الشعبية تحيي ذكرى انطلاقتها بمسيرة ومهرجان حاشد برام الله

حجم الخط

أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اليوم السبت الذكرى الـ47 لانطلاقتها، والذكرى وال27 لاندلاع الانتفاضة الكبرى بمهرجان جماهيري، نظمته في مدينة البيرة بالضفة الفلسطينية المحتلة، بحضور حشد كبير من قيادات وكوادر وأعضاء وأنصار الجبهة، وشخصيات وطنية واعتبارية ونسوية وشبابية وطلابية.

وقد سبق المهرجان المركزي مسيرة جماهيرية حاشدة، شارك فيها الآلاف، انطلقت ظهراً من أمام النادي الأرثوذكسي العربي برام الله، جابت شوارعها الرئيسية وصولاً إلى مكان المهرجان الذي ازدان بأعلام فلسطين، ورايات الجبهة، وصور الأمناء العامين للجبهة، وشهداء وأسرى الجبهة.

وأكدت القيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيقة خالدة جرار خلال كلمة الجبهة المركزية، أن إحياء الذكرى السابعة والأربعين لانطلاقة الجبهة والعمل الوطني المتصل، جاءت لاستلهام دروس الربط بين الوطني والقومي والأممي، وبين التحرر الوطني والديمقراطي والاجتماعي، والانشداد إلى التناقض الأساس مع العدو، وإلى عدم تغليب الخلاف على الوحدة، وإلى التركيز على تنظيم وتأطير وتعبئة الجماهير الشعبية قاطرة التغيير وصانعة الانتصارات، والقول الفصل في قضايا الخلاف الداخلي.

وقالت جرار: " إننا أمام مناسبتين عبرتا عن مرحلتين فاصلتين في تاريخ الصراع المفتوح والشامل مع العدو الصهيوني وحلفائه الامبرياليين، إنها مرحلة انطلاق فصائل العمل الفدائي الشعبي المسلح في الثورة الفلسطينية المعاصرة، ومرحلة تغلغل الثورة، وعياً وممارسة وتنظيماً في أوساط الشعب من أقصاه إلى أقصاه، حيث أطلق انتفاضة شعبية عارمة امتدت لسنوات، وأذهبت العالم وحازت تضامنه، وأربكت العدو، وتفوقت عليه سياسياً ومعنوياً وأخلاقياً".

وأضافت جرار " تحل ذكرى الانتفاضة الشعبية الكبرى، في لحظة نحتاج فيها إلى استلهام درس أنها حولت إمكانية طرد الاحتلال عن أراضينا إلى إمكانية واقعية، لولا ما كان من استثمار سياسي بائس لها في مدريد وأوسلو، حيث تم تقديم أوراق القوة الفلسطينية بصورة مجانية متسرعة، وأهمها وقف الانتفاضة، وإلغاء بنود الميثاق الوطني، والاعتراف بوجود الكيان الصهيوني وأمنه، وإحلال طاولة المفاوضات الثنائية برعاية الامبريالية الأمريكية مرجعية بديلة لقرارات الشرعية الدولية التي تكفل حقوق شعبنا في العودة وتقرير المصير وبناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس".

وتوجهت جرار بهذه  المناسبة بتحية الإجلال والإكبار لشهداء مسيرتنا الوطنية عبر قرن من الزمن، مستذكرة  الشهداء من القسام إلى آخر شهيد يسقط في المعركة المستمرة مع الاحتلال الصهيوني المجرم، وفي مقدمتهم المؤسس الحكيم، والشهيد أبو علي مصطفى، وجيفارا غزة، ووديع حداد، وكنفاني، وأبو ماهر اليماني، وشادية ابو غزال وقافلة طويلة من قادة مشروعنا الوطني، ياسر عرفات، أبو جهاد، دلال المغربي، الياسين، الشقافي، والقاسم، وشهداء الجبهة في العام 2014 أبطال الرد الشعبي في القدس غسان وعدي أبو جمل، والشهداء المقاتلين الأبطال محمود أسامة عباس وعبد الرحمن حدايد، ومعتز وشحة، وساجي درويش، وهاشم أبو ماريا، ومحمد جوابرة.

كما استذكرت جرار أسرانا البواسل في سجون العدو، وفي مقدمتهم الأمين العام للجبهة القائد الوطني الكبير الرفيق أحمد سعدات والرفاق عاهد وحمدي ومجدي وباسل والريماوي والأخ مروان البرغوثي ولينا الجربوني وحسن سلامة وكافة أسيراتنا وأسرانا.

واستذكرت أيضاً  عذابات اللجوء والمنافي والتشرد لستة ملايين ويزيد من ابناء شعبنا القابضين على حق عودتهم غير القابل للتصرف،  مؤكدة عهد الجبهة الثابت والمستمر أن تبقى الوفية لهم حتى إحقاق كامل حقوق شعبنا الوطنية والتاريخية.

وأضافت جرار:" نحيي انطلاق الجبهة وذكرى الانتفاضة الشعبية الكبرى، في لحظة تصاعد كفاح شعبنا ضد همجية وفاشية الاحتلال، التي تتعاظم وتشتد سياسياً وميدانياً، وتعّبر عن نفسها في القتل الممنهج، وحروب إبادة غزة، وتهويد القدس، وتكثيف الاستيطان والاعتقالات، وصولاً إلى إقرار حكومة الاحتلال لقانون يهودية الدولة والذي يستهدف إغلاق الباب على حق العودة".

وأشارت جرار أن الجبهة تحيي ذكرى الانطلاقة والانتفاضة في الوقت الذي نعيش مقدمات حالة مقاومة شعبية، تحاول الإفلات من كل القيود المفروضة عليها، ولا يعوز تطويرها سوى تشكيل قيادة وطنية موحدة، تدعم استعداد شعبنا للمقاومة بأشكالها وتضع حداً للعبة إدارة الانقسام بدل إنهائه وتؤسس للقطع مع خيار التفاوض العبثي المدمر بدل استمرار الدوران حوله.

ودعت جرار لإطلاق العنان لخيار الوحدة والمقاومة، وإنهاء حالة الانفصام بين الفعل الشعبي الواحد، والارتهان الرسمي للمفاوضات واستمرار الانقسام.

وفي هذا السياق قالت جرار" إنه الخيار القادر على مواجهة الفاشية الصهيونية  بآلتها العسكرية التي وقفت عاجزة أمام الصمود الأسطوري لقطاع غزة ومقاومته الباسلة، وتقف أيضاً عاجزة عن إخماد هبة القدس الشعبية المستمرة والمتصاعدة دفاعاً عن الأرض والمقدسات".

كما طالبت جرار بضرورة إعادة قطار المشروع الوطني إلى سكته الصحيحة من بوابة الانتظام الفوري لاجتماعات الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، المكلف بإعادة بنائها وتوحيدها على أسس وطنية وديمقراطية، بما يجعلها قادرة على إنهاء تعاقد أوسلو والتزاماته، وإعادة ملف القضية إلى هيئة الأمم والدعوة لمؤتمر دولي في إطارها لأجل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية لا التفاوض عليها.

وشددت جرار على أهمية تعزيز صمود شعبنا عبر تنمية مقاومة بديلة لاقتصاد السوق، مطالبة بوضع حد لكل مظاهر التخلف والارهاب الفكري، وعدم المساس بحرية الرأي والتعبير، وإغلاق ملف الاعتقال السياسي، وضمان حرية العمل النقابي، وضمان تطبيق الحد الأدنى للأجور، وضمان اجتماعي يحقق العدالة الاجتماعية، وتحرر المرأة ومساواتها ووقف العنف والظلم الواقع عليها، وتحرر العقل والفكر، وإطلاق طاقة الشباب الفلسطيني الواعد جيل التحرير القادم.

وختمت جرار كلمتها مخاطبة جماهير شعبنا: " بهذا نواجه الفاشية الصهيونية المتصاعدة، وندعم إرادة شعبنا في المقاومة لأجل الحرية والاستقلال والعودة، ونعالج مشاكل شعبنا وقضاياه في مخيمات الشتات، وفي إعادة بناء قطاع غزة، ونتصدى لهجمة الاستيطان والتهويد في الضفة وقلبها القدس، وندعم شعبنا في فلسطين المحتلة عام 48 في التصدي للهجمة العنصرية التي تستهدفهم وجوداً وحقوقاً وطنية.. عاشت فلسطين من نهرها إلى بحرها.. عاشت الجبهة الشعبية".

من جانبه، ألقى القيادي في حركة فتح محمود العالول كلمة القوى الوطنية والإسلامية أشاد فيها بالجبهة الشعبية، مشيراً أنها فصيل متميز في سياساته، وبذل كل الجهد والممكن من أجل الشعب  والوطن، ويمثل معارضة في النظام الفلسطيني، ويصّوب القضية نحو مسارها الصحيح.

واعتبر القيادي العالول، أن الجبهة ساهمت بشكل أساسي وفعال في مسيرة النضال الفلسطيني، وقدّمت عدداً كبيراً من التضحيات، من شهداء وجرحى وأسرى ومبعدين، خاصة من الصف الأول من قادتها، أمثال الدكتور المؤسس جورج حبش والشهيد القائد أبو علي مصطفى والأمين العام القائد أحمد سعدات، والذين شكلوا معالم طريق النضال.

وقال العالول: " إن الجبهة لا تخضع لإملاءات أحد، وتعتبر نفسها ملك نفسها وملك الشهداء والوطن، وكرست نفسها عبر تجربتها النضالية الطويلة من أجل استقلالية القرار الفلسطيني".

وطالب العالول بضرورة تعزيز الوحدة بين الفصائل في ظل الهجمة الشرسة يشنها الاحتلال والتي تستهدف غزة وأهلها الصامدين، ومقدسات وهوية مدينة القدس، مشدداً على ضرورة المضي قدماً نحو اعتراف العالم بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

من جانبها، ألقت الطفلة يرناء ساجد مليطات من بيت فوريك كلمة ذوي الشهداء والأسرى، هنأت فيها الجبهة بذكرى انطلاقتها، مشيدة بدورها على الصعيد الوطني والمجتمع.

كما استعرضت الطفلة عذابات الأسرى، وصمودهم داخل سجون الاحتلال في مواجهة الحملة الصهيونية الممنهجة ضدهم.

كما تحدثت عن وصية الشهداء بضرورة الاستمرار بالمقاومة حتى تحرير أرضنا من الاحتلال الصهيوني الغاصب.


100_3818
100_3817
100_3808
100_3807
100_3805
100_3806