أضواء على انتخابات مجلس طلبة جامعة بير زيت

حجم الخط
في العدد السابق كتبت مقالاً بعنوان "يا كل الوطنيين الديمقراطيين اتحدوا "، وأشرت فيه إلى ضرورة توحيد الأطر الديمقراطية والمهنية للتيار الوطني الديمقراطي، حيث لا خلاف بينها حول برامجها الديمقراطية والمهنية، وذلك حتى تستطيع الحصول على نتائج انتخابية مشرفة ومؤثرة في البرامج الوطنية والديمقراطية في المجتمع، كما أشرت في ذلك المقال إلى الفرق بين النتائج الانتخابية التي يمكن أن يحققها تيار ناشط يخوض نضالات وطنية وديمقراطية قبل الانتخابات وبين النتائج التي تحققها قوائم تتكون من أجل الانتخابات ، سرعان ما تشتت مكوناتها بعد الانتخابات. وحذرت في ذلك المقال من محاولة الاتفاق على قائمة موحدة على أبواب الانتخابات فكتبت " ماذا قالت التجربة السابقة ؟ ألم يكن الخلاف على الحجوم وعلى ترتيب القوائم هو المظهر السائد؟ وعليه فلا ضمانة لتشكيل قوائم موحدة تحت الضغط وفي الأيام الأخيرة ". في هذا المقال نلقي بعض الأضواء على انتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت التي تمت يوم الرابع من نيسان. ما قبل الانتخابات أولا: جاءت الانتخابات دون أن يكون للتيار الوطني الديمقراطي أية تشكيلات أو أية أنشطة موحدة يلتف الطلبة حولها. ثانياً: جاءت الانتخابات لتبدأ الخلافات كالعادة بين مكونات التيار الديمقراطي على حجوم أطرافه، وترتيبها في القائمة الموحدة المقترحة. ثالثاً: أمام العديد من المحاولات للوصول الى قائمة موحدة، قدمت كتلة القطب الديمقراطي ورقة مكتوبة لكتلتي " الوحدة الطلابية وكتلة اتحاد الطلبة " تقترح خيارين لتشكيل القائمة الموحدة : 1 - اعتماد الانتخابات التمهيدية ، حيث يشارك أنصار الكتل الثلاثة في انتخابات مسبقة، وتتشكل القائمة الموحدة على أساس نتائج هذه الانتخابات . 2 – اعتماد نتائج انتخابات مجلس الطلبة في العام السابق مقياساً لتشكيل القائمة في العام الحالي – هذا الخيار اقترحته كتلتي الوحدة والاتحاد قبل انتخابات العام السابق عندما جرى الاختلاف على تشكيل تلك القائمة - للأسف تم التراجع عنه هذا العام. رفضت كتلتا الوحدة والاتحاد الصيغتين أعلاه ولم يقدما سوى صيغ شفوية تهدف في مجملها الى تقليل حجم كتلة القطب الديمقراطي ونفخ حجم الكتل الأخرى ، ليس ذلك فقط بل جرى الخلاف بين كتلتي الوحدة والاتحاد حول ترتيب الكتلة الثانية بعد كتلة القطب الديمقراطي. وعندما لم يتم الاتفاق على أية صيغة قدمت كتلة القطب الديمقراطي صيغة تحالف : 5 قطب ديمقراطي ، 1 وحدة طلابية ، 1 اتحاد الطلبة ، رفضتها كتلتا الوحدة الطلابية، واتحاد الطلبة. رابعاً: شاركت كتلة الوفاء الاسلامي بالانتخابات بعد مقاطعه لثلاث سنوات ، مما زاد عدد الطلبة الناخبين، وبالتالي زادت عدد الأصوات المطلوبة للحصول على مقعد في مجلس الطلبة؟ رابعاً: وضعت قائمة الشهيد ياسر عرفات كل امكانياتها المحلية (الجامعة) والسياسية (خارج الجامعة) لتحقيق الفوز على قاعدة أن هذه الانتخابات مؤشر سياسي على واقع الشارع الفلسطيني. قراءة في نتائج الانتخابات تنافست تسع كتل في الانتخابات للحصول على مقاعد مجلس الطلبة البالغ واحد وخمسون عضواً ، حيث حصدت كتلة الشهيد ياسر عرفات 2732 صوت ( 26 مقعد) ، وكتلة الوفاء الإسلامي على 2006 أصوات ( 19مقعد)، وكتلة القطب الطلابي الديمقراطي 598 صوتا ( 5 مقاعد)، وكتلة فلسطين للجميع على 134صوتا ( مقعد واحد)، ولم تحقق الكتل الخمسة الأخرى نسبة الحسم لتدخل مجلس اتحاد الطلبة حيث حصلت كتلة المبادرة الطلابية على 101 صوتا ، الوحدة الطلابية 70 صوتا، اتحاد الطلبة 55 صوت ، الاستقلال 37 صوت ، القومي 27 صوتا. -1 مقاطعة الكتلة الإسلامية لثلاث سنوات أضعف وضعها داخل الجامعة. -2 الاعتقالات الإسرائيلية لكوادر من الكتلة الإسلامية وكتلة القطب الديمقراطي افقدها عدد من كادرها الطلابي الناشط. -3 تشتت الصوت الانتخابي لمكونات التيار الديمقراطي ادى الى تراجع حجمه الانتخابي. -4 حصول كتلة الشهيد ياسر عرفات على 26 مقعدا من أصل 51 يعطيها الحق في تشكيل مجلس اتحاد الطلبة وحدها وبدون أية تحالفات ، مما يضعف الحالة الديمقراطية في مجلس الطلبة. ماذا بعد الانتخابات أما وقد حدث ما حدث فالمطلوب صرخة أعلى " يا كل الوطنيين الديمقراطيين اتحدوا ،" مطلوب صرخة الى المرجعيات السياسية لكتلتي الوحدة والاتحاد ليدققوا في حجومهم، وليتواضعوا في مطالبهم ، فالأرقام عنيدة، والحقيقة عنيدة، ولنتجنب تكرار ما حدث، تعالوا نستفيد من جامعة بيرزيت في الانتخابات القادمة للجامعات الفلسطينية ، وتعالوا نعلن تشكيل اللجان المشتركة في الجامعات، ونضع البرامج المشتركة، ونمارس الأنشطة المشتركة، تعالوا الى الانتخابات القادمة بقائمة موحدة، باسم واحد، ممثلين للقائمة والبرنامج وليس للكتل، تعالوا بالاتفاق ان أمكن وبانتخابات تمهيدية إن لم يكن ممكناً، معاً إلى استخراج دروس هذه التجربة، ولنبتعد عن التبرير، وتحميل المسئولية للاخر. __________________________ مقال خاص لمجلة الهدف - العدد 1449 - نيسان/ابريل 2012