الطناني: استمرار انتفاضة الشباب أسقطت كل المراهنين على إجهاضها وغزة جزء أساسي منها

حجم الخط

أكد مسئول جبهة العمل الطلابي في جامعات قطاع غزة أحمد الطناني أن استمرار انتفاضة الشباب الفلسطيني وتقديمهم التضحيات أسقطت كل المراهنين على إجهاضها، أو اعتبارها هبة شعبية عابرة، أو المراهنة على تقسيم شعبنا وعزله عن بعضه البعض، وأثبتت مدى تلاحم شعبنا الفلسطيني.

وقال الطناني خلال لقاء مطول على فضائية القدس بعنوان " جبهة العمل الطلابي في القطاع ومشاركتها الفاعلة في الانتفاضة" " أن الشباب الفلسطيني أثبتوا خلال الانتفاضة أنهم شباب منتفض بكل معنى الكلمة، ويعرفوا ماذا يريدون، وأكدوا مدى التكامل في المشهد الوطني الفلسطيني، فالخليل تنتفض وتقدّم الشهيد تلو الشهيد بينما تحاصر القدس، ورام الله تنتفض وتقدم التضحيات، وغزة في يوم واحد قدّمت 7 شهداء، وحين كان البعض يراهن على أن الانتفاضة قد انطفأت كان نشأت ملحم يؤكد أنها موجودة  ونبضها قوي وبكافة الأشكال وفي مقدمتها الكفاح المسلح".

وشدد الطناني على أن جبهة العمل الطلابي التقدمية ستواصل جهودها من أجل ان تستمر الحركة الطلابية بهذه الروحية الوطنية الداعمة للانتفاضة من أجل تصعيدها وتنظيمها على امتداد الوطن كله.

واستنكر الطناني بشدة قيام الأجهزة الأمنية في رام الله بمنع المتظاهرين الشباب وخصوصاً الحركة الطلابية من الوصول إلى حاجز بيت إيل للاشتباك مع الاحتلال، مشدداً على أن كل هذه الممارسات لن تفلح بإطفاء شعلة الانتفاضة، أو أن توقف المخزون الهائل لدى هذا الشاب المنتفض، والذي يبتدع يوماً بعد يوم أساليب نضالية جديدة".

وحول أبرز التحركات الفاعلة التي نظمتها جبهة العمل الطلابي التقدمية دعماً للانتفاضة، قال الطناني: " منذ اندلاع الانتفاضة، دعونا في جبهة العمل بشكل واضح لأن تكون الحركة الطلابية بطليعة النضال الوطني الفلسطيني والانتفاضة، وأعلنا عن جدول فعاليات مترابطة في غزة والضفة وبالجامعات، كان غالبيتها التجمع داخل الجامعات، ونقاط التماس للاشتباك مع الاحتلال".

واستدرك الطناني: " هل رأيتم جميعاً كيف أخذت الحركة الطلابية دورها الطبيعي في الانتفاضة، وفي جامعات الوطن في بيرزيت، وجامعة فلسطين الأهلية، والقدس أبوديس وغيرها من الجامعات، نستذكر في هذا الصدد الشهيد البطل مهند الحلبي مفجر الانتفاضة الفلسطينية وهو ابن الحركة الطلابية، وأيضاً مجموعة من رفاقنا الطلبة مثل الشهيد إيهاب حنني الطالب في جامعة النجاح، والشهيد مالك شاهين الطالب في فلسطين الأهلية".

وأضاف الطناني " بأن جبهة العمل نفذت العديد من الفعاليات داخل القطاع هدفها تحشيدي بالدرجة الأولى، مثل إقامة جداريات لتخليد شهداء الانتفاضة في شارع الجامعات الرئيسي، وتعمل جبهة العمل الآن نعمل الآن على تنفيذ معرض لصور الانتفاضة وربطها بانتفاضة الحجارة والأسرى حتى يترابط مشهد النضال الفلسطيني، بالإضافة إلى تنظيم فعالية (لكل شهيد حياة) للتأكيد على أن الشهداء ليسوا أرقام".

 

وفي معرض استعراضه للعنوان الذي حملته الفعاليات وهو " انتفاضة شهداء القدس"، أكد الطناني أن هذا الشعار في ظل استمرار هذه الانتفاضة هي ميزة تخص الشباب والطلاب بالدرجة الأساسية، فهذه الانتفاضة شبابية بغالبيتها، والشهداء هم النموذج الذي يجب أن يحتذي به كل الشباب الفلسطيني.

وتابع الطناني: " من أجل ذلك كان توجهنا للعديد من الطلاب عبر إقامة ندوات أو من خلال التفاعل المباشر عبر مسابقات ميدانية، وتوجيه رسائل على خارطة فلسطين كل فلسطين دون الفصل ما بين الضفة أو غزة أو أراضينا المحتلة عام 48 حتى تكون فلسطين راسخة في كافة عقول شبابنا، فبهذا الشكل أكد شباب قطاع غزة على ذلك من خلال توجههم لمواقع التماس، وهو ما أكده الشهيد البطل نشأت ملحم، وأكده من قبله الشهيد البطل مهند العقبي وهو أن شعبنا شعب واحد لا يمكن أن يجزأ، وهذه الانتفاضة انتفاضة كل الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده".

وحول آلية التنسيق بين كافة الطلاب والأطر الطلابية في خدمة فعاليات الانتفاضة ودعمها، أكد الطناني بأن هناك لجنة تنسيقية تجمع الأطر الطلابية في القطاع تحت اسم سكرتاريا الأطر الطلابية، وفي جامعات الضفة هناك لكل جامعة هيئة جامعة لكل الأطر الطلابية، ومن خلال هذه الأطر يتم تنظيم الفعاليات المشتركة في القطاع والضفة.

وأضاف الطناني بأن الأطر الطلابية في القطاع نظمت وقفة تضامنية على مفترق الجامعات الرئيسي وعقدت خلاله مؤتمراً صحافياً، وفي الضفة هناك مشاركة متواصلة في كل أيام الغضب خصوصاً أيام الثلاثاء، وتجمعات داخل الجامعات للحركة الطلابية خاصة في بيرزيت والتي تنطلق بعد ذلك وتتوجه لمناطق التماس، كما تم توزيع في جامعات الضفة كتيبات توعوية تجاه الوضع الأمني، وكيفية التصرف في التحقيق، وكيف تحمي نفسك من الاعتقال والمستعربين، كل ذلك يأتي في سياق دعم الانتفاضة، وإشعال نقاط التماس مع الاحتلال".

ولفت الطناني بأن جبهة العمل الطلابي نظمت أيضاً مسيرة تجاه معبر بيت حانون "إيريز" واشتبكت مع الاحتلال، وتعرض فيها الرفاق الشباب والطلبة لإطلاق نار كثيف وللغاز المسيل للدموع، وقد أصيب العشرات منهم، مشدداً على أن ذلك كله يهون في سبيل استمرارية واشتعال الانتفاضة حتى التحرير من هذا الاحتلال، وإعطاء مثال لكل شعوب العالم أن قضيتنا الفلسطينية حية لا يمكن أن تموت.

وحول مشاركة الشباب في الثانويات والمدارس في فعاليات الانتفاضة، أكاد الطناني أن هذه الشريحة جزء أساسي من حراك الانتفاضة لا يمكن أن يغفلها أحد، وقد قدّمت عشرات الشهداء خلال هذه الانتفاضة، ومنهم الاستشهاديين منفذين عمليات الطعن البطولية، وأيضاً قدّمت الشهداء والجرحى على مواقع التماس.

وشدد  الطناني على أن هؤلاء الشباب أسقطوا كل الحلول الاستسلامية، وأثبتوا بأن هناك جيل جديد لا يقبل بالاحتلال، ومصمم على أن يكون في الطليعة وجزء من مشروع المقاومة والتحرير.

وحول الإصابات التي تعرض لها الرفاق في جبهة العمل خلال هذه الانتفاضة، أكد الطناني بأن جبهة العمل قدّمت عدد لا بأس به من المصابين، جزء منهم مسئولين لجبهة العمل في الجامعات، مشيراً أنهم يتعاطون مع هذه الإصابات كشهادة فخر وأوسمة على صدورهم، ولم يبخلوا بدمائهم وإصاباتهم من أجل القضية، ووجود تنافس بينهم على أن يكون في طليعة التصدي للاحتلال، وهذا يعكس مدى حالة الوعي الموجودة عند رفاقنا وغيرهم من الشباب الفلسطيني، ومدى الثقافة الوطنية ومدى التضحوية العالية لديهم.

وأوضح الطناني بأن الشباب الفلسطيني في غزة يؤكدون بأن دمائهم تفني في سبيل فلسطين باعتبارهم جزء من الشعب الفلسطيني، والتأكيد على أن غزة لا تتضامن مع أخوتنا في الضفة، بل هي جزء أساسي من الانتفاضة والنضال الوطني.

ووجه الطناني في ختام مقابلته رسالة لجماهير شعبنا دعا خلالها لضرورة التعاطي مع الهاشتاغ المنتشر على مواقع التماس تحت عنوان " #الانتفاضة_مستمرة"، مؤكداً على أنها مستمرة بعزيمة شبابنا وطلابنا وكافة مكونات شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، معرباً عن ثقته بهم بأن يكونوا الأوفى لدماء الشهداء الذين قضوا على مذبح الحرية، ورووا بدمائهم الطاهرة ثرى هذه الأرض، وسيكونوا المنارة التي تنير لنا الطريق تجاه تحرير هذا الوطن، مجدداً تأكيده أن كل محاولات التآمر على الانتفاضة ستسقط، ولن تنجح في إيقاف المقاومة، فالانتفاضة مستمرة حتى التحرير.