بيان صادر عن اللجنة الوطنية الأردنية لمئوية وعد بلفور 35 عاماً على مجزرة صبرا و شاتيلا

حجم الخط

في مثل هذا اليوم نستذكر الاف الشهداء الذين سقطوا في مجزرة صبرا  وشاتيلا التي حدثت في 16 ايلول عام 1982، هذه المجزرة التي يندى لها جبين الإنسانية، ففي ذروة الحرب العدوانية التي شنها جيش الاحتلال الصهيوني بقيادة الارهابي (شارون) بدعم من الإدارة الأمريكية ورئيسها (ريغان)، أقدمت قوات الكتائب اللبنانية الانعزالية معززة بجيش الاحتلال الصهيوني وتحت إشرافه على اقتراف تلك المجزرة، التي تعتبر واحدة من سلسلة طويلة ومتصلة من المجازر المفتوحة ضد شعبنا الفلسطيني، فعلى امتداد ثلاثة ايام كاملة لم تتوقف فيها عمليات القتل والذبح بدم بارد لجميع سكان المخيم من الطفل الى الفتاة الى الشيخ والى الشباب والنساء، لم يعتقوا فيها لا رضيعاً ولا طفلاً ولا شيخاً ولا شابا فالجميع وضع تحت الذبح في عملية إبادة جماعية لسكان المخيم.

اليوم ونحن نستذكر الشهداء الأبرار

فإننا نوجه رسالة واحدة للعدو:

لن ننسى، ولن تمحى من ذاكرتنا الجمعية ومن وجدان شعبنا جرائمكم، فهي أدلة دامغة على الهمجية الصهيونية حيث لم يشهد العالم مثل هذه الجريمة في القرون الوسطى، فهي ليست حادثا عابرا، وليست تفصيلا في الحرب الأهلية، بل هي جريمة نكراء أساسها العقلية الإجرامية التاريخية لكيان العدو الصهيوني

والتي تشربها عملاءه في بلادنا، المنطلقين من غرائز مسعورة، والغارقين في أحقاد العمالة الى أذنيهم.

إن هذه المجزرة كانت النتيجة الاولى للتطبيق المشبوه لفكرة نزع سلاح المقاومة،  وهي الدليل على ان دفن الرأس بالرمال والتوهم أن العدو لا مطامع له في لبنان، أو في تصفية مخيمات اللاجئين، هو مجرد وهم، فهذا العدو المغتصب الذي استمد مبرر وجوده استناداً لوعد بلفور المشؤوم الذي أسس لقيام هذا الكيان الغاصب كقاعدة متقدمة لبريطانيا والغرب الاستعماري ويمثل أداة وظيفية للتحالف الأمريكي الصهيوني في سبيل إعاقة الوحدة والنهوض والتقدم لأمتنا العربية،  وهو قائم على الاغتصاب والنهب والقوة الغاشمة، هذ العدو الذي لم يتوقف عن ارتكاب المجازر في بلادنا من دير ياسين الى كفر قاسم الى الى الطنطورة والدوايمة الى غزة الى مخيم جنين وغيرها الكثير الكثير.

وهنا نتسائل :

 كم يحتاج هذا العالم الأعمى من المجازر والدماء كي يصحو له ضمير وكم يحتاج أيضا من التأمل الأجوف ليرى أن هذا الكيان اللقيط خارج عن عالم الانسانية، ولا ينتمي الا الى عصور الظلام والأحقاد البدائية. لذا فان مثل هكذا عدو لا ينفع معه الا لغة القوة المؤيدة بصحة الانتماء والالتزام، فالقوة هي القول الفصل في إثبات الحق القومي أو نكرانه.

إن عهدنا للشهداء هو الاستمرار في طريق الكفاح  والجهاد لتحرير فلسطين كل فلسطين لأن لغة المفاوضات أثبتت عقمها وفشلها، وإن عهدنا للشهداء أيضاً  القصاص من هذا العدو وأعوانه، فلن يضيع حق وراءه مطالب.