1
المشهد أمام سجن الرفيق جورج ابراهيم عبدالله، سجن لانميزان الفرنسي، يُحرضك على الصُرّاخ والغضب ويَرمي عليك سؤالاً واحدًا وحيداً و يتيماً، يطّن في اذنيك مثل خط الهاتف المفتوح وحتى كتابة هذا السطر : أين كنا طوال 30 عاماً مضت؟
2
من السؤال الأول، يشق سؤالاً جديداً جدار الهواء.قال أحد الشباب وهو يعانق العلم ، وكأنه سمع هواجسك السرية : كيف تركناه هنا؟ أردت أن أقول له : هل ينفع جلّد الذات؟ هنا والآن ؟
وهل ينفع الادعاء المزيف ؟
هل اعاد الندم اي شئ ؟
أي أحد؟
هنا، والآن؟ وأمام هذا السجن الفرنسي الكبير ؟
تتذكر روايات الراحل عبدالرحمن منيف عن سجون " شرق المتوسط " ولا تعرف بالضبط كيف يحضر فجأة طيف وديع حداد، فتقول له: لو كنت هنا !
. 3
جورج هو الوحيد الذي لا يسأل . يقول الكلام المباشر و الصريح . في رسالته الأخيرة لنا يطالب كل القوى الثورية واليسار الجذري أن ينتصر للحركة الاسيرة في سجون الاحتلال .
ويختم رسالته بالتأكيد على قناعته الراسخة بأن مواجهة الامبريالية وجنودها من الصهاينة والانظمة الرجعية هو الطريق الوحيد للانتصار وليس التصالح معها أو التكيف مع املاءات أمريكا وفرنسا وكيان الصهاينة . و يدعو جورج الى قتال الصهيونية ، بلا هوادة ، والتصدي لكافة اشكال القهر الطبقي والاجتماعي في العالم.
ولأن جورج تجاوز فكرة الخلاص الفردي ، صار قضية .
4
رفيقي جورج ،
إن الأقلية الثورية التي تنتمي إليها، طوعاً، تنتمي إليك وتبادلك الحب ، ولن تخذلك . هذا الاسبوع هتفت من أجلك في عمان وبيروت وتونس وغزة ونابلس ، في ميلان و اثينا وايرلندا وبروكسل وفي 57 مدينة وعاصمة، هذه الأقلية الثورية هي الطريق الذي يستعيد طريقك رغم عسف المرحلة ، وسوف تنتصر حتماً، تنتصر مهما تكاثر الأعداء وتنتصر مهما امتدت وتكاثرت هذه السجون .