الصوراني يدعو لبناء الحزب الثوري لكسر الاستقطاب بين الليبراليين والاسلام السياسي



دعا مسئول الدائرة الثقافية المركزية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والكاتب والمفكر الفلسطيني غا
حجم الخط
دعا مسئول الدائرة الثقافية المركزية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والكاتب والمفكر الفلسطيني غازي الصوراني لضرورة وعي أبعاد ومخاطر هذه المرحلة من قبل الرفاق في الحركة الديمقراطية الشعبية المصرية وكافة احزاب وحركات اليسار في مصر والوطن العربي ، لمواصلة النضال عبر بناء الحزب الثوري المتصل مع الجماهير تمهيداَ لكسر حالة الاستقطاب بين قوى اليمين الليبرالي الرث وقوى يمين الاسلام السياسي. وجدد الصوراني تأكيده خلال لقاءات هامة مع الرفاق في الحركة الديمقراطية الشعبية المصرية بتاريخ 19-21/9/2012، على ضرورة الاستمرار في تطوير الحالة الثورية والحراك الاجتماعي والسياسي الثوري على طريق تحقيق اهداف الثورة الوطنية الديمقراطية بآفاقها الاشتراكية....الامر الذي يتطلب ويفرض على كافة الرفاق في مختلف احزاب وحركات اليسار المصري التداعي من اجل توحيد صفوفهم ضمن رؤية موحدة وبرامج سياسية ومطلبية في اطار وحدوي لمواجهة استحقاقات المرحلة الراهنة والمستقبل عبر بلورة وتفعيل البديل الشعبي الديمقراطي لاسقاط وتجاوز حركات الاسلام السياسي بصورة ديمقراطية مستندين الى الالتفاف الجماهيري. واستطرد الصوراني قائلاً: " لكن تحقيق هذا الهدف يحتاج الى تكريس كل الجهود التنظيمية والسياسية والفكرية لبناء العامل الذاتي او الحزب الثوري بهويته الفكرية الواضحة : النظرية الماركسية ومنهجها المادي الجدلي ، وتوعية الرفاق بمضامينها المتطورة المتجددة دونما اي تقديس او جمود ، ومن ثم استخدام النظرية في خدمة الواقع الاجتماعي الاقتصادي الثقافي في مصر بكل تفاصيله عبر الالتحام في اوساط الفلاحين الفقراء والعمال وكل المضطهدين والكادحين ...على ان يلتزم كل عضو حزبي بالالتحاق في احدى المنظمات الجماهيرية كل حسب اختصاصه في النقابات العمالية ونقابات وجمعيات الفلاحين والمهنيين والشباب والمرأة والنوادي والجامعات والمدارس الثانوية. وأكد الصوراني أن الانتفاضات العفوية الشعبية أو الحالة الثورية التي أدت إلى إسقاط أنظمة الاستبداد في تونس ومصر واليمن لم تستطع تحقيق أهداف الجماهير في الحرية والكرامة والعيش والعدالة الاجتماعية وإلغاء مظاهر وأدوات الاستغلال الطبقي ، كما لم تستطع هذه الانتفاضات استكمال مهمات الثورة الوطنية الديمقراطية بسبب التدخل الأجنبي في هذه الثورات، فضلاً عن غياب الرؤية السياسية والفكرية من جهة وغياب القيادة القادرة على توجيه الحراك الثوري ، وبسبب هشاشة وضعف أحزاب وحركات اليسار. وأضاف الصوراني بأن حركة الأخوان المسلمين والحركات السلفية الرجعية استطاعت قطف ثمار الانتفاضة والفوز في الانتخابات في مجلس النواب والرئاسة معلنة بذلك صعود تيار الإسلام السياسي وتصدره للمشهد في مصر وتونس واليمن كمقدمة لانتشاره في بقية البلدان العربية لحقبة طويلة قادمة طالما بقيت قوى اليسار على حالة الضعف والعجز في استقطاب وتنظيم والتفاف الجماهير الشعبية من حولها ، وطالما ظلت عاجزة عن تأسيس وتفعيل البديل الشعبي الديمقراطي...ما سيعني أن حركات الإسلام السياسي ستعزز هيمنتها على السلطتين التنفيذية والتشريعية وعلى المؤسسات السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية عبر رؤى وأهداف وبرامج ستكرس مظاهر التبعية والتخلف والاستبداد بأشكال تتوافق وتنسجم مع منطلقاتها الأيديولوجية الدينية ، في إطار المصالح الطبقية التي لا تختلف في جوهرها الكومبرادوري والطفيلي عما كان عليه الأمر في النظام المخلوع. وتطرق الصوراني إلى دور الإسلام السياسي في إعادة إنتاج التخلف الاجتماعي والثقافي من خلال تطبيق المفاهيم الرجعية السلفية النقيضة للدولة المدنية الديمقراطية ، والنقيضة لكل مفاهيم النهوض الوطني والقومي ولكل مفاهيم الحداثة والتنوير والعقلانية والمواطنة، استلهاماً لأفكار ومنطلقات الإخوان المسلمين الذين وقفوا – منذ نشأتهم عام 1928- ضد كافة القوى الديمقراطية الليبرالية الوطنية واليسارية ، معلنين مساندتهم للملك فؤاد ثم فاروق ، كما وقفوا ضد سياسات ومنجزات الزعيم الوطني جمال عبد الناصر وتآمروا عليه طوال المرحلة منذ 1954- 1970 حيث جرى التحالف بينهم والرئيس السادات لمقاومة قوى اليسار والتقدم ولتمرير سياسات الانفتاح والاستغلال الاقتصادي ...واستمروا يحملون تلك الرؤى والمواقف الرجعية مدعومين من اعتى القوى الرجعية في السعودية والخليج بموافقة أمريكا. وتابع الصوراني " وها هم الأخوان اليوم بعد ان نجحوا في قطف ثمار انتفاضة الشباب والجماهير الفقيرة في مصر ، يعلنون التزامهم بمواقفهم وبرامجهم النقيضة لمصالح الجماهير الفقيرة ، ويرحبون بالتعاون المشترك مع الولايات المتحدة الامريكية بعد ان اعلنوا انهم لن يطالبوا بإلغاء معاهدة كامب ديفيد سيئة الصيت ، وانهم على استعداد لمهادنة دولة العدو الصهيوني للحصول على رضى الولايات المتحدة بما سيعزز من سيطرة النظام الامبريالي على الاوضاع السياسية والاقصادية في مصر وتونس والوطن العربي بالتعاون مع العملاء الصغار امراء وملوك الانظمة الرجعية في السعودية والخليج ، خاصة وان الاسلام السياسي لا يتناقض ابدا مع السياسات والمصالح الاقتصادية الامريكية في المنطقة ولديه الاستعداد لمهادنة دولة العدو الصهيوني ، علاوة على العداء لكل الحركات اليسارية التي تناضل من اجل اسقاط النظام الراسمالي والغاء التبعية والتخلف" وللتغلب على سيطرة تيار الإسلام السياسي، اعتبر الصوراني ان صيرورة العمل الثوري وكسر حواجز الخوف تستدعي بناء العامل الذاتي، والوعي بقضايا البلد الاجتماعية (البطالة - الأمية - الأمراض - الفقر - دراسة الناتج القومي الإجمالي - دراسة الديون على مصر وابتلاعها لكل الناتج المحلي ، وما هو مطلوب هو إعادة النظر في كافة العلاقات الاقتصادية المتبعة، مشيراً أن الأخوان يمثلون الطبقة الرأسمالية الكمبرادورية والطفيلية المصرية (برجوازية رثة)، داعياً لإعادة النظر أيضاً في علاقات الرأسمالية التابعة. ذات الطابع الطفيلي التي تمتص دماء 95% من الشعب المصري والتي تستولي على فائض القيمة المقتسم مع المستعمر . كما طالب الصوراني بتعميق المستوى النظري للحزب وبشكل خاص للقيادات والكوادر من خلال الدراسة المعمقة للنظرية الماركسية دراستها كعلم وتطبيقها كمنهج علمي من خلال تطبيق برنامج التثقيف . ودعا لتحسين البنية الطبقية للحزب، من خلال ضم المزيد من العمال والفلاحين الفقراء والكادحين لصفوفه، و تحسين عمل الفصيل /الحزب بين الجماهير الفقيرة من خلال الاندماج بها والتعبير عن طموحاتها والانخراط الدائم في ميادينها من أجل تحقيق مطالبها، وذلك عبر تأسيس اللجان النقابية العمالية والفلاحية والمهنية والجماهيرية والطبية ولجان الشبيبة، والتوجه الجاد والمبرمج للمرأة في مختلف القطاعات، و تحسين مستوى فعالية ونضالية الأعضاء والمنظمات الحزبية، ومراقبة تنفيذها للبرامج العامة وبرامجها التفصيلية. ودعا الرفاق إلى الوعي العميق فيما يتعلق بالإجابة الواضحة على سؤال ما هو الحزب الثوري، مشيراً أنه ليس يسارياً من يتذرع بالديمقراطية تحت حراب الاحتلال الأمريكي ، وليس يسارياً من يشارك في حكومة من صنع الاحتلال أو يتحالف معها ، وليس يسارياً أيضاً من يشارك في أي حكومة من حكومات النظام العربي الراهن ، وليس يسارياً أيضاً من يعترف بدولة العدو الصهيوني ويتناسى دورها ووظيفتها في خدمة النظام الامبريالي ... ولن يكون يسارياً من يوافق المشاركة في المفاوضات بشروط أمريكية إسرائيلية أو يوافق على الالتفاف على حق العودة ( كما جرى في جنيف ) ... وبالطبع ليس يسارياً من لا يندمج في أوساط الفقراء والكادحين ويملك القدرة الدائمة على الإجابة الواضحة والصريحة على أسئلتهم المطروحة ... وليس يسارياً أيضاً من لا يستوعب تماماً كل مكونات واقع بلده الاقتصادي والاجتماعي / الطبقي بكل تفاصيله المتعلقة بقضايا الطبقة العاملة والبطالة والفقر والتنمية والتشغيل وتوزيع الدخل والمسألة الزراعية والصناعة وقضايا المرأة والصحة والتعليم ... الخ القضايا المطلبية ، ويناضل سياسياً ضد التحالف الكومبرادوري / البيروقراطي في النظام العربي ، من أجل انعتاق شعوبنا عموماً و إلغاء كل أشكال الاستغلال والاضطهاد والتبعية والتخلف . وأبدى الصوراني سعادته الغامرة بهذا اللقاء الحواري، معرباً عن ثقته بدور الرفاق بالارتقاء بالنشاط الثوري الديمقراطي في مصر من اجل تحقيق تطلعات الجماهير الشعبية وأهدافها وبناء الدولة المدنية الديمقراطية بآفاقها الاشتراكية عبر دور فعال ومتميز لكم ولقوى اليسار المصري في قيادة نهضتها وتقدمها وتطورها الداخلي واستعادة دورها الوطني القومي ضد القوى الرجعية العربية والوجود الامبريالي الصهيوني. وفى نهاية اللقاء أعرب الحاضرون عن سعادتهم بالتواصل مع رمز هام من رموز النضال الاشتراكي في الوطن العربي وراية ثورية كراية الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين .