ما تحتاجه الهبة الشعبية من السلطة الوطنية والفصائل

حجم الخط
 

تستمر الهبة الشعبية في الضفة الغربية المحتلة ضد الكيان الصهيوني بعد قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان وتشترك في فعاليتها كل جموع الشعب خاصة الشبان الذين تكلفهم أعمالهم الفدائية البطولية حياتهم على طريق الشهادة وكذلك الأطفال الذي تأسرهم قوات الاحتلال وتاتي عهد التميمي رمزا حيا لنضال الطفولة في مواجهة قسوة جنود الاحتلال الفاشية التي أهدرت كل القيم الإنسانية وما تحتاجه هذه الهبة الشعبية بعد أن تفاعل معها فلسطينيو الداخل وكذلك قطاع غزة الذي سقط منهم الشهداء في مواجهات على الحدود الشرقية للقطاع مع الكيان تأكيدا منهم على وحدة النضال الفلسطيني رغم الانقسام السياسي ورغم الفاصل الجغرافي ..ما تتطلبه هذه الهبة الشعبية هو اعتماد استراتيجية وطنية جديدة تقوم على إلغاء اتفاقية اوسلو الذي ثبت عبر المفاوضات الطويلة المملة عدم صلاحيتها كنهج تسووي على تلبية الحقوق الوطنية المشروعة كقضيتي القدس واللاجئين مما يعني إلغاء التنسيق الأمني الذي يتخذ منه جيش الاحتلال كضمانه أمنية في مواجهة أعمال المقاومة وكذلك تفعيلها من قبل الفصائل الفلسطينية التي لم يظهر تاثيرها الفاعل حتى اليوم في العمل الميداني للهبة الشعبية تاركة مبادرات الشباب الفردية الذي هم في عقد العشرينات وقودا للهبة وكأنها بذلك تريد أن تكرر ما حدث في ثورات ما يسمى بالربيع العربي حيث انطلقت الاحتجاجات الأولى لهذه الثورات من الشباب ومن جموع الشعب ثم اقتطفت ثمارها القوي السياسية على مختلف تلاوينها خاصة قوى الإسلام السياسي مما أدى إلى إخفاقها وفتح المجال لصراع دموي على السلطة السياسية . . بعد قرار ترامب الذي جعل الولايات المتحدة لأول مرة شريكا مع الكيان الصهيوني في معاداة المشروع الوطني الفلسطيني بعد أن كانت لفترة طويلة منذ انعقاد مؤتمر مدريد للسلام تمارس دور الراعي لعملية السلام وبعد دخول المشروع الصهيوني العنصري في طور سياسي جديد معلن دون خفاء من خلال حملة تهويد القدس وضم المستوطنات و أجزاء كبيرة من الضفة الغربية مما يعني إفشال مشروع حل الدولتين فإن الهبة الشعبية الحالية في الضفة الغربية المحتلة من الضروري أن تتصاعد والا تبقى على وضعها الحالي في أدواتها المتمثلة بعمليات الطعن بالسكاكين والذي يستغلها الإعلام الصهيوني في تسويق رؤية خبيثة تلصق فيها تهمة الإرهاب الداعشي باعتبار أن تنظيم داعش التكفيري الذي يحاربه العالم أجمع يستخدم السكين في عملية ذبح ضحاياه ..الظرف الدولي مناسب الآن لانتفاضة ثالثة وبافق سياسي جديد ينهي حالة المراهنة على تسوية سياسية مع حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة حيث وقوف اغلب دول العالم مع المشروع العربي الذي تم التصويت لصالحه في الجمعية العمومية للأمم المتحدة بعدم الموافقة على قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني مما يعيد الاهتمام بالقضية الفلسطينية كقضية وطنية عادلة بعد سنوات من التهميش الذي أصابها نتيجة للفوضى السياسية والأمنية التي ما زالت تشهدها بعض دول المنطقة بسبب انحراف ثورات ما سمي بالربيع العربي عن تحقيق أهدافها بالقضاء على أنظمة الاستبداد السياسي وتعميم الديموقراطية. .هكذا فالحاجة مناسبة إذن لانتهاز هذه المزاجية السياسية الدولية لتصعيد العمل النضالي الوطني حتى يواكب النجاح التي يحرزه العمل السياسي والدبلوماسي الفلسطيني.