بيان صادر عن تيار المناضل-ة بالمغرب حول حركة 20 فبراير بعد انسحاب الاسلاميين

 مستقبل نضال شعبنا الكادح في صمود حركة 20 فبراير و تطويرها
 
 
توجد اليوم حركة 20 فبراير على مشار
حجم الخط
مستقبل نضال شعبنا الكادح في صمود حركة 20 فبراير و تطويرها توجد اليوم حركة 20 فبراير على مشارف مرحلة ثانية من تطورها: فمن جهة، توج النظام تنازلاته السياسية الزائفة، دستورا و انتخابات، بالسماح بتحقيق حزب العدالة و التنمية نسبة تمثيل رفعته إلى رئاسة حكومة الواجهة. و لا شك أن ما حقق هذا الحزب تعبير أيضا عن تطلعات و أوهام قسم من قاعدة المجتمع التي تترقب إصلاح أوضاعها بالتصويت على حزب لم يسبق استعماله في حكومة الواجهة. ومن جهة أخرى، قررت جماعة عبد السلام ياسين (جماعة العدل والإحسان) انسحابها من حركة 20 فبراير لأسباب غير معلنة. لا شك أن هاذين العاملين سيؤثران على زخم الحركة، لكن دون أن يؤديا إلى توقفها بالنظر إلى أن أهدافها لم تتحقق بعد. و بالنظر أيضا، و بوجه خاص، إلى حجم قوى النضال الشعبي الكامنة بالمجتمع، و التي تعبر عن نفسها يوميا في مسيرات و اعتصامات ووقفات احتجاج، حول مشاكل الحياة اليومية من غلاء الكهرباء و الماء، و تدهور خدمات الصحة و التعليم، و بشكل خاص نضال الشباب من اجل الحق في الشغل. مهما كان تباطؤ الحركة المرتقب بفعل تنازلات النظام، و خذلان جماعة العدل و الإحسان، التي لم تفصح حتى عن الأسباب الحقيقية لموقفها، يوجد أمام حركة 20 فبراير مستقبل كفاحات أعظم اتساعا و أشد ضراوة من الذي شهدته الأشهر العشر الماضية. فحكومة الواجهة لن تحل معضلات البلد الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية، لأن جميع مكوناتها تقبل التعديات الاقتصادية و الاجتماعية التي يشنها على شعبنا النظام المستبد المستند إلى القوى الامبريالية وبمقدمتها الاتحاد الأوربي. فلن تعيد الحكومة النظر في سياسة تقليص النفقات الاجتماعية، من صحة و تعليم، و لن تستطيع حلا حقيقيا لكارثة البطالة التي تعد إبادة صامتة لشباب المغرب، ولن ترفع عن الكادحين إرهاقهم بالضرائب، و لن تحل أيا من المشاكل المستعصية التي يدفع ثمنها أغلبية الشعب المقهورة. فحكومة بنكيران ستواصل السياسة النيوليبرالية التي لا تخدم سوى مصلحة أقلية من البرجوازيين المغاربة و الرأسمال الأجنبي، لا بل ستصعد الهجوم بجميع الميادين بفعل اشتداد أزمة الاقتصاد المغربي المتخلف التابع في ظل استفحال أزمة الرأسمالية العالمية. إن إعادة النظر في السياسة الكارثية المنتهجة سيؤدي إلى المس بامتيازات ومصالح البرجوازية المغربية و أوصيائها الاستعماريين، و هذا ليس في برنامج بنكيران و لا غيره من حلفائه بحكومة الواجهة. أما على صعيد الحرية السياسية فليس ما تحقق غير متنفس هش يتطلب توسيعا مستمرا حتى إسقاط بنيان الاستبداد برمته. لهذا كله، ليس أمام شعبنا الكادح غير مواصلة الكفاح، و حركة 20 فبراير إحدى أدوات هذا الكفاح. المطروح إذن اليوم على شباب 20 فبراير، و كل القوى المنخرطة في النضال، هو السير قدما، وعدم الانشغال بالتخمينات و الافتراضات التي تكون قد دفعت جماعة ياسين إلى مغادرة الحركة، فذلك شغلها، أما شغلنا نحن فهو مصير شعبنا ومن ثمة هم استمرار كفاحه. لذا فمن الغباء الانجرار إلى التراشق بالشتائم مع من انسحب من الحركة. فالشعب يفطن حقيقة من يعاديه من خلال ما يمارس لا ما يضفي على نفسه من نعوث. بانسحاب الياسينيين (الإسلاميين)، يكون شباب 20 فبراير ، وقوى اليسار المغربي، الإصلاحي منه و الثوري، أمام مسؤولية تحصين مكسب 20 فبراير و تطويره. و لا شك أن إحدى شروط هذا التحصين و التطوير هو قيام علاقات نضال مشترك سليمة بين القوى المكونة لحركة 20 فبراير، بتغليب مصلحة تقدم الحركة و التدبير الصحي للخلافات، باعتماد الديمقراطية و المزيد من الانغراس في الأعماق الشعبية، و بلورة هذا الانغراس في تنظيمات ذاتية. و لا شك أيضا أن تقدم الحركة يستوجب اضطلاع النقابيين اليساريين بسياسة مستقلة عن البيروقراطية المتعاونة مع النظام بقصد انخراط فعال للطبقة العاملة في الدينامية النضالية الجارية ببلدنا، بصفتها الطبقة الأعظم قدرة على ضرب العدو في مقتل. لقد انطلقت حركة 20 فبراير بمبادرة من شباب المغرب التواق إلى الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية، محفزا بالسيرورات الثورية بالمنطقة. وجاءت مطالبها بعيدة عن أهداف الحركات المستغلة للدين، و التي تسعى إلى الرجوع بالمجتمع قرونا إلى الوراء. و كان أن التحقت جماعة ياسين بهذه الحركة كي لا يفوتها الركب، و تكيفت مع مطالبها وشعاراتها. و إذ تغادرها اليوم، فإن تطلعات الشعب الكادح لا تزال قائمة، و رصيد الكفاح المتراكم في الأشهر العشر الماضية رافعة قوية للصمود ومواصلة الكفاح، مهما كان التباطؤ المرتقب في الأشهر المقبلة. ستنمو الحركة تدريجيا، وتحقق قفزات نوعية، وستعوض النقص الناتج عن الانسحاب، طالما أنها مستجيبة لمتطلبات التطور التاريخي، وهذا ما يشهد عليه السياق المغربي الراهن، سياسيا و اجتماعيا. موعد مناضلي حركة 20 فبراير ومناضلاتها مع المحطة الوطنية القادمة، مفعمين بالأمل و العزيمة الكفاحية المستندة إلى الإيمان الراسخ بعدالة قضية كادحي المغرب ومقهوريه. فالمعركة إلى الأمام ... لا تراجع و لا استسلام تيار المناضل-ة 22 ديسمبر 2011