هستيريا إسرائيلية

حجم الخط

إسرائيل تخرق الهدنة التي حددها كيري وبان كي مون لمدة 72 ساعة . اسرائيل تهاجم مدينة رفح وتحاول تقسيم القطاع إلى ثلاثة مناطق . إسرائيل قتلت العديدين من الفلسطينيين في شكل جماعيفي بلدة الخزاعية. خطف ضابط إسرائيلي ثان بعد خطف الجندي . أصبح لدى المقاومة أسيران . القادة الإسرائيليون أصيبوا بالهستيريا وفقدوا وعيهم وعقولهم . خلافات داخل الحكومة الإسرائيلية . نتنياهو يتهم وزراءة : بقصف الحكومة من الدبابات . الصحافة الإسرائيلية تخرق مبدءأ من مبادىء عملها:" بان لا تهاجم الحكومة أثناء الحرب,وإنما تجري الإنتقادات بعدها" , وتتحدث علنا : عن فشل حرب الانفاق التي يخوضها الجيش الإسرائيلي. المقاومة , وفقا للصحف الإسرائيلية الرئيسية كلها ( يديعوت أحرونوت , هآرتس , معاريف , جيروزاليم بوست تعنون صفحاتها الاولى : حماس تستغل الأنفاق لإيقاع أكبر الخسائر بالجيش الإسرائيلس . "ارتباك إسرائيلي واضح "ذلك هو العنوان الحالي لعدوان إسرائيل على قطاع غزة .من ناحية أخرى : يبث التلفزيون الإسرائيلي منظرا همجيا وقميئا : الشباب الفاشي المتطرف يرقص طربا لقتل اطفال الفلسطينيين ! نعم , إنها النازية الجديدة , الفاشية الجديدة , بل الأدق قولا : الصهيونية الإسرائيلية الجديدة, التي تفوقت في جرائمها على الظاهرتين المجرمتين السابقتين , هذا هو ملخص اليوم الخامس والعشرين للحرب الاسرائيلية المجرمة على قطاع غزة .

على صعيد آخر : في كل مؤتمراته الصحفية وتصريحاته يحرص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على : الطلب من الإسرائيليين, الاستعداد لمعركة طويلة , كما يعد بتوسيع العملية العسكرية .قادة الجيش مثلما تعكس ذلك الصحافة الإسرائيلية , وبخاصة في اليومين الاخيرين , يطالبون رئيس الحكومة: إما بوقف الحرب أو اتخاذ قرار بتوسيع القتال, شريطة أن لا تبقى القوات الإسرائيلية مرابطة على الحدود مع قطاع غزة , لان هذا الامر يجعل منها صيدا سهلا لمقاتلي حماس وباقي التنظيمات الفلسطينية . إنها من المرات النادرة في إسرائيل : هذا التناقض بين المستويين السياسي والعسكري, وبروز هذا الأمر ووصوله إلى الشارع وأجهزة الإعلام .

هذا الأمر يذكر بحرب أوكتوبر المجيدة عام 1973 حينما تمكن المقاتلون العرب الأشاوس : مصريون وسوريون من عبور خط بارليف ( الذي شبهوه بخط ماجينولصعوبة اختراقه )وهضبة الجولان . الجيشان المصري والسوري كبّدا الإسرائيليين خسائر فادحة إلى الحد الذي كاد فيه وزير الدفاع حينها موشيه دايان,أن يعلن هزيمة إسرائيل واستسلامها . رئيسة الوزراء حينذاك غولدة مائير عنّفت وزير دفاعها , وجاءت الجسور الجوية الامريكية لتمد إسرائيل بالأسلحة كما تفعل الآن.في الحرب الإسرائلية القائمة على غزة , يقف نتنياهو حائرا ومرتبكا فكلا الأمرين بالنسب له صعبان , والخيار أمامهما مرّ, فوقف العملية يعني اعتراف إسرائل بهزيمتها وهذا ما لا يريده رئيس الحكومة , أما الخيار الآخر فيعني دخول الجيش الإسرائلي إلى منطقة " عش الدبابير - كما يطلقون عليها " وهو يعني : مزيدا من الخسائر الإسرائلية بين صفوف الجنود الإسرائيلين . أيضا فلربما يبدا نتنياهو توسيع العملية العسكرية ( كما يسميها ) لكنه لن يعرف موعد إنهائها, فالطرف الآخر في الصراع هو أيضا عدو شرس , , كما عبّر هو عن ذلك في تصريح له مؤخرا .الخيار الثاني قد يعني : تورط إسرائيل بالكامل في مستنقع غزة , وسكان الأخيرة لا يمتلكون شيئا وليس لديهم ما يخسرونه سوى احتلالهم, بعدما وصلت إليه الخسائر من أرقام عالية بين المدنيين الفلسطينيين , وحصارهم الخانق للعام الثامن على التوالي ,لذا فمقاتلو فصائلهم جاهزون لكل الإحتمالات الممكنة .

نتنياهو منذ ستة أيام يستجدي وقفا لإطلاق النار .هذا ما تقوله مصادر إسرائيلية ومن بينها القائد العسكري حاييم يال . من جانبه : اعترف كيري , أن نتنياهو هاتفه وطلب منه العمل على وقف إطلاق النار . رغم كل ذلك يصرح نتنياهو : بأن مجلسه المصغرعلى وشك اتخاذ قرار بتوسيع العملية العسكرية والتي سوف تمتد لفترة طويلة. ماذا يعني ذلك ؟ باختصار :أولا , أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يكابر , أي يبدو بصورة كاذبة غير حقيقية ,عنوانها : أن الوضع العسكري الإسرائيلي أكثر من جيد على جبهة غزة , وهذا لا تعكسه الحقائق ولا الواقع الميداني , ويدّعي : أن تصريحاته تعكس ما يجري واقعا على الارض . الذي تبين أن نتنياهو لا يقول الحقيقة . ثانيا ,أن الرد الفلسطيني أكثر من مؤلم للإسرائيليين , فرئيس مدينة بئر السبع صرّح اليوم للقناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي : بأن سكان مدينته لم يذهبوا إلى بيوتهم منذما ينوف عن الثلاثة أسابيع ( وهي الفترة الزمنية للحرب الإسرائيلية ) . أن إسرائيل غير قادرة بالفعل على الإستمرار بالحرب أطول من ذلك . رابعا : أن الإسرائيليين محقون عندما يتهمون قيادتهم بالكذب , وإعلامهم بالتضليل . ولذلك , بدؤوا يبحثون عن الحقيقة في مصادر إعلامية خارجية , من بينها وكما تقول مصادر إسرائيلية :الفضائيات العربية. خامسا : أن الخسائر الإسرائيلية أكبر بكثير من الارقام الرسمية التي يجري إعلانها. لكل ذلك , يذهب الجيش الإسرائيلي بعيدا, وبطريقة تعويضية, في إحداث أكبر الخسائر في كل يوم, بين صفوف المدنيين الفلسطينيين , وفي هدم البيوت ,والبنى التحتية كمحطة الكهرباء, للمزيد من التضييق على الفلسطينيين, من أجل إجبارهم على الخضوع للمطالب الإسرائيلية .لا يدركون : أن الفلسطينيين لن يرفعوا الرايات البيضاء . إن تصوروا ذلك فهم واهمون .

* * *

* *

*