مقابلة نائب الأمين العام مع صحيفة الوطن السورية

حجم الخط
في 10/2/2014 حذر من خطة كيري التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية... نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد في حوار مع «الوطن»: أزمة مخيم اليرموك آيلة للحل وعامل الوقت ليس في مصلحة المسلحين قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد «إن موازين القوى في المشهد الدولي راهنا، تدفع باتجاه خيار الحل السياسي للأزمة في سورية »، ورجح أن ما طرح من قبل الوفد الرسمي السوري في الجولة الأولى من مفاوضات جنيف2 يمهد لأن ينفتح المجال لقوى المعارضة الوطنية السورية أن تدخل في هذا المسار وتدافع عن سورية ووحدتها واستقلالها. وأضاف أبو أحمد فؤاد في حوار مع «الوطن»، «من مصلحتنا أن تبقى سورية موحدة وقوية وممانعة ومقاومة للاحتلال. فالتدخل الخارجي هو الذي أدى إلى هذه المأساة التي أصابت سورية وتهدف إلى تدميرها كدولة وكمجتمع ولكني أرجح أن الأمور ذاهبة باتجاه بقاء سورية موحدة وقوية وداعمة للقضايا العربية العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية». وعلى صعيد المفاوضات الفلسطينية الصهيونية أكد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أنها والتسوية السياسية وصلتا إلى طريق مسدود، محذراً من خطة وزير الخارجية الأميركية جون كيري التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، مشيراً إلى احتمال فرض طروحات من نوع اتفاق إطار وما شابه ذلك تصب كلها في مصلحة الاحتلال الصهيوني و«علينا جميعاً مواجهتها»، داعياً إلى تصعيد المقاومة بكل أشكالها ضد الاحتلال، ومتوقعاً اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة. وفيما دعا إلى انجاز المصالحة الفلسطينية في أقرب وقت ممكن أكد أبو أحمد فؤاد، أن أزمة مخيم اليرموك آيلة إلى الحل مؤكداً أن عامل الوقت ليس في مصلحة الميليشيات المسلحة. تالياً نص الحوار: *عقدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مؤخراً مؤتمراً عامّاً جديداً لها أفضى إلى تغييرات في بعض مؤسساتها، وتم انتخابكم نائباً للأمين العام للجبهة. غير أن ما جرى وصفه البعض بالانقلاب الأبيض في ظل متغيرات المنطقة. كيف ترد على ذلك؟ - هذه أول مرة أسمع مثل هذا الطرح منك إذ لم يحصل أي سوء فهم لما جرى داخل الجبهة، لأن موضوع المؤتمر كان ضاغطاً وتأخرنا كثيراً في عقده، خاصة أن المؤتمر السادس قد مضى عليه نحو ثلاثة عشر عاماً في حين أن مؤتمرنا حسب النظام الداخلي، يجب أن ينعقد كل خمسة أعوام. لكن الظروف والتطورات التي شهدتها المنطقة بشكل عام والساحة الفلسطينية بشكل خاص خلقت إرباكاً لدينا وعند الجميع فيما يتعلق بإعادة عقد المؤتمرات، وإعطاء جهد لهذا الموضوع الديمقراطي ويجب أن يتم في المواعيد المحددة حسب اللوائح والأنظمة الداخلية لكل تنظيم.. نحن دون أدنى شك تأخرنا في عقد المؤتمر وهذا ترك أثراً سلبياً على بنيتنا الداخلية ولدى الرأي العام داخل الجبهة، لأن مؤتمراتنا قد تفرز نتائج قد ينظر لها البعض أنها مفاجئة أو أنها غريبة عما يجري لدى التنظيمات الأخرى.. نحن مؤتمراتنا مرهقة لسبب رئيسي هو أن الجميع يجب أن يدلي بدلوه في المسائل السياسية والتنظيمية، وأيضاً في المسائل المتعلقة بالانتخابات وتشكيل الهيئات القيادية المختلفة وبالتالي تأخذ منا وقتا طويلا، لأن الجبهة مطاردة أمنياً خاصة في الضفة الغربية وأيضاً في الخارج لأنها ما زالت على قائمة الإرهاب. والكل يعرف أننا بالضفة العربية نعاني من الاعتقالات والمطاردة باستمرار من قبل العدو الصهيوني بشكل رئيسي وأحياناً من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية تحت مبررات غير مقنعة وغير مقبولة على الإطلاق. لكن في كل الحالات تمكنا من عقد المؤتمر العام السابع للجبهة بصعوبة داخل وخارج فلسطين المحتلة. أما حول النقطة الأخيرة في سؤالك يمكنني القول إن تخلي بعض القادة عن مناصبهم أمر طبيعي في التنظيمات الديمقراطية، لكنهم يبقون أعضاء في الجبهة وما فعلوه كان بمحض إرادتهم لأسباب تتعلق بهم ولم يفرض عليهم وبالتالي جاء المؤتمر لينتخب قيادات جديدة. *ولكن هناك من يعتقد أن ترك السيد عبد الرحيم ملوح لمنصب نائب الأمين العام كان نتيجة خلافات داخل الجبهة إزاء التعاطي مع القضايا السياسية ذات الارتباط الوثيق بالقضية الفلسطينية والمواقف منها؟ - الرفيق عبد الرحيم ملوح مناضل وقائد تاريخي داخل الجبهة وهو منذ عدة سنوات قدم طلباً للهيئات القيادية بأن يعفى من موقعه كنائب أمين عام وليس أن يخرج من صفوف الجبهة، والمكتب السياسي واللجنة المركزية تمنيا عليه الانتظار حتى عقد المؤتمر العام للجبهة غير أنه بقي مصراً على طلبه ورأى أن يكون هذا الموقع لرفيق آخر بعد هذه السنوات الطوال في مهمته. وتم قبول اعتذاره دون أي حساسيات أو مشاكل داخلية وهذا الأمر حسمه المؤتمر العام. والهيئات المركزية أبقت الرفيق ملوح ممثلاً للجبهة في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. * ما المغزى من نقل منصب نائب الأمين العام للجبهة إلى خارج الأرض المحتلة؟ - كما ذكرت آنفاً أن الجبهة مستهدفة كما هو حال عدد من الفصائل الفلسطينية. والرفيق ملوح عندما كان نائباً للامين العام اعتقل من قبل سلطات الاحتلال لمدة تزيد على خمس سنوات وهذا دليل واضح على أن أي شخص في موقع قيادي بالجبهة مهدد باستمرار ليس فقط بالاعتقال ولكن ربما بالاغتيال، وأكثر من ذلك بتعطيل كل إمكانياته فيما يتعلق بالسفر أو بالعمل أو بمهماته خاصة موقع أمين عام أو نائب أمين عام. والجميع يعرف أن الأمين العام للجبهة أحمد سعدات وعدداً من أعضاء اللجنة المركزية العام للجبهة هم قيد الاعتقال في سجون العدو منذ نحو اثني عشر عاماً، وقسم منهم حكم عليه بعدة مؤبدات والرفيق سعدات صدر حكم بحقه مدة ثلاثين عاماً. كما أن كل الرفاق الذين كانوا بالهيئات القيادية للجبهة اعتقلوا من قبل العدو الصهيوني بعد اتفاق أوسلو، وهناك من هو مطارد حتى الآن. هذه بعض الحيثيات، ولكن نحن في الجبهة الشعبية دائماً نأخذ بخط التغيير في المواقع للهيئات القيادية ولدينا نص في النظام الداخلي يدعو إلى التجديد باستمرار في كل مؤتمر أقله خمسة وعشرون بالمئة، لكننا في هذا المؤتمر وصلنا إلى ما يزيد على ستين بالمئة على صعيد التجديد في اللجنة المركزية والمكتب السياسي. *هذا يقودنا إلى دور الجبهة الشعبية اليوم على صعيد المقاومة بمختلف أشكالها وفي المقدمة منها الكفاح المسلح في ظل المتغيرات الراهنة فلسطينياً وعربياً ودولياً.. كيف قيم مؤتمركم ذلك؟ - أكد المؤتمر الوطني الثوابت السابقة وخاصة فيما يتعلق بالأهداف الإستراتيجية والأخرى التكتيكية للجبهة. المؤتمر أكد مجدداً أن الهدف الإستراتيجي للجبهة هو تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني، والمؤتمر انعقد تحت هذا الشعار. وفيما يتعلق بالبرنامج المرحلي وبرنامج منظمة التحرير الفلسطينية فإن المؤتمر أكد ذلك كشعار مرحلي على طريق استكمال الهدف الإستراتيجي وهو تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية كل فلسطين. ومن هنا نؤكد البرنامج المرحلي لأنه برنامج الإجماع الفلسطيني في هذه المرحلة أو برنامج المجالس الوطنية الفلسطينية وما تفرع عنها، ولذلك هناك فرق كبير بين فهمنا للبرنامج المرحلي وفهم قوى أخرى وخاصة القيادة المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية. نحن نقول: إن البرنامج المرحلي هو حق العودة بشكل رئيسي وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، ولا نحيد عن هذا قيد أنملة. ولذلك ندعو جميع القوى إلى التمسك بهذا الثابت الوطني وعدم إخضاعه للمفاوضات وللبرامج التي تتضمن تنازلات نلحظها بين فترة وأخرى بدءاً من أوسلو وانتهاء بالمفاوضات الجارية الآن. نحن لا نرى أن هناك إمكانية لتحرير فلسطين أو لتحقيق أهدافنا الوطنية إلا عبر الكفاح المسلح مترافقاً مع كل أشكال النضال الأخرى ذات الطابع الشعبي وغيره. * ولكن يبدو أن ذلك لا ينسجم مع خط قوى أخرى في اليسار الفلسطيني وكذلك العربي؟ - أعتقد أن كثيراً من القوى وخاصة في الساحة الفلسطينية بعد تجربة عشرين عاماً من مفاوضات أوسلو وحتى منذ سبعينيات القرن الماضي إلى الآن، اكتشفت أن المفاوضات والتسوية السياسية وصلت إلى طريق مسدود. وبصراحة شديدة أن كل المفاوضات والاتفاقات كانت لمصلحة الكيان الصهيوني وليس لمصلحة الشعب الفلسطيني والحقوق الوطنية الفلسطينية وحتى للأمة العربية بشكل عام. ولذلك على هذه القوى أن تغير نهجها السياسي وممارساتها وترجماتها العملية التي تضر بالقضية الوطنية الفلسطينية من حيث يعلم البعض أو لا يعلم. وأيضاً بات من المؤكد والمكشوف والمعروف لدى أي إنسان فلسطيني أو عربي أن الولايات المتحدة الأميركية لا يمكن على الإطلاق أن تكون وسيطاً نزيهاً، وإنما هي داعمة ومؤيدة للعدو الصهيوني في كل برامجه وفي كل سياساته من الاستيطان إلى يهودية الدولة إلى كل الجرائم التي يرتكبها هذا العدو وإلى تهويد القدس ثم إلى السيطرة الكاملة على الضفة الغربية، وأيضاً في الجوهر الولايات المتحدة هي التي تدعم الكيان الصهيوني بكل شيء وهذا الأمر بات معروفاً للجميع. إذاً لماذا البعض لا يزال يراهن على الولايات المتحدة وعلى الغرب بأنه سيدفع باتجاه إيجاد حل وطني للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية. ولذلك آن الأوان بأن يتخلص البعض من هذه الأوهام وأن يعرف بوضوح كامل أن هناك حلفاء آخرين يمكن أن يقفوا إلى جانبنا حتى لو كان على قاعدة قرارات الشرعية الدولية. وهنا ندعو إلى إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية حتى تمثل الشعب الفلسطيني بكل أطيافه، كما يجب أن تستكمل هذه المنظمة بدخول التيار الإسلامي السياسي وأعني هنا حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي وغيرهما على أساس انتخابات ديمقراطية. أيضاً يجب إنهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية على قاعدة الاتفاقات التي تمت في القاهرة. ولذلك فإن الأمر المهم والملح جداً الآن وعلى ضوء التطورات الفلسطينية والعربية والدولية هو ضرورة دعوة الجهات التي كلفت في اتفاقات القاهرة لاجتماع طارئ لمعالجة موضوع الانقسام في ظل ما يسمى خطة كيري التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية. *البعض قال إن وزير الخارجية الأميركية جون كيري يسعى لتمديد المفاوضات حتى نهاية العام الجاري، بينما رأى آخرون أن كيري لم يقدم شيئاً حتى الآن، في حين هناك من يعتقد أن أوسلو جديداً سيعقد قريباً. ما موقفكم من كل ذلك؟ - نحن ضد المفاوضات كلياً، ولم نكن في يوم من الأيام مع هذا البرنامج السياسي ولا مع هذا النهج السياسي، ولا مع هذه التسوية السياسية المطروحة. وما يجري الآن يحمل في طياته مخاطر جدية، لأن هذا الجهد المبذول من الإدارة الأميركية يدلل على أن الولايات المتحدة تريد أن تمرر تصفية القضية الفلسطينية في ظل انشغال العالم والأمة العربية بقضايا داخلية باتت معروفة للجميع وخاصة قضايا متعلقة بالاقتتال والصراعات الداخلية وبالتالي أن الأوضاع القطرية تغلبت على موضوع القضية المركزية للأمة وهي القضية الفلسطينية ولم نعد نسمع فعاليات أو نشاطات للجماهير العربية مؤيدة للشعب الفلسطيني أو ضد الكيان الصهيوني، كما لم نعد نسمع في الميادين العربية التي تعترض على أوضاعها الداخلية أي شعارات مؤيدة للشعب الفلسطيني ولحقوقه أو رفع العلم الفلسطيني، وهذا دليل على أن القضية الفلسطينية تراجعت عند أبناء أمتنا للأسباب التي ذكرتها، لكننا نحن متأكدون من أن أمتنا تقف دائماً مع القضية الفلسطينية وضد العدو الصهيوني وسياسات الولايات المتحدة، ولذلك إن مشروع كيري يحمل مخاطر جدية. وهناك احتمالات أن نجد أنفسنا أمام طروحات من نوع اتفاق إطار وما شابه ذلك، تصب كلها في مصلحة الاحتلال الصهيوني وعلينا جميعاً أن نقاومها، من هنا أدعو القيادة المتنفذة في الساحة الفلسطينية أن تتوقف عن هذه السياسات المضرة بالقضية الفلسطينية والعودة إلى الصف الوطني وإتمام عملية المصالحة الوطنية وتشكيل حكومة واحدة موحدة في الضفة والقطاع تهيئ لانتخابات المجلس التشريعي وانتخابات المجلس الوطني بشكل ديمقراطي كخطوة أولى للمرحلة المقبلة، فالشعب الفلسطيني لا يشعر الآن بأن له مرجعية واحدة وإنما مرجعيات عديدة مع الأسف الشديد. *اعتمدتم على الدور المصري في المرحلة السابقة، وهو اليوم معطل كما هو حال الدور العربي. فكيف للقائكم أن يتم وللمصالحة أن تنجز؟ - لا شك أن الأمور كانت أسهل بكثير مما هي عليها الآن سواء في مصر أو على الصعيد العربي. وتبدو القيادة المصرية الجديدة غير متحمسة للقاءات فلسطينية في ظل الوضع الذي تعيشه مصر وفي ظل الخلافات مع حركة حماس. وهناك صراع إعلامي واضح بين الطرفين، غير أن ذلك يجب ألا أن ينعكس على العلاقة بين الشعب الفلسطيني ومصر كدولة وكشعب، وخاصة أهلنا في غزة الذين يجب أن يعاملوا كأبناء الشعب الفلسطيني بعيداً من الانتماءات السياسية لهذا التنظيم أو ذاك، ونحن نفضل أن تعود مصر لأخذ دورها بالموضوع الفلسطيني. لكن إذا كانت هذه العقبة الوحيدة يمكن البحث عن أي مكان آخر إذا كانت الأمور عندنا في الساحة الفلسطينية ناضجة وخاصة لدى الإخوة في حركتي فتح وحماس على قاعدة اتفاقات القاهرة. * على ضوء الخلاف الكبير بين حماس والقيادة المصرية الجديدة، هل تتوقعون هجوماً عسكرياً مصرياً ضد غزة؟ - أستبعد ذلك تماماً، لأن ثقافة الجيش المصري والقيادة السياسية المصرية هي ثقافة قومية، وان العدو الرئيسي هو الاحتلال الصهيوني اليوم وغداً. لكن الأجواء الإعلامية يمكن أن تترك أثراً سلبياً. وهنا أعود وأقول نحن كشعب فلسطيني نعتبر أن مصر قدمت تضحيات كبيرة من أجل القضية الفلسطينية وهي معنية بالصراع العربي – الصهيوني. لذلك علينا أن نوحد صفوفنا كفلسطينيين أولاً لاستعادة العلاقة مع مصر إلى سابق عهدها. *بالمقابل هناك تهديد صهيوني بشن عدوان جديد في وقت قريب على غزة.. إذا وقع هذا العدوان بر سم من سيكون برأيك؟ - الكيان الصهيوني لا نستبعد عنه شيئاً، فهو كيان مجرم يرتكب الجرائم والإرهاب يومياً. وليس بالضرورة أن تكون الجريمة فقط محاولات اجتياح أو ما شابه ذلك. هناك جرائم الاعتقال والاستيطان والقتل والتشريد.. إلخ. التهديد سيستمر لكن أستبعد أن يكون هناك عملاً عسكرياً واسعاً ضد غزة دون الحصول على ضوء أخضر أميركي، والإدارة الأميركية في هذه الفترة ليست بصدد تصعيد التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإنما هي بصدد تصعيد التوتر الداخلي في سورية ومصر والعراق وفي أي مكان آخر، لأن الصراع مع العدو الصهيوني يوحد الشعب الفلسطيني وجزء من العرب على الأقل. وجميعنا يدرك المكاسب التي يحصل عليها الكيان الصهيوني من خلال المفاوضات في ظل الزلزال الذي يضرب الأمة بكاملها. ولذلك لابد من تصعيد الحراك الشعبي والمقاومة بكل أشكالها ضد العدو الصهيوني. *ماذا عن راهن ومستقبل العلاقات الفلسطينية– السورية على ضوء أزمة المخيمات الفلسطينية وخاصة مخيم اليرموك؟ وهل من أفق لحل هذه الأزمة؟ - نحن في الجبهة الشعبية وجميع الفصائل الموجودة هنا على الأقل وباجتماعات متكررة بيننا ومع منظمة التحرير الفلسطينية اتفقنا منذ البداية على تحييد الفلسطينيين والمخيمات في كل الأقطار العربية فلا مصلحة لنا في الدخول بالخلافات الداخلية لأن لدينا هدفاً رئيسياً هو استمرار النضال ضد الكيان الصهيوني حتى تحقيق أهدافنا الوطنية وفي المقدمة حق العودة. ولذلك أعلنا عن مبادرة نسعى من خلالها إلى إخراج المسلحين بالكامل من مخيم اليرموك وفتح مداخل المخيم بالكامل أمام أبناء شعبنا للدخول والخروج وأيضاً ليعود هذا المخيم آمناً للجميع كما كان سابقا وهذا المنطق اقتنع به الجميع تقريباً والآن الأمور ذاهبة بهذا الاتجاه، ونريد أن نبقي علاقاتنا مع جيراننا ومع الدولة السورية علاقات ايجابية. وهذا ما أكدت عليه منظمة التحرير والفصائل الـ14. ونؤكد هنا أن عامل الوقت ليس لمصلحة المسلحين إطلاقاً. كما نؤكد أن سورية وقفت ولا تزال مع القضية الفلسطينية وقدمت للفلسطينيين طوال أكثر من خمسة وستين عاماً على أرضها كل الدعم والحقوق التي ساوتهم مع المواطنين السوريين، وهذا الأمر لن يتغير فيه أي شيء. * أخيراً ما رسالتكم للسوريين بعد انتهاء الجولة الأولى من مفاوضات مؤتمر جنيف الثاني؟ - اعتقد أن القطار وُضع على السكة، وهذا المسار برأيي سيستمر، وهناك موازين قوى على الصعيد الدولي كلها دافعة باتجاه أن الخيار هو الحل السياسي وليس هناك أي حل آخر، وأرجح أن ما طرح من قبل الوفد الرسمي السوري يمهد لأن ينفتح المجال لقوى المعارضة الوطنية أن تدخل في هذا المسار وتدافع عن سورية ووحدتها واستقلالها، لأن هذا هو الهدف الرئيسي الذي اعتقد أنه يجب السعي له من قبل كل سوري وكل عربي، ومن مصلحتنا أن تبقى سورية موحدة وقوية وممانعة ومقاومة للاحتلال. فالتدخل الخارجي هو الذي أدى إلى هذه المأساة التي أصابت سورية وتهدف إلى تدميرها كدولة وكمجتمع ولكني أرجح أن الأمور ذاهبة باتجاه بقاء سورية موحدة وقوية وداعمة للقضايا العربية العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.