الشعبية بخان يونس تحيي ذكرى استشهاد قائدها سلامة بعرض عسكري ومسيرة حاشدة



أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مدينة خان يونس اليوم الثلاثاء الذكرى الحادية عشر لاستشهاد ق
حجم الخط
أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مدينة خان يونس اليوم الثلاثاء الذكرى الحادية عشر لاستشهاد قائد جناحها العسكري في المنطقة الجنوبية الرفيق نضال سلامة " أبو خالد"، وذلك من خلال تنظيم مسيرة جماهيرية حاشدة وعرض عسكري مهيب لمقاتلي كتائب الشهيد أبو علي مصطفى جابوا خلالها شوارع محافظة خان يونس مروراً بمخيمها وصولاً إلى منزل عائلة الشهيد سلامة، بمشاركة واسعة من قيادات وكوادر وأعضاء الجبهة وعلى رأسهم عضو مكتبها السياسي ومسئول فرعها الرفيق جميل مزهر، ومئات المقاتلين من الكتائب المدججين بمختلف أنواع الأسلحة وبالعربات العسكرية التي ازدانت بأعلام فلسطين ورايات وصور قادة الجبهة الشعبية الحكيم وأبو علي مصطفى وأحمد سعدات ونضال سلامة ومعتز وشحة ورائد نزال وأبو صالح السيقلي ووسام محارب. وألقى أحد مقاتلي كتائب الشهيد أبو علي مصطفى كلمة أكد خلالها أن مقاتلي الكتائب جاءوا اليوم للتعبير عن وفاءهم لقادتها المقاتلين الذين عبرّوا بأقدارهم ممسكين بمبادئهم ممتشقين سلاحهم ضاغطين بأصابعهم العشرة على الزناد ولم يغيروا وجهة بنادقهم ولم يغادروا خنادقهم وأبقوا على فلسطين بوصلة هدف. وخاطب المقاتل روح الشهيد سلامة قائلا: " أبا خالد أيها الخالد فينا.. سلام عليك وأنت تدق جدران الخزان.. وأنت تقاتل وتربض في مكانك لساعات وساعات تصل الليل والنهار تقترب من الهدف خفية.. تتسلل بإمعان العقل.. تعمل بفكر وتأتي.. تجند كل خلايا عقلك في خدمة معركة الحرية والتحرير". وأضاف المقاتل: " أدرك القائد نضال سر النصر في القتال مبكراً، فكان دائم البحث والعمل على ضرب الحالة النفسية للعدو، فكانت ضرباته على دماغ هذا العدو وروحه، ليشكل كابوساً دائماً لجيشه وقادته ليطلق عليه قائد فرقة غزة آنذاك القناص الشبح". وأكد المقاتل بأن الشهيد سلامة أدرك مبكراً بأن الفلسطيني وإذا ما أراد الحياة عليه القتال والقتال والقتال حتى نيل الخلود، فكان يجهز ويتابع عن قرب أولى العمليات الاستشهادية لكتائب الشهيد أبو علي مصطفى في مغتصبة نيتسر حزاني ليرسل أولى رسائله لهذا العدو الغاصب بأن لا خلاص لهذا العدو سوى بالاندحار عن أرضنا أو الموت. وأضاف المقاتل "بأن القائد سلامة أدرك مبكراً ومنذ تحرره بأن تصليب المنظمات الحزبية وشحذها لتصبح سيفاً جاهزاً للقتال في أي لحظة مهمة أساسية من مهامه، فكان دائم الحضور والحركة لا ينطق إلا بالحكمة ولا يمجد إلا الشهداء والأسرى والساعي دوماً للوحدة مهما كان ثمن تلك الوحدة، ومهما كانت الصعاب التي تعترض طريقها". وتابع المقاتل قائلاً: " هذا القائد الإنسان الذي تمسك بحياته حتى الرمق الأخير من حياته فكان نعم الرفيق والقائد وأنبغ المعلمين وأقدرهم على تحقيق الهدف وأكثرهم اقتراباً إلى الخلود فالاستقامة أقوى من الموت". وشدد المقاتل بأن كل الشرعيات ومهما علا شأنها هي شرعيات منقوصة وقاصرة أمام شرعية المقاومة، فشعبنا توحده المقاومة وتفرقه المفاوضات والسلطة. وطالب المقاتل بضرورة مساندة قضية الأسرى وذلك عن طريق تشكيل غرفة عمليات مشتركة تسند اسرانا البواسل في معاركهم البطولية وتعمل على تحقيق حريتهم بكل الوسائل المتاحة. كما جّرم المقاتل التنسيق الامني، مشيراً أنه كبل ايدي المقاومة في الضفة الفلسطينية المحتلة، مطالباً السلطة بالوقف الفوري لهاذ المسار والعودة لتفعيل ميثاق منظمة التحرير. ووجه المقاتل رسالة للرفيق أحمد سعدات قائلاً له " إن كنتم قد رفضتم مقايضة حريتكم مقابل حجر واحد يبني في بيت مستوطن صهيوني فإننا نعاهدكم بأن نصنع لكم من لحمنا وعظامنا ودمائنا جسر لحريتكم". وفي ختام كلمته عاهد المقاتل الرفيق سلامة وكل الشهداء بالسير على خطاهم وحمل وصاياهم والعمل باجتهاد على تحقيق الأهداف والمبادئ التي قضوا من أجلها. من جانبه، ألقى عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق شفيق البريم كلمة الجبهة الشعبية، نقل فيها تحيات الأمين الرفيق أحمد سعدات وجميع كادرات ورفاق ومقاتلي الجبهة في الوطن والشتات. وأشاد الرفيق بريم مناقب القائد سلامة قائلاً: " على درب الكفاح والثورة وفي مثل هذا اليوم التاسع والعشرين من نيسان عام 2003، استشهد رفيقنا المقاتل .. قائد كتائب الشهيد أبو علي مصطفى في المنطقة الجنوبية وعضو اللجنة المركزية لفرع القطاع الرفيق القائد نضال سلامة، بعد استهداف سيارته ليضرب موعداً مع المجد والتضحية ليرحل جسداً عنا.. ولكن ارثه النضالي الذي تركه لنا ما زلنا نستلهم منه .. وسيبقى خالداً فينا نحفظه لأجيالنا من بعدنا.". وأضاف البريم بأن القائد سلامة كان مقاتلاً عظيم الانتماء والعطاء والالتزام التنظيمي والثوري، حيث امتزجت خبرته العسكرية بسماته التنظيمية، مما جعل منه قائداً يحتذى به، ومدرسة عملية من مدارس النضال ومواجهة الاحتلال، وقد انخرط في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منذ نعومة أظافره عام 1983، وشغل مسئولية جبهة العمل الطلابي التقدمية عام 1985، ولعب دوراً بارزاً في تأسيس وقيادة القوات الضاربة في الانتفاضة الأولى، حيث اعتقل أكثر من مرة داخل سجون الاحتلال، التي جسّد فيها معالم شخصيته القتالية العنيدة فكان عضواً قيادياً بارزاً في منظمات الجبهة بالسجون، وصخرة صلبة من صخرات الصمود داخلها. واستذكر الرفيق بريم القائد سلامة، مشيراً أنه كان صلباً عنيداً أقلق مضاجع العدو الصهيوني وزرع الرعب في عيونهم، حيث انطلقت رصاصاته القناصة على مستعمرات ومستوطنات الاحتلال ومواقعه العسكرية في قطاع غزة لا ترحم أحداً، مستحضراً المحاولة البطولية لاستهداف رئيس هيئة الأركان الصهيوني آنذاك " شاؤل موفاز" بنيران قناص الرفيق نضال على أطراف خان يونس، مشيراً أنها كانت من أهم الأسباب التي جعلت من الشهيد القائد نضال على رأس قائمة المستهدفين... وقال البريم " القائد سلامة هو النموذج الذي يجب أن نحتذي به في مواجهتنا المستمرة للاحتلال الصهيوني الغاصب.. وأستغل هذه المناسبة لأخاطب رفاقي في كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الذين لبوا اليوم نداء القائد سلامة وكل شهداء شعبنا تأكيداً على خيار المقاومة والتمسك بالثوابت.. أخاطبكم جميعاً كما خاطبكم من قبل رفيقنا القائد قمر الشهداء الرفيق أبو علي مصطفى وأقول لكم " ما دام هناك جندي أو مستوطن يضع اصبعه على الزناد فعلينا أن نضغط على الزناد بأصابعنا العشرة.. نعم.. بأصابعنا العشرة.. فيا أيها الرفاق المقاتلون.. أيها المقاومون من كافة الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة.. أطلقوا النار على الرؤوس.. فإننا على قناعة عميقة بمبادئ واستراتيجية الجبهة القائمة أساساً على المقاومة المسلحة وحرب التحرير الشعبية طويلة الأمد لإنهاء وجود هذا الاحتلال العنصري الصهيوني الكولنيالي، وقيام دولة فلسطين الديمقراطية القادرة على توفير الحماية والحقوق السياسية والقومية وحقوق المواطن لجميع سكانها باختلاف انتماءاتهم. يجب ألا يستقر الاحتلال أو يهنأ له بال.. وأن تكون أرضنا المحتلة ساحات مواجهة شاملة بكافة أشكالها حتى نيل الحرية والعودة والاستقلال". وأكد البريم بأن انحيازنا لخيار المقاومة والتزامنا الواسع بذلك يجب التعبير عنه بفهمنا العميق لمجريات النضال، وتجسيد عقيدة وطنية تظهر الالتزام الثوري بكل القيم والمبادئ التي تعلمناها من قادتنا الشهداء وجبهتنا التي نعتز بانتمائنا إليها ومنهجها الوطني والثوري، داعياً لضرورة التأكيد على وحدة الأرض والشعب والقضية، وتجسيد الوحدة الوطنية في كل أدائنا وسلوكنا السياسي، لا التقهقر وراء سراب المفاوضات والتسوية العبثية والضارة والتنسيق الأمني العار.. أو الفردية والتسلط واستلاب القرار الفلسطيني والسيطرة على المؤسسات الفلسطينية وجعلها رهينة لممارسات تخالف قرارات الإجماع الوطني. واعتبر البريم بأن تنفيذ اتفاق المصالحة كرزمة واحدة دون تأخير خطوة هامة على طريق إعادة الاعتبار لمشروعنا الوطني الذي عانى من ويلات الانقسام .. بعيداً عن المحاصصة والتقاسم بين طرفي الانقسام، وهو مرهون لحد كبير على إرادة هذين الطرفين في تنفيذ آليات عمل المصالحة عبر اللجان المشكّلة في هذا الشأن. وطالب بضرورة إعادة بناء المؤسسات الرسمية الفلسطينية على أساس ديمقراطي يؤمن شراكة جادة، عبر انتخابات ديمقراطية لمنظمة التحرير والسلطة والمجلس التشريعي والرئاسة، وإجراء مراجعة شاملة لكل التجربة الفلسطينية والاتفاق على استراتيجية وطنية تتمسك بالأهداف والحقوق الوطنية وتفتح كل الخيارات لتحقيقها. كما دعا لوضع ميثاق شرف يحافظ على نظافة السلاح وسلامة استخدامه، بحيث لا يستخدم إلا ضد الأعداء ولمقاومتهم فقط. وفي ختام كلمته عاهد البريم الشهيد القائد نضال سلامة وكل الشهداء وأسرانا البواسل باستمرار الجبهة في رفع راية النضال والمقاومة حتى دحر الاحتلال الصهيوني عن كل شبر من أرضنا. وتخلل المسيرة والعرض العسكري هتافات طالبت بضرورة التمسك بالوحدة الوطنية بعيداً عن المحاصصة، وبضرورة وقف التنسيق الأمني والمفاوضات مع الاحتلال.