رسالة في بريد ناجي العلي

حجم الخط
رفيقي ناجي تحية وطن وبعد... تحية إلى روحك النائمة الهادئة وتشعل ثورة فينا... لا تسألني كيف نحن ...؟ فأنت تعرف عنا أكثر منا... ولن أسألك من قتلك....؟ ومن اغتال القلم فيك...؟ فنحن نعرف كما انت تعرف تماماً من قتلك... ذاك الجبان الذي اختارك غدراً وانسحب من موقع الجريمة تاركاً ورائه بصماته التي نعرفها جيداً...أنت رسمته ألف مره و بصق عليه ابنك الجميل حنظلة ألف مرة.... انه هو نفسه من هددك ومن وقف في طريقك ألف مره... ولن أسألك لم قتلك...؟ فنحن نعرف لم قتلك...فأنت قتلته ألف مره لكن ليس غدراً كما اختار قتلك... نعرف ايضاً أن من قتلك أراد أن يقتل حنظله...أراد أن يدفن معك هذا الطفل الثائر الذي تعلم منك الصراخ في زمن الصمت ...والصمت حين يصبح الصمت رصاصاً... اطمئن يا ناجي فطفلك حنظلة كبر كثيرا وما زال طفلاً يلاحق الاحتلال على الحواجز ويقف أمام آلاته العسكرية الضخمة بجسده الصغير ...يحمل حجارة اثقل منه ويرجمها على الاحتلال...انه هناك في ازقة المخيم ما زال يرسم فلسطين على جدرانه الضيقه...وما زال يردد لا لكاتم الصوت... أرادوا يا ناجي قتل حنظلة معك...لأنه فضحهم وعراهم وبال على قدسيتهم المزيفة... لأنه قال لهم بصوتٍ عالٍ انكم باعة وطن وأنكم تركعون لأمريكا... اطمئن يا ناجي فابنك الصغير حنظلة ... مثلك أنت... لا يسكت أبداً ولا يهدأ ...وما زال يرفع علم فلسطين ...ويرفض أن يرفع سواه... لقد لعن طرفي الانقسام وبال عليهم.... ولعن من سار في طريق التنازل وبال عليه.... ما زال وفياً للبنان وفي مخيماته يحارب ويصمد وفي معاركه التي يرتكبها الجيش اللبناني بحقهم بالوكالة... وفي سوريا ما زال وفياً للعروبة ويلعن كل يوم باعة النفط وأشباه الرجال.... ما زال يصرخ أن العروبة لا تهان وان الرجولة لا تزيف وان البطولة ان تصوب بندقيتك لصدر عدوك لا لصدر اخيك.... اطمئن يا ناجي .... فنحن سائرين وراء حنظله...ولن نظل الدرب أبداً.... لقد نسيت أن أخبرك يا ناجي شيئاً كي تبتسم في قبرك.... لقد اركبوا حنظله سيارات فاخرة لا يركبها الفقراء ابدأ...أرى صورته على زجاج السيارات... إنها سيارات غالية جداً يا ناجي...من أين له أن يشتريها أو يركب بها...انه فقير ومنحاز للفقراء مثله...ولكن للحق يا ناجي لا يقبل أن يكون داخلها بل يلصقون الصورة على زجاج السيارات من الخارج... كنت فعلاً أظن أنه يركبها ... فاكتشفت مؤخراً أنه يلاحقهم عله يستطيع أن يسرق منهم كسرة خبز يهديها لصديقه الفقير الصغير في المخيم.... فلا تغضب منه... يا ناجي هل أنت مت فعلاً... هل رحلت عنا فعلاً... لا تقل نعم لأني أرى رسوماتك تحكي قصتنا كل يوم ... أنت لست بعيداً عنا كما يظنون... ناجي قم من نومك أعرفك كسولاً وتحب النوم ..انهض من فراشك واكتب لنا جملة أخرى تفضحهم و تفضح كذبهم ... هيا يا ناجي بلا كسل اصحو من هذا النوم الطويل فما زال حنظلة يبشرنا بعودتك كل يوم.