض ، ولم يكن يعني هذا النضال اي شئ بالنسبة للسكان الاصليين " لأننا كنا نبحث عن هويتنا ومن نحن وكيف نعيش " على حد قولها ، حين كانت المظاهرات العمالية تجري على ارضنا في العام 1908 . روكسان دنبر اورتيز وقدمتّ الدكتورة روكسان اورتيز نبذة وخلفية تاريخية عن نضالات المرأة وحراك تحررها في امريكا الشمالية ، سواء في حركة السود التحررية ضد القهر الطبقي والاستغلال او الحركة المعبرة عن نضالات النساء والشعوب الاصلانية ( الهنود الامريكيين) لحق تقرير المصير والسيادة ، وكذلك تحشيد نضالات المرأة في امريكا اللاتينية ضد الأنظمة القمعية المرتبطة بسياسة ومصالح الولايات المتحدة الامريكية. واشارت اورتيز الى ضرورة دراسة تاريخ تلك النضالات والاستفادة منها من اجل بناء حركة نسوية تحررية لا ترى في الرجل خصما لها بل شريكاً في التحرر من آلة الاستغلال الطبقي التي تسيطر عليها حفنة من الشركات الكبرى ومراكز القوى ورأس المال، مؤكدة ان فكرة المساواة بين المرأة والرجل أحياناً تستخدم في سياق الفهم الليبرالي الرأسمالي والذي يفقد معنى التحرر جوهره ومعانيه الحقيقية الاكاديمية. الباحثة الفلسطينية د. نهلة عبدو : تناولت الدكتورة الفلسطينية نهلة عبدو ، استاذة علم الاجتماع في جامعة كارلتون والمقيمة في العاصمة الكندية أتاوا ، في كلمتها تاريخ الحركة الصهيونية في فلسطين وصورة الواقع الفلسطيني منذ العام 1920 وحتى العام 1948 وما جرى من تقسيم للمنطقة ، واحتلال لسوريا ولبنان وفلسطين، وكيف اثر ذلك على كل البينة المجتمعية والاقتصادية الوجودية للشعب الفلسطيني بعد اقتلاع ما يقارب 80 % من السكان وتحويلهم الى لاجئين. واشارت عبدو الى دور المرأة الفلسطينية في النضال ضد الهجرة الصهيونية والاستعمار البريطاني . كما اعتبرت ان تغيير الذي احدثته النكبة في كل الواقع الفلسطيني جعل من مهمات المرأة الفلسطينية تتعدد وتختلف بين مختلف تجمعات الوطن وتجمعات اللاجئين وكذلك اختلاف طبيعة نضالها وشموليته من ممارسة الكفاح التحرري الوطني والمسلح وصولا الى بناء المؤسسات والمبادرات الشعبية من اجل ودورها في اطار حركة ثورية فلسطينية ممتدة منذ العام 1920 و حتى يومنا هذا . واوضحت الباحثة عبدو ان حزمة التحديات التي تواجه المرأة الفلسطينية في الوقت الراهن داخل وخارج الوطن مرتبطة كما كانت دائما بواقع الاحتلال واللجوء، مشيرة الى نماذج نسائية مناضلة منها الاسيرة المحررة رسمية عودة في الولايات المتحدة كواحدة من الفلسطينيات اللواتي تعرضن للاعتقال والتشوية ، وقد تتعرض للسجن والابعاد ، بسبب مقاومتها للاحتلال في الوطن ، ومشاركتها في مناهضة العنصرية ونظام الاستيطان الاستعماري الواقع على الشعب الفلسطيني . كما شرحت الباحثة بعض الجوانب ومظاهر معاناة المرأة وأوجه الشبه والاختلاف في فلسطين المحتلة عام 48 ، وفي الضفة وغزة ، وكذلك واقع المرأة الفلسطينية في المهاجر والشتات. كوني لاديزما : بدورها، قدمّت الرفيقة كوني لاديزما عضو المكتب الدولي في الجبهة الوطنية الديموقراطية في الفلبين وعضو فريق المفاوضات مع الحكومة ، صورة عن النضال الذي تخوضه المرأة في الفلبين وخاصة مشاركتها في الحملات الوطنية ضد القواعد الأمريكية في البلاد وفي مواجهة السياسات الاقتصادية التي تعمل على إقصاء المرأة وتحجيم دورها ودفعها للهجرة وتعريضها لكافة أشكال القهر الاجتماعي والطبقي لتكون ضحية لتجارة الجنس ولقمة سهلة لقوى الاستغلال . وأشارت لاديزما إلى دور المرأة في مواجهة سياسة الخصخصة للمستشفيات والدوائر العامة التي كانت تفيد المرأة ، وتأسست بجهود كل الشعب، كما قدمت نبذة تاريخية وراهنة عن مستوى مشاركة المرأة الفلبينية في العمل العسكري من خلال " جيش الشعب الجديد" الذراع العسكري للحزب الشيوعي في الفلبين. بدورها، دعت منسقة الندوة الرفيقة مارثا روبرت إلى المشاركة في الحملة التضامنية مع أربعة مناضلات أسيرات في العالم : المناضلة لينا الجربوني والمناضلة رسمية عودة ، والاسيرة زارا افراس في سجون الفلبين والمناضلة مارلين جييمس التي تتعرض للمحاكمة في كندا بسبب دفاعها عن اراضي وثروات السكان الأصليين . احتجاج صهيوني : وكانت قوى ومنظمات صهيونية قد أصدرت بيانات ساخطة وحملت على جامعتي كونتلن بوليتكنيك و سايمون فريز بسبب استضافتها لمؤتمرات معادية للاحتلال وتوفر فرصة لاصوات " الارهاب " ولأصوات راديكالية تدعو لمقاطعة الدولة العبرية وتدميرها . واعتبرت منظمة بناي بريث الصهيونية ان مشاركة الرفيقة ليلى خالد والتي وصفوها " بالارهابية الخطيرة " ستكون نتائجها سلبية على فكر الشباب ومواقف الطلبة والشباب الكندي عموما.