الأنفاق... خطر استراتيجي

حجم الخط

في خطوة مدروسة من حيث التوقيت، نشّر "الجيش الإسرائيلي" تحقيقه الخاص حول الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، والتي أطلق عليها "الجرف الصامد"، ذلك أنه من المتوقع أن يصدر "مراقب الدولة" تقريره الخاص حول هذه الحرب، ومما تسرب إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن تقرير المراقب، يسجل إخفاقات خطيرة بشأن طريقة اتخاذ القرارات من قبل القيادة السياسية في الدولة العبرية والتي يتحمل مسؤوليتها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

مع ذلك فإنّ كان تحقيق "الجيش الإسرائيلي"، استبق تقرير مراقب الدولة بالاعتراف ببعض الإخفاقات الخطيرة، خاصة تلك المتعلقة بالأنفاق الهجومية، يشير التقرير إلى أن قادة الجيش وضباطه كانوا يعرفون بشأن الإتفاق، إلاّ أنها ظلت لغزاً مجهولاً بالنسبة لهم، وبينما كان من أهداف تلك الحرب المعلنة القضاء على الأنفاق وإغلاق هذا الملف، إلاّ أن أحداً من الجيش، سواء جهات التخطيط والعمليات، اهتم بهذا الأمر.

في استبيان تم توزيعه على 30 ضابطاً اسرائيلياً شاركوا في الحرب الأخيرة على غزة لأغراض التحقيق الذي أجراه الجيش الإسرائيلي، تبين أن هناك سلسلة من الإخفاقات المتلاحقة تتعلق بمدى اخفاقات الجيش الإسرائيلي في الاستعداد لهذه الحرب، الأمر الذي أدى إلى فشل هذه الحرب في إنهاء ملفات الأنفاق.

في مقابلة أجرتها صحيفة "إسرائيل اليوم" مع الجنرال نيشان الون رئيس قسم العمليات في الجيش الإسرائيلي، اعتبر أن الأنفاق في الأصل تهديداً تكتيكياً، إلاّ أنّها تحولت إلى تهديد استراتيجي، ومع أن الجنرال يشير في موقع آخر من المقابلة، يقول أنه من أجل الانتصار في غزة لا يجب تدمير قوة العدو بالكامل، بل منعه من العمل بشكل ناجع، إلاّ أنه لم يشير إلى الطريقة التي يمكن التعامل مع ملف الأنفاق الذي بات ملفاً استراتيجياً.

والملاحظ في هذا السياق، ان الدولة العبرية لا تتردد في الوقوف على أداء جيشها وقرارات ساستها، وتشكل لجان التحقيق من أجل أخذ العبر والدروس، هذا من ناحية، كما يلاحظ هنا، أن "الجيش الإسرائيلي" على الرغم من كل قدراته، إلاّ أنه عرضة للاختراق والفشل، وهو ما يجب أن يعمل عليه المقاوم الفلسطيني دائما وأبداً!