قصة شخصية

حجم الخط
في ليلة هادئة وسماء ترسل برقية وراية حمراء في قبعة رمادية تجد تحتها فكرة يقال عنها فكرة حمقاء تتربع كطفل بربري يقود الموت والاستشهاد وينفى صبية تجمع بين هاربين في ميدان يصب لهب من أفواه الشهداء يجني على الفقراء ويحصد أرواح الغرباء في الضاحية الجنوبية قصة ترويها امرأة عربية عن شهادة وبندقية عن فلسطيني جرح وقتل لامتلاكه هوية عن جرح من الماضي المحتل وصرخة من القلب قوية عن أشلاء مقطعة إربا إربا وعن موت ... توزعه علينا كطعام تلك الدورية في المدينة ... فتاة تبيع الورد للشهداء وتحصى أحياء الخوف في قلبها المكلل ... براية من دموع الألم المعتقل في صدرها المحتل تجدها ترسم شفتين للسماء تنطق المغفرة بارتجاف تردد اسم الله المقطع تبصق الدماء المنثورة على ثوبها المطرز من جلود الأغبياء تجدها تعد الطرقات المؤدية للمقبرة الأمامية تحفظ أسماء الشوارع والساحات وتزور البيوت المزخرشة برصاص الموت الأبدي تمسح الدمع وتجمع الخوف من وجوه المتسولين والفقهاء في العاصمة .. أمرآة ترتدي شيخان تعبر بهما عن الموت المسطر على التراب كالتاريخ القديم تسجن المارين تحت غيمة سوداء تحت سماء بلا هواء وتحت أمطار بلا ماء فيقتلون ولا تسيل منهم الدماء ويعبرون مرة أخرى فيقال عنهم شهداء فما الحل أيها الشهداء ؟ هل يجد لهم مكانا بجواركم هؤلاء الأحياء ؟ لن يجدوا مكانا .. سوى الجلوس تحت البيوت كالمشردين .. لا يسمع لهم سوى الهم وصدى صوت البكاء