حزب الوحدة ينظم مهرجانًا جماهيريًا دعمًا للمقاومة وإحياءً لذكرى أبوعلي مصطفى

أقام حزب الوحدة الشعبية مهرجاناً جماهيرياً تحت شعار دعماً للمقاومة، وإحياءً للذكرى الحادية عشرة لاست
حجم الخط
أقام حزب الوحدة الشعبية مهرجاناً جماهيرياً تحت شعار دعماً للمقاومة، وإحياءً للذكرى الحادية عشرة لاستشهاد الرفيق ابو علي مصطفى الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، شارك فيه ممثلي الأحزاب القومية واليسارية، وشخصيات وطنية ونقابية، وعدد كبير من القطاع الشبابي والطلابي،وأصدقاء الحزب وأعضاءه وجمهور غفير من محبي الشهيد أبوعلي مصطفى وعدد كبير من المناضلين القدامي الذين عايشوا الشهيد أبو علي. وقد تحدث في هذا المهرجان كل من الرفيقة ليلى خالد، باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والرفيق فرج الطميزي، باسم لجنة التنسيق العليا لأحزاب المعارضة الوطنية، والدكتور أحمد العرموطي، باسم النقابات المهنية، والرفيق د. سعيد ذياب الأمين العام للحزب، فيما ألقى الشاعر الشاب رامي ياسين فقرة شعرية عن المناسبة. كلمة الرفيقة ليلى خالد: بإسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وقيادتها وأعضائها وبإسم الأمين العام للجبهة الرفيق القائد أحمد سعدات، أتوجه إليكم بتحية العودة والكفاح من أجل تحرير فلسطين.. كل فلسطين. مرت إحدى عشر سنة على استشهاد القائد والمعلم الشهيد أبو علي مصطفى.. ونحن نستذكر قائدنا الشهيد، فإننا نحيي في الذاكرة الثوابت والمبادئ والأهداف التي استشهد من أجلها أبو علي، هذه الثوابت والمبادئ التي عبث بها بعض من قيادات فلسطينية توهمت أنها بذلك تحصل على دولة وعلى قدس عاصمة لها، وها قد مرت السنون وما زال هذا الوهم السراب تلهث وراءه هذه القيادة معتمدين على كرم الإدارة الأمريكية وحسن نوايا القيادة الإسرائيلية. وقبل استشهاده وقف شهيدنا أبو علي مصطفى على جسر العبور إلى فلسطين يطلق صرخة مدوية ” عدنا لنقاوم على الثوابت لا نساوم “. وهو يدرك أن هذه الكلمات بل هذه الصرخة تلخص موقفاً سياسياً أعلنته الجبهة الشعبية منذ توقيع اتفاقات أوسلو. وعرف العدو أن الشهيد عاد لفلسطين ليقاوم فجند كل حقده لإسكات هذا الصوت كي لا يتحول إلى برنامج عمل وليس شعارات نتغنى بها، فراقب حركته منذ عاد لأرض الوطن، وتأكدوا أن قوله مقترن بعمل دؤوب جاد ومسؤول، وكما عادة عدونا حوّل حقده لصواريخ صناعة أمريكية أطلقها مباشرة عليه ليتحول إلى أشلاء، لكن هذه الأشاء وعلى رغم الخسارة الكبيرة قد تحولت بيد رفاقه إلى عزيمة أشد وإرادة لا تلين، فكانت مقولة الرفيق أحمد سعدات ” العين بالعين، والرأس بالرأس ” في مهرجان تأبين الشهيد أبو علي في رام الله وعلى رؤوس الأشهاد، فعلاً مدوياً أصاب العدو في الصميم، بتصفية الصهيوني رحبعام زئيفي، وكان ذلك بمثابة الرد الذي لا رد به غيره. هذه هي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فالقول دائماً مقترن بالممارسة ولا مساومة بين النظرية والتطبيق. أمام قامة كبيرة كما قامة الشهيد أبو علي وما مثله في مسيرته النضالية، فإننا نحني الرأس إجلالاً وإكباراً ونتمثل هذه المسيرة بكل تفاصيلها لتبقى منارة ليس لرفاقه فحسب، ولكن لكل جماهير شعبنا. فالثوابت والمبادئ التي استشهد من أجلها شهيدنا أبو علي ما زالت هي نفسها التي لا نحيد ولا نساوم عليها، وفي مقدمة هذه الثوابت إعلاء الوحدة الوطنية وتعزيزها بكل إمكانات القوة والصمود لتحقيق المشروع الوطني الذي قدم شعبنا من أجله آلاف الشهداء والجرحى والأسرى، مقترناً بالتمسك وممارسة كل أشكال المقاومة وفي مقدمتها الكفاح المسلح، هذا الشكل الذي تم استبداله بأشكال أخرى وأصبح وكأنه شكل لم يعد صالحاً في زمن التنازلات والانقسام. إنني ومن هذا المنبر أعلن أننا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ما زلنا نمسك براية الكفاح ولا نستبدل خطنا السياسي والعسكري بأشكال أخرى كالمفاوضات أو التهدئة في الزمن الذي يتمدد فيه العدو على الأرض ببناء مزيد من المستوطنات وتهويد القدس وحصار غزة وزج الآلاف من أبناء شعبنا في السجون. كما وأننا وفي طالع كل شمس، نؤكد وندعو ونعمل لإنهاء الانقسام الضار بمشروعنا الوطني، والذي نرى فيه ربحاً خالصاً لعدونا، والخاسر الأكبر هو شعبنا وأرضنا وقضيتنا. نحن لا ننحاز لأي طرف في هذا الانقسام، بل إننا نحذر من التمادي في إيجاد المبررات لعدم الالتزام بما توافق عليه الكل الوطني بوثائق وأهمها وثيقة الوفاق التي ابتدعها أسرانا البواسل لتكون القاعدة التي نبني عليها وحدتنا. إن حق الأسرى علينا أن نواصل نضالنا بوحدة حقيقية ديمقراطية وببرنامج مقاوم لتخليصهم من عذابات السجون. إن حق الشهداء علينا أن نكون أوفياء لدمائهم الطاهرة بأن نبقى على العهد الذي قطعناه سوياً قبل استشهادهم وأن نستمر بكفاحنا للوصول إلى أهدافنا. إن حق شعبنا علينا أن نعطي الأمل بأننا قادرون على تحقيق حلمنا بعودتنا لفلسطين، كل فلسطين، وذلك بتقوية عناصر القوة الكامنة في شعبنا، وبإجراء مراجعة لمسيرة شعبنا بحيث نعزز الإيجابي وننبذ السياسات التي أوصلتنا إلى وضع لا نحسد عليه. في ظل عاصفة الشعوب التي هبّت في أكثر من قطر عربي نتطلع بأمل أن تشكل ميادين للحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية لتتمتع بها الشعوب بعد ليالي الظلم والاستبداد التي امتدت لعقود مضت، إلا أن هذه الثورات لم تحقق كامل أهدافها، ونتطلع بأن تكون إحدى منجزاتها القادمة مزيداً من العون والدعم لنضال شعبنا، إذ لا يمكن للفلسطيني وحده حسم الصراع مع العدو الصهيوني المدعوم أمريكياً وتحقيق النصر عليه. فالبعد العربي للقضية الفلسطينية هو أحد العوامل الرئيسية للانتصار، وشهيدنا في كل المراحل كان يؤكد على هذا البعد بوصفه الحاضنة الرئيسية للمقاومة، ويترافق معه البعد الدولي الذي له دور مؤثر وفاعل في دعم كفاح شعبنا وتقدمه. إذن، إن إمكانات الانتصار ما زالت متوفرة، فلا حاجة للجلوس على طاولة مفاوضات عقيمة، ولا حاجة لانقسام فكلاهما عبثي وضار وعقيم، والتجربة أثبتت ذلك. إن أهم منجز لشعبنا منذ الثورة وحتى اللحظة هو الهوية الوطنية وممثلها الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية بميثاقها وبرنامجها. وهي ما التف حولها شعبنا واعترف بها المجتمع الدولي، هذا المنجز الهام تم تهميشه بعد اتفاقات أوسلو، والانقسام أضاف له تهميشاً على تهميش. إن واجبنا يحتم علينا العمل وبكل جدية ومسؤولية لاستعادة مكانة م.ت.ف بإعادة بنائها وتفعيل دورها على كل الصعد. فالمهام كبيرة وجسيمة ولكن شعبنا وجماهير أمتنا العربية ومعنا أحرار العالم هم بحجم هذه المهام وقادرين على المواجهة ولنا الشرف والفخر أن نكون رأس الحربة في التصدي لهذه المهام. وختاماً أخاطب شهيدنا أبو علي مصطفى بكلمات العهد: يا قائدنا.. يا شهيدنا.. نم قرير العين.. ما زلنا على العهد.. نردد كلماتك.. صرختك.. ونعمل على هديها.. نقاوم.. نقاوم.. على الثوابت لا نساوم. كلمة الرفيق فرج الطميزي: انه ليوم اعتزاز وافتخار أن أقف أمامكم وباسم احزاب المعارضة الوطنية الأردنية لنحيي ذكرى خالدة وعزيزة على قلب كل مناضل حر وشريف انه يوم يبعث الأمل والايمان بالنضال نتذكر فيه رفيقاً مناضلاً عرفته ساحات النضال الفلسطينية والأردنية والعربية كافة. شخصية نضالية سجلت أعظم صفحات النضال الوطني وفي أحلك الظروف. انها مناسبة وطنية نستذكر فيها روح الرفيق المناضل الشهيد أبو علي مصطفى أمين عام حزب الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لحين رحيله عنا . لقد رحل رفيقنا ابو علي مصطفى وفارقنا جسدياً ولكنه رافقنا وما زال بتاريخه النضالي المجيد وتضحياته ورسالته التي أصبحت فيما بعد نبراساً يستنار به فهو الانسان الوطني الفلسطيني القومي العربي الأممي الانساني . لقد عرفت مدن الأردن وقراه وبواديه ومخيماته شهيدنا البطل بعطائه وتضحياته مناضلاً كان المثل والقدوه في التضحية ونكران الذات عرفناه بمواقفه الفكرية التي كانت وستبقى مدرسة للمناضلين الشرفاء . لقد كان شهيدنا ابو علي مصطفى ملاذاً ومرجعاً في كل المنعطفات الخطيرة في مسار تاريخ القضية الفلسطينية ومحطات النضال العربي بشكل عام قاد مسيرة نضالية طويلة لرفاقه في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأثبتوا القدرة والاقتدار على التضحية في أحلك الظروف فكان مرجعية سياسية من الطراز الأول . وبعد اتفاقات أوسلو حيث اختلف المختلفون حولها فكان للرفيق الشهيد رؤية ثاقبة عندما أكد رفضه للحلول الجزئية التي تنتقص من الحقوق الفلسطينية ولكنه لم يمانع من العودة الى الارض الفلسطينية المحتلة إيماناً منه بامكانية النضال في أسوء الظروف دخل الاراضي الفلسطينية المحتلة وهو يحمل برنامجاً سياسياً لاستمرار الكفاح والنضال بشتى أشكاله السياسية والعسكرية والجماهيرية وما أن وضع قدميه على تراب فلسطين إلا واعلنها مدوية منذ اللحظة الأولى (عدنا لنقاوم عدنا لنقاوم ولن نساوم). عاد أبو علي مصطفى يحمل برنامجاً وطنيا فلسطينياً جامعاً يهدف الى تحقيق اللحمة الوطنية الفلسطينية على أرضية مقاومة الاحتلال أولاً وانطلاقاً من تقريب وجهات النظر الفلسطينية طارحاً برنامج يلبي طموح المرحلة النضالية مؤكداً على ضرورة الاتفاق حتى على شكل الاختلاف من أجل تحقيق المطالب الشرعية للشعب العربي الفلسطيني في اقامة دولته الوطنية الفلسطينية وعلى الأرض الفلسطينية وعاصمتها القدس وحقه في العودة للفلسطينين إن البرنامج النضالي الكفاحي الذي حمله الشهيد المرحوم ابو علي مصطفى قد زاد من ضغائن وأحقاد العدو الصهيوني فوضعوا العديد من الخطط الاجرامية للخلاص من هذا المناضل الرمز الى ان نجح الاجرام الصهيوني في تنفيذ أحقاده باستشهاد الرفيق أبو علي مصطفى ولقد كانت أداة الاغتيال التي لم تكن طلقة او طلقات أو قذيفة دليل اجرامي فاشي عبر صاروخ أرادت به أن يحول جسداً طاهراً الى نتف مبعثرة هنا وهناك الا أن تمزيق هذا الجسد الطهور قد تحول الى نقطة انبعاث لنضال جماهيري واسع وانطلاقة شعبية كبيرة ليس في داخل فلسطين بل في ارجاء عديدة من الوطن العربي . لقد تحولت كل قطرة دم وذرة لحم وشظية عظم من جسدك الطهور الى رسالة نضالية عمت مدن ومخيمات وقرى فلسطين فأعلنوا قسمهم أنهم سيكونوا الأوفياء لدمك الطهور وأقسموا قسماً يا رفيقنا أبو علي أن نسير على دربك الكفاحي من أجل فلسطين وشعب فلسطين فكان رفاقك صادقين على الوعد ملتزمين بالعهد. ونحن نستذكر روح الشهيد البطل، علينا اكرامه وتمجيد تضحياته بأن نكون الأوفياء لوصيته بأهمية ضرورة انجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية على أرضية مقاومة الاحتلال سيما وأن الظروف الاقليمية أدت الى تراجع الاهتمام بقضيتنا المركزية قضية فلسطين. ومن هنا فإننا نرفع صوتنا عالياً بأن تبادر كافة القوى الفلسطينية الى انجاز حقيقي للوحدة الوطنية الفلسطينية لكبح جماح المنهجية العدوانية الصهيونية في ظل نسيان عربي ودولي لقضيتنا. وفي الشأن المحلي أشار الرفيق الطميزي أنه ومع استمرار تعمق الأزمة السياسية في البلاد من خلال تراجع الحريات العامة وتضييق الخناق على كل رأي آخر مناوئ لرأي الحكومة، وانعكاساً لهذه الأزمة المركبة السياسية والاقتصادية فقد ازدادت وتعمقت أزمة مجتمعية تمثلت في اتساع دائرة العنف والجريمة حتى في شوارع العاصمة وكذلك في المدن الاخرى، بحيث أصبح المواطن لا يشعر بالأمن والأمان الاجتماعي. إن أحزاب المعارضة الوطنية الأردنية إذ تشعر بقلق شديد إزاء عودة الحكومة الى انتهاج سياسة الاقتراض الخارجي من المؤسسات النقدية الدولية التي أوصلت البلاد الى حالتها تلك، وهي تحذر من تداعيات هذه السياسة في ازدياد حجم المديونية الخارجية، وتبعات اضافية ستكون على حساب حياة المواطن الذي يعيش في ظروف معاشية صعبة يرتفع فيها معدل الاسعار لمواد أساسية، وإن القرار الأخير بتجميد رفع أسعار المحروقات غير كافٍ إذ أن المطلوب هو الغاء هذه القرار والتوقف عن سياسة التجويع التي أصبحت نهجاً للحكومات المتعاقبة. إن استمرار هذا النهج السياسي والاقتصادي يسهل على القوى الخارجية دولياً وأقليمياً ممارسة الضغط على الاردن بهدف جره وتوريطه في سياسة المحاور الاقليمية التي تهدف الى تمرير المخطط الامريكي الصهيوني مع الرجعية الخليجية والالقليمية، والهيمنة الكاملة على المنطقة وصولاً الى خارطة سياسية اقليمية جديدة تعتمد تقسيم الدول ليسهل فيما بعد تمريرالمؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية وفق الرؤيا الامريكية والصهيونية، وعلى حساب الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، والاردن ليس بمنأى عن هذه المخططات. إننا إذ نؤكد على أن اعتماد الاردن على عمقه العربي الشعبي واستناداً الى موقف جماهيره الرافضة لسياسة زج الاردن وتدخله في سياسية هذه المحاور، لنطالب ان يأخذ الاردن دوراً يستند الى مصالح شعبه في الأمن والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي وهذه ضمانة أصلب وأقوى من أية املاءات وهبات مالية خارجية مدفوعة الثمن الباهظ !!!. وختم الرفيق الطميزي أما أنتم يا رفاقنا في حزب الوحدة الشعبية الأردني يا من مزجتم تضحيات الشعبين الشقيقين الأردني والفلسطيني ونحن جميعاً في خندق واحد من أجل أردننا الديمقراطي الذي يسعى الى الحرية والعدالة والديمقراطية. ها نحن نقول معكم وقد خبرنا صدقكم ووفائكم رسالة النضال الوطني نقول معكم نعم كلنا أردنيون من أجل الأردن وكلنا فلسطينيون من أجل فلسطين. هنيئاً لكم بيومكم هذا، هنيئاً لكم بنضالكم الكفاحي الذي يذكرنا بروح الرفيق المناضل المؤسس الحكيم جورج حبش، هنيئاً لكم بتركة أبي علي مصطفى في سجله النضالي وتضحياته الذي روى بدمائه ثرى فلسطين الطهور. هنيئاً لكم بصمودكم الذي نأخذ منه العبر هذا الصمود الاسطوري للرفيق الصامد الشامخ بكل كبرياء أمام اعتى همجية بربرية فاشية الرفيق أحمد سعدات. كلمة الدكتور أحمد العرموطي: نلتقي اليوم لإحياء ذكرى استشهاد المناضل الكبير أبو علي مصطفى الذي استشهد في فلسطين على يد الغدر والاحتلال الصهيوني يوم 27/8/2001 وهو يناضل من أجل تحرير وطنه وشعبه فأبو علي مصطفى أمضى حياته مناضلاً لتحقيق أهداف شعبه وأمته عاملاً على تحريرها من الاحتلال الصهيوني، من خلال انتمائه مناضلاً مع رفاقه في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. كان أبو علي مصطفى مؤمناً بأن فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر عربية وستعود عربية، وأن الكيان الصهيوني كيان استعماري توسعي لا يستدف فلسطين وحدها وإنما الوطن العربي كله. وكان يؤمن بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وأن الاحتلال الأجنبي مهما طال فهو إلى زوال وكان يدرك مدى العلاقة العضوية بين الاستعمار الغربي الأمريكي وبين الكيان الصهيوني ويدرك تعاون الأنظمة الرجعية العربية ضد الثورة وضد تحرير فلسطين، فالكيان الصهيوني قاعدة استعمارية متقدمة في الوطن العربي تسعى للحفاظ على مصالح القوى الاستعمارية والتي تتمثل في الحفاظ على التجزئة العربية واستنزاف مقدرات الأمة وإبقاء التبعية السياسية والاقتصادية للغرب الاستعماري ونهب ثروات الأمة. عندما نستحضر ذكرى الشهداء تعلو قاماتهم وتترسخ ذكراهم ويزدادون ألقاً على ألق ومحبة على محبة هؤلاء الشهداء الذين جادوا بأرواحهم فداء لمبادئهم ولتحرير أوطانهم فهم أنبل البشر وشعلة حية باقية في ذاكرة الشعوب الحية فهؤلاء الأبطال لم يقبلوا بالذل والهوان والتبعية للاستعمار، فحملوا السلاح وحملوا أرواحهم على أكفهم فداء للوطن وكرامته ولحرية شعبهم وأمتهم.. فطوبى للشهداء الأبرار. وفي هذه الذكرى الوطنية العطرة للشهيد أبو علي مصطفى نجد في هذه الأيام أن المعايير قد تغيرت حيث أصبحت أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل أصدقاء للأمة وحركاتها السياسية، وأصبحت هذه الدول الاستعمارية داعمة لحرية الشعوب وتحررها وداعمة للحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، حتى أن البعض من القوى السياسية العربية أصبحت تطالب هذه القوى بالتدخل العسكري ضد بلادها وضد شعوبها من أجل تدمير الدولة ونهب ثرواتها من أجل استلام السلطة. إننا نقف مع حرية الشعوب وحقها في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتداول السلطة سلمياً وبمحاربة الفساد والمحسوبية والطائفية والإقليمية لكننا لسنا مع التدخل الخارجي ولسنا مع الحروب الطائفية والإقليمية، فالديمقراطية التي تنادي بها بعض الأنظمة لا تتوافق وتواجد قواعد الاحتلال الأمريكي. والحرية والعدالة الاجتماعية لا تتفق مع أنظمة عائلية لا تعرف برلماناً أو أحزاباً فيها، إننا مع شعوبنا في كل مكان ومع مطالبها لكننا نؤكد أنه أي تغيير يجب أن تكون فلسطين هي العنوان والمنتهى ولن يكون هناك ديمقراطية وحرية مع بقاء اتفاقيات الاستسلام وبقاء شعارات العدو الصهيوني فوق أرضنا العربية ولا تستقيم العدالة الاجتماعية مع الارتباط بالنظام الرأسمالي العالمي والارتباط بصندوق النقد العالمي والقروض الخارجية. أيها الحضور الكريم: نحن في الأردن وكقوى معارضة مطالبون بأن نبقى قابضين على جمر المحافظة على الأمن والاستقرار وأن لا نعطي قوى الشد العكسي والقوى المتآمرة على الأردن فرصة جر البلاد إلى أزمات تفجر أمن واستقرار البلاد، وسنبقى على موقفنا نطالب بالإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي الحقيقي والكامل ولن نتراجع عنه وسنبقى نعمل على صون أمن الوطن والمواطن. وسنبقى نطالب باسترداد مقدرات البلد المنهوية ومحاربة الفساد والمفسدين ونحمل قوى الشد العكسي والقوى المناهضة للإصلاح كامل المسؤولية عن فشل الإصلاح السلمي الديمقراطي وتبعاته. ختاماً، وفي ذكرى استشهاد المناضل الكبير نؤكد أننا مع خيار المقاومة والتحرير وأن فلسطين عربية وستعود عربية ونطالب بإلغاء اتفاقية وادي عربة وطرد السفير الصهيوني وإغلاق السفارة ودعم الوحدة الوطنية واتخاذ خطوات جادة وقوية نحو الإصلاح الحقيقي حفاظاً على النظام والوطن والوحدة الوطنية. كلمة الدكتور سعيد ذياب: رحب بالحضور من ممثلي الأحزاب، والشخصيات الوطنية والنقابية، والمناضلين الذين عايشوا الشهيد ابو علي، وبسفير دولة فنزويلا الصديقة، وأصدقاء الحزب ومناصريه. وأضاف الدكتور سعيد إن غياب أبو علي ليس إلا حضوراً من نوع جديد.. هو ليس موضوعاً للرثاء لأنه حاضر فينا بكل قوة ملهماً وقائداً وثائراً.. في هذه الذكرى نستذكر شهداء الأمة: عمر المختار، جمال عبدالناصر، صدام حسين، يوسف العظمة، عزالدين القسام، كايد عبيدات، غسان كنفاني، أبو عمار، فؤاد نصار، جورج حبش، وديع حداد، عمر قاسم، فتحي الشقاقي، أحمد ياسين، صابر محي الدين، ربحي حداد.. نحيي الذكرى الحادية عشر لاستشهاد رفيقنا أبو علي.. وفاءً منا للرفيق وتأكيداً منا أن الشعب لم ولن ينسى الشهداء وهم باقون شموع متوقدة في الدرب نحو فلسطين. وكذلك تأكيداً منا على التمسك بالقيم التي طالما دافع عنها الشهيد.. قيم الانضباط والتضحية والحرص على الأداة الوطنية والحرص على الوحدة كشرط لا غنى عنه للوصول إلى الهدف.. وحدة اليسار ووحدة الشعب. نحيي الذكرى تمسكاً منا بالهدف الذي ناضل من أجله وسقط شهيداً في رام الله على طريق هدف تحرير فلسطين. إن التمسك بالهدف في هذه اللحظة الهامة والخطيرة والتي تعيشها القضية الفلسطينية وسط لجة التحولات والمخططات هو في غاية الأهمية. هذه الأيام التي نعيشها حالة الانتظار وغياب الفعل وغياب الوحدة وضعف المرجعية وتآكل المشروع، بالضبط في هذه اللحظة نؤكد تمسكنا بالأهداف ورفض حالة السكون ورفض كل المسارات وتأكيد حرصنا على السعي من أجل خروجنا من مستنقع أوسلوا ومستنقع التسوية والتفاوض الذي نجحت القوى المعادية في جر الشعب الفلسطيني نحوه وغرسه في وحوله. إنني أعتقد أن اللحظة السياسية الحالية من أشهرها وأخطرها وهي مسألة تبدو واضحة بمدى الانكشاف الذي يعيشه الوطن العربي، الأمر الذي سهل ومكن القوى الخارجية للاندفاع واحتواء الحراك الشعبي وتوجيهه نحو مصالحهم وإستراتيجياتهم. من المؤكد أن أسباب الحراك كامنة في الفساد والاستبداد والتبعية المتحكمة في أنظمة الحكم العربية. ولكن علينا أن نؤكد رفضنا الاتكاء على الاستبداد كمبرر للاستقواء بالأجنبي لمواجهة هذا الاستبداد لأننا سنكون كمن يستجير بالنار من الرمضاء. إن التغيير الذي نريد يجب أن يكون واضحاً بأن يأتي بالجديد ليحل محل القديم.. الجديد شكلاً ومضموناً وأن لا نكون أمام إعادة للقديم برموزه وذهنيته ولكن بحلة جديدة. إن علينا التنبه أن القوى المعادية تحاول دفع الحراك لاستهداف الدولة ككيان و……… بقصد تفتيتها والعودة بها إلى الأطر ما قبل الدولة الأمر الذي يدفع بالحراك لخدمة مشروع الشرق الأوسط الجديد. إننا نعتقد أن ضعف اليسار وكل السياسات التي مورست لتهميشه كانت سبباً في إزاحته عن الفعل لتحل القوى اليمينية بشقيها الديني _ المدني متحالفين مع القوى الغربية لتحقيق الأهداف المذكورة. إننا نعتقد أن المجتمعات العربية تعيش تحولات عميقة جداً الأمر الذي يتطلب من القوى التقدمية بأن تعي دورها وتسعى لممارسته وتوجيه التحولات بما يخدم أهدافنا الوطنية والقومية. وفي الشأن المحلي أشار الدكتور سعيد لقرار الحكومة برفع أسعار المحروقات وتجميده واعتبره بمثابة جرس إنذار يعكس حجم الاحتقان، ومؤشر لرفض الناس القبول باستمرار العيش بهذه الطريقة التي يصادر فيها حقهم في العيش الكريم ويصادر منهم حقهم بالمشاركة في صناعة القرار، ونستطيع القول وبمنتهى الثقة أن هذه الحكومة قد نجحت في تعميق الأزمة التي تعيشها البلاد. وأضاف إن رفع أسعار المحروقات يأتي للمرة الثانية في عهد هذه الحكومة، وأن هذا الرفع يتم مع ارتفاع ملحوظ في أسعار المواد الغذائية والتي تشهد المنظمات الدولية بارتفاعها 10%، وإن سعر البنزين في الولايات المتحدة 74 قرش لكل لتر مع أن تكلفة الشحن لدينا أقل، والحكومة تستسهل رفع الأسعار ولا تفكر بأية بدائل أخرى يمكن من خلالها تخفيف الأعباء عن الشرائح المحتاجة، ولتثبت جديتها في تكميم الأفواه سارعت إلى التقدم بقانون مطبوعات ونشر أقل ما يقال أنه معادي لحرية الرأي والتعبير. وتسائل الدكتور سعيد لماذا هذا العجز الغير مسبوق في الموازنة العامة ؟ ولماذا هذه المديونية وأين ذهبت ؟ وأكد أن السياسة الحكومية لم تقف عند حدود عدائها للفقراء، بل حسمت خياراتها بعدائها للإصلاح والحريات العامة من خلال تكريسها قانون انتخاب لا يخدم إلا قوى الشد العكسي ويكرس ديمومة الواقع المتخلف. وختم الدكتور سعيد إننا نعتقد أن السؤال المركزي الذي يفترض الإجابة عليه والذي يجب أن يشكل نقطة انطلاق للحل هو من المسؤول عن الأزمة؟ وكيفية الخروج منها، ونعتقد بإن تشكيل حكومة إنقاذ وطني حقيقة من شخصيات مشهود لها بالنزاهة والاستقامة ومن المؤمنين بالإصلاح باتت مسألة ملحة أكثر من أي وقت مضى.