بورشة عمل حول المنطقة الحرة، إجماع على خطورتها ما لم تتضمن رؤية قانونية وسياسية

أجمع سياسيون ومختصون وباحثون في الاقتصاد ورجال أعمال على خطورة المنطقة الحرة المزمع إنشاءها بين قطاع
حجم الخط
أجمع سياسيون ومختصون وباحثون في الاقتصاد ورجال أعمال على خطورة المنطقة الحرة المزمع إنشاءها بين قطاع غزة ومصر، ما لم تتم ضمن رؤية قانونية وسياسية، وتحقق عنصر السيادة في ظل اعتبار قطاع غزة أرض محتلة. وحذر المجتمعون خلال ورشة عمل نظمتها الجبهة الشعبية في غزة حول المنطقة الحرة، من مخطط صهيوني لفصل الضفة عن غزة، ودفع الفلسطينيين جنوباً، وإغلاق باقي المعابر، في وجود غموض في الصفة القانونية لهذه المنطقة المزمع إنشاءها وكيفية اعتراف العالم وصندوق النقد الدولي بها. وأكد الحضور على أنهم من حيث المبدأ ليس ضد إنشاء منطقة تجارة حرة، ولكن بشرط أن تتحقق الشروط القانونية والاقتصادية وضمانات العمل والتشغيل والاستثمارات، وأن تتم بتوافق فلسطيني – فلسطيني في ظل حكومة وحدة وطنية، وتعاون القطاع الخاص. وشدد الحضور الذي ضم قيادات وكوادر من الجبهة الشعبية وسياسيين وباحثين في الاقتصاد ورجال الأعمال، بحضور وزير الاقتصاد في حكومة حماس الدكتور علاء الرفاتي، شدد على ضرورة ربط أي منطقة حرة في القطاع كجسم مع الضفة في إطار المشروع الوطني، وبإشراف حكومة وحدة وطنية. وأعرب المجتمعون عن خشيتهم ألا تعدو المنطقة الحرة عن عملية تبادل تجاري بين حكومة حماس وحكومة الأخوان المصرية، وأن يتم التعامل مع موضوع التعيينات في هذه المنطقة الحرة، وتوزيع الأراضي والمنشآت التجارية بلون واحد، أو إرضاء لتجار الأنفاق، فضلاً عن خشيتهم أن تكون هذه المنطقة الحرة من خلال معبر كرم أبو سالم. وشكك أحد الباحثين بأن هذه المنطقة المزمع إنشاءها ستحدث نمو اقتصادي، لأسباب موضوعية، من بينها اختلاف معدلات الأجور، والظروف بيننا وبين مصر، حيث ستكون الأمور باتجاه واحد وهو استفادة الطرف المصري، وسيكون الأمر بالنسبة لنا هو استيراد فقط. وتساءل المجتمعون عن كيفية تمويل هذا المشروع، في ظل عدم استطاعة دول مانحة أو بنوك تمويل هذا المشروع، طالما أن الوضع القانوني والسياسي والمالي غير موجود في القطاع. ودعا الباحثون لإيجاد آلية للضغط من أجل تفعيل الاتفاقية التي أقرتها الجامعة العربية عام 97 لإقامة منطقة تجارية حرة موحدة بين الدول العربية للاستفادة منها في أي مشاريع اقتصادية في الأراضي الفلسطينية. كما تساءل الحضور عن ماهية الضمانات التي تجعل الاحتلال يقلع عن فكرة قصف المنطقة الحرة في حال إنشاءها. من جانبه، أفاد الدكتور الرفاتي أن حكومة حماس أرسلت مخطط إنشاء المنطقة الحرة للمصريين بشكل رسمي، وطلبت منهم عقد لقاء معهم للاتفاق على جميع المسائل المتعلقة بهذا المشروع. وفي ختام اللقاء، عبّر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين د.رباح مهنا الذي أدار ورشة العمل عن شكره للحضور على تلبيتهم الدعوة، وعلى تفاعلهم الإيجابي حول هذا الموضوع الهام، مؤكداً أن الجبهة ستبلور من خلال هذا اللقاء رأي سياسي وموقف سينعكس إيجاباً لمصلحة المواطن الفلسطيني.