الشعبية تحيي ذكرى انطلاقتها في الجزائر

حجم الخط

                                                

 

أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، السبت الماضي، ذكرى مرور 47 عاما على انطلاقتها المتزامنة مع مرور سبعة وعشرين عاما على اندلاع الانتفاضة الشعبية الكبرى في عام 1987، بحضور حشد من أبناء الجالية الفلسطينية وممثلي الفصائل الوطنية،ومندوبي عدد من الأحزاب الجزائرية، وعدد كبير من رجال الإعلام، والأكاديميين من أساتذة الجامعة الجزائرية، كان ذلك في صالة منظمة الشبيبة الفلسطينية بمكتب الجبهة الشعبية بالجزائر، وتداول على الكلمات كل من: الرفيق صلاح محمد ممثل الجبهة الشعبية لحرير فلسطين، وكلمة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وكلمة الرفيق يوسف عضو المكتب السياسي لحزب العمال وعضو برلماني، ثم توالت المداخلات لعدد من الدكاترة الجامعيين.

في كلمته أشار الرفيق صلاح محمد إلى المفاصل التالية، وذلك بعد توجيه التحية لروح شهداء الجبهة الشعبية والمقاومة، مسجلا التقدير والتضامن مع أسرانا وأسيراتنا وفي مقدمتهم القائد الأمين العام لحزبنا أحمد سعدات.

 وأكد الرفيق محمد بأننا نمر بوضع انعطافي كوضع فلسطيني ووضع عربي، فإما أن نخرج نهائيا من دائرة المراوحة حول المفاوضات وبالتالي رفض كافة أشكال الضغوطات الأمريكية الغربية التي حاول استيعاب أو إجهاض الموقف الفلسطيني في حركته السياسية داخل الأمم المتحدة، بالتالي العودة للمربع الأول.

وأضاف بأن الوقائع تضعنا أمام خيارين: الأول خوض معركة التحدي برفض كافة الضغوطات والتمترس وراء الحقوق الوطنية الفلسطينية والتمسك النهائي بموقف الإجماع الوطني، وهذا الموقف يتطلب تحشيد القوى ووحيد الموقف الوطني لمواجهة المخطط الأمريكي الصهيوني، في حلته الجديدة، وهنا لا ندعو للقفز في المجهول، بل إلى تفعيل الآراء السياسية الوطنية، والاستفادة من التجربة المماثلة أمامنا يوميا سواء في التعامل بين السلطة ودولة الاحتلال، أو مع السياسة الأمريكية اتجاه الحد الأدنى من حقوق شعبنا.. والخيار الثاني: يتمثل بالركوع للضغوطات الأمريكية الغربية والصهيونية، وعليه تجرى الموافقة المموهة على مقترحات الإجهاض، هنا سوف تحل الكارثة على الداخل الوطني الفلسطيني.

واعتبر أن ما حققه صمود شعبنا في مواجهة العدوان الصهيوني الأخير وما سطرته المقاومة الفلسطينية من إنجازات سياسية في الحقل الدولي، وفي الأمم المتحدة، لا يجوز الاتكاء عليها من أجل تقديم تنازلات أخرى، مؤكداً أن المخرج يكون في الالتزام بوحدة الموقف والتمسك بما تبقى من حقوق وطنية، وفي مطلعها حق  العودة وفقا للقرار الأممي رقم 194، حيث تحاول الحكومة الصهيونية بالتعاون الوطيد مع الإدارة الأمريكية شطبه نهائيا عبر إقرارها لقانون يهودية الدولة.

وقال محمد " كلما اشتدت المواجهة مع الاحتلال وتزايد قمعه وتعسفه، كلما تجددت وتطورت لدى شعبنا الأشكال النضالية وأدواتها، رأينا الأسلوب النضالي المتاح لأهلنا في القدس للدفاع عن النفس وعن المقدسات الإسلامية المسيحية، وقبلها رأينا كيف أحيا شباب المخيمات الفلطسينية في كل من جنوب لبنان ودمشق ذكرى النكبة مع بداية التآمر على سوريا، حيث تحرك المئات منهم إلى حدود فلسطين الشمالية والى الجولان واشتبكوا مع جنود الاحتلال بصدور عارية حيث تفاجئ الصهاينة بهذا الشكل من المواجهة، التي من خلالها تمكن بعض الشباب من الوصول إلى مدينة القدس، وكشف جند العدو عن فاشيتهم ودمويتهم بقتل ما يقارب من ثلاثين شابا فلسطينيا" .

واضاف محمد بأن تجربة الصمود في غزة وبسالة المقاومة، قد أفشلت الأسباب السياسية للعدو من هذه الحملة التدميرية الممنهجة، بالتالي أسقطت المقاومة بفعلها الميداني وصمود حاضنتها الجماهيرية المقولة الصهيونية المتكررة كعنوان لأكثر من عدوان على قطاع غزة وهي: كي الوعي الوطني الفلسطيني والعربي التي تهدف إلى فرض رفع الراية البيضاء، لترتد هذه المقولة على أصحابها، حيث ساهمت المقاومة بشكل فعال في ضرب هيبة الجيش الذي لا يقهر، وفرضت عليه التراجع، ولازالت دولة الاحتلال تعيش منظومة من التعارضات الداخلية في الاتجاهات المختلفة كتداعيات لذلك الصمود وللمقاومة.

وتابع محمد قائلاً: " إننا معنيون كوطنيين وكقضية وطنية تحررية بالمشاهد الدرامية التي تعيشها منطقتنا العربية وتحديدا ي عدد من دولها الوطنية: سوريا، العراق، ليبيا، اليمن..إنه فصل جديد من المخطط الأمريكي الغربي الذي ينطلق في تعامله مع بلادنا في بعض الثوابت الاستراتيجية وفي مقدمتها تحقيق هدفين: الأول: الإمساك بكامل ملف البترول إنتاجا وتسويقا، وصل ذروته في هذه الفترة، لأن الإدارة الأمريكية كانت قد فكت الارتباط بين الدولار والذهب  فاعتمدت البترول كغطاء لهيمنة الدولار الأمريكي على التجارة العالمية والمبادلات التجارية..وثانيا: حماية وتثبيت الكيان الصهيوني بكل الوسائل المعروفة، ومن ثم إنهاء أو تفريغ الدول المحيطة بفلسطين المحتلة من قوى وعوامل المقاومة والممانعة على الصعيدين الشعبي والرسمي، رافق ذلك تزايد ارتباط الدول الخليجية واعتمادها على الحماية الأمريكية الغربية وكل شيء بثمنه".

وأكد أن من  يتابع أهداف الحرب الأمريكية على المجموعات الدموية المسلحة، يلاحظ الإمعان والتوسع في تدمير البنية التحتية للدولة السورية، ولدولة العراق أي تدمير الإنجازات التاريخية لشعوبنا.

 وأضاف بأن الحملة ضد داعش الدموية التي انطلقت بالحلف العسكري الذي أقره اجتماع جدة ليوم 11-09-2014 والذي أشرف عليه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري معه، ترافقت مع تعويم سوق النفط بالتالي وادى لتدهور سعر البرميل إلى أدنى مستوى بهدف إلحاق الضرر بكل من إيران وروسيا ومحاولة الضغط بهذا الشكل الجديد على بعض الدول لاستدراجها إلى مربع السياسية الأمريكية ومخططها لمنطقتنا العربية.

واوضح محمد بأنه على الرغم من كل ما حققه المخطط الأمريكي بمساعدة السعودية وغيرها، إلا أن شعوبنا لن تركع أمامها، وستبقى هذه الأراضي عربية ولن يصار إلى تسييجها بالمخططات الأمريكية إلى الأبد.

ومن وحي المناسبة أكد المتحدثون على: أهمية الوحدة الوطنية على قاعدة سياسية، المقاومة بكل أشكالها.. دعم صمود شعبنا.. والإصلاح الديمقراطي للمؤسسة الفلسطينية.