أكد مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان مروان عبد العال لـِ"نشرة الجهاد"، أن هناك محاولات لتعليق كل أخطاء لبنان على شماعة مخيم عين الحلوة، وأعرب عن اعتقاده بأن هناك من يحاول أن يدفع الفلسطينيين ثمن حيادهم كما حصل في "البارد"، لكننا نرفض أن يكون المخيم رفاً للملفات الساخنة، لافتاً الى وجود محاولات للتوطين والتهجير، وقال: إن عملية القدس جاءت رداً على الأعمال العدوانية "الإسرائيلية"، ورأى أن الأرض باتت خصبة لانتفاضة ثالثة، داعياً الى مزيد من العمل لتعزيز الوحدة، مشيراً الى أنه لا توجد استراتيجية حقيقية لبناء ما هدمه العدوان في غزة.
وفي ما يلي نص الحوار:
عملية القدس والانتفاضة
تحدث عبد العال بداية عن عملية القدس والانتفاضة، فقال: "عملية القدس جاءت كردة فعل على الأعمال العدوانية والإجرامية التي يقوم بها الإحتلال وأتباعه، وخاصة غلاة المستوطنين. هو ثأر قام به البعض باسم كل الشعب الفلسطيني تجاه العدو المجرم الذي ترك بصمة من جرائمه داخل كل فلسطيني."
وتابع: "بالنسبة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، لم تغادر هذا الموقع في المقاومة لكي تعود إليه. إنما هو يرتبط أساساً بدرجة الغليان والسخونة التي تكون فيها كل منطقة. فعندما تكون في غزة هي تقاوم في غزة، وفي القدس أيضاً، نحن في هذا الصدد.
وكانت الجبهة الشعبية قد قامت بأعمال مركبة سابقاً، وهي الآن تقوم بأعمال بنفس هذا المستوى. ربما هذا الابتكار كان عملاً خلاقاً للشباب في هذا المجال، لردع هؤلاء القتلة، الذين يواصلون ارتكاب الجرائم ضد الشباب الفلسطيني. ونحن نعرف النماذج والأمثلة التي جرت قبل ذلك."
أضاف: "لا استطيع القول أننا أمام انتفاضة، لأنه قد نكون أمام شكل جديد من أشكال الانتفاضة، والان نحن أمام المقاومة ذات الخلية الواحدة، وهو شكل زئبقي لا يمكن لمسه. فقد نكون أمام شيء مستجد، مختلف عن الانتفاضات التي سبقتها، ولكن واضح تماما بأن الأرض خصبة لانتفاضة ثالثة. ولكن هناك مجموعة من الاشتراطات التي يجب أن تكون، لكي تكون هذه العمليات مستمرة. "
نرفض أن يكون عين الحلوة شمّاعة
وحول خلفية الحوادث الأمنية في "عين الحلوة"، أوضح أن هناك محاولة لتعليق كل أخطاء البلد على شمّاعة المخيم، أي مخيّم. وأصبح هذا الشيء مقلق، ومن الواضح تماماً أنه ثمة استهداف ما، في هذا الموضوع. وسواء كان هذا الأمر حقيقياً، هناك سؤال كبير، كيف جرى ذلك؟ أو إن كان الخبر كاذبا، فيبدو ان له نفس الوظيفة، مع الأسف.
وحتى الآن نحن نحاول على أكثر من صعيد، مع كافة القوى، سواء أكانت سياسية أو رسمية أو أمنية، لتلافي هذا الموضوع. لأن المخيم هو عنصر استقرار، ويجب أن يكون عنصر استقرار للمحيط ولأهل المخيّم، وبكل التجاذبات التي جرت، يبدو أن هناك من يريد أن يدفعنا ثمن الحياد الذي أخذناه. وأنا أذكر تماما أن مخيم "نهر البارد" كان واحداً من أثمان هذا الحياد.
ولا يمكن إلا أن نكون مع السلم الأهلي والاستقرار في هذا البلد، ونرفض لأي كان، أن يكون ضيفاً ثقيلاُ أو عبئاً على هذا المخيم، وبنفس الوقت نرفض أن يكون المخيم رفاً لوضع الملفات الساخنة عليه.
وعن انسحاب الجبهة الشعبية من القوى الأمنية، أوضح عبد العال: يبدو أن هناك سوء تفاهم وحصل بعض الاشكالات، وسنعمل على حله. له علاقة بمسائل اجرائية، وبقضايا لوجستية، ادارية على الأرض. ونحن أجرينا الإتصالات، وهذه المسألة سنعمل على حلها بشكل عاجل.
المخيمات في لبنان وسياسات الخنق
ولفت عبد العال الى أن المخيمات في لبنان تشكو من الكثير من المسائل، ومن أهم ما تشكو منه، هو شعورها بعدم الاستقرار، وشعورها بأن مستقبلها أمام علامات استفهام.
هذه المخيمات كان عليها عبء ذات أبعاد اجتماعية وذات ابعاد اقتصادية نتيجة سياسة الخنق، من حيث عدم نيل الفلسطيني على حقوقه على أكثر من صعيد، حتى يستقر في وجوده، وبنفس الوقت هو لا يرى بأن التسويات قلق على المستقبل، أو مسار الأمور تذهب باتجاه ايجاد حل، وبأن يكون الفلسطيني في المخيمات في قلب هذا الحل.
وقال: هناك محاولات للتوطين، ومحاولات للتهجير للفلسطينيين، ودفعه لأن يكون خارج البلاد. ونحن نعتبر أن المسائل المتعلقة بترميم المخيمات واعادة اعمار المخيمات، كإعمار نهر البارد الذي يشكل النموذج الأكبر في هذا المجال، هي مسؤولية المجتمع الدولي الذي التزم بمسألة الدفع للأونروا التي تقوم بمسألة الاعمار، كما التزم بتمويل موازنتها التي يجب أن ترتقي الى مستوى ترميم أيضا المخيمات، أولاً.
ثانياُ، العنصر الثاني والمفقود في هذا الموضوع، هو تدابير البيروقرطية والامنية التي تحول دون ادخال مواد الاعمار، وهذه مسألة أخرى، موجودة في أكثر من مكان، وكانت موجودة في نهر البارد، ولكن جرى اتفاق كبير على صعيد دولي وعلى صعيد الدولة اللبنانية، تم التخفيف من ادخال هذه المسائل لاعادة اصلاح المخيمات.
وهنا نتمنى بأن يجري مقاربة هذه المسألة بين الاونروا وقيادة الفصائل الفلسطينية، ومنظمة التحرير الفلسطينية من جهة، والحكومة اللبنانية من جهة أخرى.
ونحن نطالب بلجنة الحوار اللبنانية بأن تضع دائما عى جدول أعمالها مسألة كيفية التخفيف من الاجراءات اللوجستية، من أجل الضغط أيضا مع الطرف الفلسطيني على الدول المانحة وسفارات الدول المانحة لتلبية الدفع، أي الأموال اللازمة، لتلبية الاحتياجات وقيام الأونروا بواجبها.
وقد عقد اكثر من اجتماع في السرايا مع سفارات الدول العظمى، قامت بها لجنة الحوار، وكان آخرها برعاية رئيس الحكومة تمام سلام وبحضوره، وتم الدعوة للدول المانحة بأن تدفع الموازنة للأونروا لكي تستطيع تلبية هذه الأمور.
هذه هي مسؤولياتنا وهذا هو الدور الذي يمكننا القيام به، مع حفظ الوجود الفلسطيني في لبنان على حق العودة الذي هو الأمل والحلم الكبير.
الوحدة والمناعة الوطنية
وتحدث عن عوائق المصالحة الفلسطينية، معتبراً أن أهم عائق هو نقص المناعة الوطنية، لإن اذا كان انتصار غزة، والبطولات التي اجترحت في هذا القطاع، والذي قامت به المقاومة وقام به الشعب الفلسطيني في القطاع، وأيضاً مكانة القدس، بما للقدس معنى ودلالة، لا تجعلنا بأن نضع الوطن فوق أي اعتبار، وأن تكون السلطة هي الأهم والأساس، سنبقى مختلفين!
وأضاف: نحن دائما ننشد السير الأمام بشأن الخطوات التي أخذت في السابق، لانه لا يوجد قانون للانتصار أقوى من قانون الوحدة.
لا استراتيجية لبناء غزة
ورأى أنه لا توجد اتراتيجية حقيقية لاعادة بناء ما هدمه العدوان على غزة، وقال: للأسف الشديد، نبدأ بأنفسنا ولا نذهب الى الآخرين. أهم مسألة أنه لا يوجد استراتيجية وطنية فلسطينية لبناء غزة. لا يوجد أي متابعة شاملة لمتابعة هذا الشأن. هذا عرضة للتجاذبات، وتدخل فيه الكثير من المصالح، وأضف الى ذلك، الشيء الأسوأ، ان هناك اتفاق تقرير وضع بشأن مسألة الإعمار، من الدول التي ستمول. والدول لا تمول دوت اشتراطات، وهذه الاشتراطات تدعم "إسرائيل"، وإلا لماذا "إسرائيل" سمحت لـِ رئيس الحكومة رامي الحمدالله بأن يذهب الى قطاع غزة؟
وأيضا المعروف أن هذه الاشتراطات ستكون بموافقة دولية، وقد يكون لها تبعات سياسية، فهي لا تحمل "إسرائيل" مسؤولية الدمار الذي حصل، هي ربما تفتح "لإسرائيل" نافذة جديدة للانتعاش الاقتصادي، بحكم ان الكثير من المواد ممكن أن تجلب منها.
هذا هو الواقع، إنه يحتاج لأن تلتئم القمة الوطنية الفلسطينية، لوضع إستراتيجية كاملة. ومسألة الإعمار جزء منها، وليست كل شيء.
واعتبر أن الحرب لم تنتهِ في غزة، ولن تتوقف. بدليل، أن الناس الآن تحت رحمة آثار العدوان، فما زال آلاف من العائلات خارج بيوتها، وما زالت غزة تحت الحصار، فلم يفتح المعبر ولا الميناء. لذلك حرب غزة مستمرة بأشكال أخرى،
وكل شيء تم الحديث عنه بعد وقف اطلاق النار، لم ينفذ.
وقال: "أنا اعتبر أن "إسرائيل" ما زالت تضع غزة على "بوز" المدفع، وبالتالي واجب غزة كما كان في السابق، ولم يكن بادئاً، وكان يدافع عن نفسه، وها هو اليوم وغداً وبعد غد سوف يدافع عن نفسه.
المقاومة هي المسألة التي تشكل الدفاع الحقيقي والمقدس عن هذا القطاع، وهي مع ذلك لم تمثل لا دبلوماسياً ولا للمفاوضات ولا ضمانات الدول الكبرى، مضيفاَ، إن الضمان الوحيد للانسان الفلسطيني، هو ذاته.