خلال حفل استقبال مركزي بغزة بذكرى الانطلاقة، الشعبية تؤكد مواصلتها للنضال حتى تحقيق أهدافنا الاستراتيجية

حجم الخط

 

 

نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مساء اليوم بمدينة غزة حفل استقبال مركزي بمناسبة ذكرى انطلاقتها الـ47، بحضور لافت من قيادات وكوادر وأعضاء الجبهة تقدمهم أعضاء المكتب السياسي د.رباح مهنا، كايد الغول، جميل مزهر، واللجنة المركزية، وقيادات فصائل العمل الوطني والإسلامي، وشخصيات اعتبارية ونسوية وإعلامية، وعدد من المخاتير.

 

وازدانت القاعة بأعلام فلسطين ورايات الجبهة وصور الأمناء العامين للجبهة، والشهداء.

 

وافتتحت الرفيقة بيسان عاطف عودة الحفل مرحبة بالحضور، داعية إياهم للوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكباراً لدماء الشهداء، ومن ثم عُزف السلام الوطني الفلسطيني.

 

وألقى الرفيق مزهر كلمة الجبهة المركزية رحب فيها بالحضور باسم القائد الرفيق أحمد سعدات، والمكتب السياسي واللجنة المركزية، وجميع كادرات وأعضاء الجبهة في الوطن والشتات.

وقال مزهر: " نحتفل وإياكم بعد مضي 47 عاماً على انطلاقة الجبهة الشعبية التي كانت ومازالت متمسكة بمسيرة النضال بمختلف أشكاله السياسية والكفاحية والجماهيرية على طريق الحرية والاستقلال والعودة.. وساهمت خلاله بقسط وافر في تطوير وتصحيح بوصلة الحركة الوطنية الفلسطينية في مختلف مساراتها وما زالت تبذل جهداً في التصدي لكل محاولات حرف هذه البوصلة عن مسارها.. وكانت ولا زالت الصوت الأوضح في النقد والتصدي للممارسات التي تزيد من آلام ومعاناة شعبنا".

وأكد مزهر أن الجبهة على مدار 47 عاماً بذلت الغالي والنفيس وقدّمت خيرة قادتها وكوادرها خدمة لهذا الهدف، وساندت وتبنت مواقف وسياسات شكّلت عبر تلك المسيرة ضمير الثورة والجماهير لأنها حرصت أمام كل المحطات على اتباع سياسة حددتها لهموم وقضايا وتطلعات شعبنا في كافة أماكن تواجده، وكان هاجسها الرئيس صيانة المصالح العليا للشعب الفلسطيني دون النظر للمكاسب والأرباح التي ستجنيها من تلك السياسات الوطنية الثابتة والمخلصة والمؤمنة بضرورة صيانة الثوابت والمكتسبات الوطنية، في مواجهة السياسة المتفردة.

وجدد مزهر في كلمته  العهد والوفاء لآلاف الشهداء الذين قضوا على طريق العودة والحرية وفي مقدمتهم الحكيم وأبوعلي مصطفى وجيفارا غزة ووديع وكنفاني وأبو ماهر اليماني وعدي وغسان أبو جمل وعبدالرحمن أبو حدايد ومحمود عباس، متوجهاً بالتحية للأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال القابضين على الجمر في مدارس الصمود والتحدي وفي مقدمتهم الأمين العام الرفيق أحمد سعدات وعاهد وحمدي وباسل ومحمد ومجدي ومروان البرغوثي وحسن سلامة والسعدي القائمة تطول.

كما توجه بالتحية  لكل مقاوم قابض على زناد البندقية ولكل الأذرع العسكرية الفلسطينية، ولجماهير شعبنا في المخيمات والشتات، مجدداً للجميع العهد والقسم أن تستمر الجبهة وألا تتراجع عن درب الكفاح من أجل الحرية والعدالة مهما بلغت التضحيات.

وأكد مزهر أن من حق المواطن والوطن على الجبهة الشعبية أن تقدّم لهما كشف حساب في ذكرى انطلاقتها، لأنها محطات نجدد فيها العهد ونشحذ الهمم ونستخلص العبر ونقيم التجربة، لافتاً أن الجبهة لديها الجرأة على انتقاد نفسها كما جرى في محطات عديدة.

وأضاف مزهر أنه سبق مناسبة الانطلاقة انعقاد المؤتمر الوطني السابع رغم الظروف القاهرة والصعوبات في الضفة والشتات وأوضاع السجون، حيث وقفت الجبهة أمام أخطائها بكل مسئولية، وجددت خلاله تأكيدها على برنامجها الاستراتيجي على كافة الأصعدة الكفاحية والسياسية والمجتمعية، وتطوير وتحديث أدوات النضال لتتلاءم مع الواقع، حيث توج المؤتمر بانتخاب أعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي وهيئة الرقابة، وكانت نسبة التجديد في المكتب السياسي 50%، واللجنة المركزية 65% ، ونسبة حضور المرأة في الهيئات المركزية 17%.

وتطرق مزهر في كلمته للأوضاع الراهنة التي تعيشها قضيتنا الفلسطينية وما يتعرضه شعبنا من حملة ممنهجة في القدس والضفة والقطاع ومناطق الـ48، وفي ظل حالة الانقسام التي ما زالت تلقي بظلالها السوداء واستمرار معاناة أبناء شعبنا الذين يعانون من وضع اقتصادي واجتماعي كارثي وما خلفه العدوان الصهيوني الأخير من آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى وتشريد مئات الآلاف بسبب تدمير بيوتهم، لافتاً أن الجبهة مراعاة لأبناء شعبنا ومن أجل تلمّس معاناتهم قررت إلغاء مهرجان الانطلاقة المركزي هذا العام في قطاع غزة.

وأكد مزهر خلال كلمته على عدة دروس أفرزتها مسيرة الجبهة في كفاحها الوطني، الدرس الأول هو التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية، مشيراً أن الوحدة هي السلاح الأمضى لإنهاء الاحتلال، ومن أجل ذلك كرست الجبهة كل جهودها من أجل إعادة الاعتبار لهذه الوحدة وتجسيدها، إلا أن تمترس طرفي الانقسام خلف فئويتهما أضاع هذه الفرص بالعودة للمناكفات السياسية والتراشق الإعلامي في ظل معاناة شعبنا التي تزداد يوماً بعد يوم.

وشدد مزهر في الدرس الثاني أن خيار المقاومة والكفاح المسلح تحديداً هو خيار استراتيجي تفرضه طبيعة الصراع مع عدو استيطاني إجلائي يتنكر للحقوق الوطنية لشعبنا، مشيراً أن حالة الصمود والمقاومة في العدوان الأخير على القطاع شكّلت نموذجاً يحتذى به ويعزز من هذا الخيار .. كما جسدت هبة شعبنا في مدينة القدس وضربات شباب المقاومة فيها إلهاماً لشعبنا للسير على هذا الدرب الصحيح .

وفي الدرس الثالث أشار مزهر لأهمية وسلامة الخط السياسي الذي اتبعته الجبهة في إدارة الصراع مع العدو الصهيوني، مشيراً أن شعبنا جرب طريق المفاوضات العبثية والرهان على حيادية أمريكا كوسيط وراعي لما يسمى بعملية السلام، وكانت النتيجة المزيد من القتل والارهاب الصهيوني والاستيطان والتوسع وتهويد القدس والاغتيالات وشن حروب على غزة ومحاصرتها، وترتب عن هذا الطريق تداعيات خطيرة على القضية الفلسطينية.

وأعرب مزهر عن أمله أن تكون خطوة التوجه للأمم المتحدة فرصة لتصويب خطأ أوسلو ببعده الاستراتيجي بعيداً عن استخدامها كتكتيك للعودة للمفاوضات، من أجل مواجهة وإفشال المخططات الغربية التي تستهدف قطع الطريق أمام هذا التوجه، من خلال مبادرتها بمشاريع، خاصة المشروع الفرنسي الذي يدعو إلى العودة للمفاوضات والاعلان عن الدولة بعد سنتين.

وطالب مزهر بضرورة وقف التنسيق الأمني والاعتقالات السياسية، متساءلاً " لا يعقل أن تنفذ أجهزة أمن السلطة حملة اعتقالات واسعة لشبابنا ومقاومتنا في الضفة خصوصاً في الجامعات، في الوقت الذي يواصل الاحتلال اعتقالاته أيضاً واستهدافه للقيادات والشباب الفلسطيني؟".

وأكد مزهر في الدرس الرابع على أهمية الحاضنة الشعبية الفلسطينية في دعم المقاومة، وهو ما تجسد وما زال في غزة والقدس والذي يستلزم تعزيز مقومات صمود شعبنا، خاصة في ظل المعاناة الشديدة التي يسعى الاحتلال لاستثمارها للقضاء على الحاضنة الشعبية، وتوليد مشاعر الاحباط لدى الجماهير، محذراً من انفجار الأوضاع في غزة، مؤكداً أنه في حال ظلت الأمور على حالها لن تصمت الجبهة مع كل المخلصين من أبناء شعبنا وستقود حراك شعبي وجماهيري ضاغط بجميع الاتجاهات من أجل معالجة هذا الوضع الكارثي.

وفي الدرس الخامس أكد مزهر على أهمية اعادة الاعتبار للبعد العربي في الانتصار لقضية فلسطين كقضية مركزية في الذهن العربي، معرباً عن أمله أن تتخلص البلدان العربية من التبعية والهيمنة والظلامية التي تعمل وفق مخططات أمريكية، لتعود كما كانت دوماً سنداً وداعماً مهماً لنضال شعبنا الفلسطيني.

كما دعا لضرورة إعادة الاعتبار للبعد الأممي في دعم قضيتنا الفلسطينية، وكشف فصول المؤامرة الدولية والغربية التي تحاك ضده، مؤكداً أن بعض القرارات الصادرة عن بعض البرلمانات الاوروبية ودول أمريكا اللاتينية المؤيدة لحقوقنا تؤكد على أن هناك حالة من تصاعد التأييد العالمي والدولي مع قضيتنا الفلسطينية، مشيراً أن هذا بحاجة إلى الانضمام للمؤسسات الدولية خاصة التوقيع على ميثاق روما والانضمام لمحكمة الجنايات الدولية، وبذل المزيد من الجهد على كل المستويات خاصة من السفارات والجاليات الفلسطينية والعربية، وأصدقاء ومناصري شعبنا الفلسطيني للاستمرار في الضغط على الحكومات الغربية نصرةً لشعبنا.

وفي ختام كلمته عاهد مزهر جماهير شعبنا بالدفاع عن حقوقهم ومصالحهم وتبني قضاياهم وهمومهم والتصدي للقضايا التي تعتدي على الديمقراطية والتعددية وحرية الرأي والتعبير في مواجهة الظلاميين، ومواصلة الكفاح والوفاء لدماء الشهداء والاستمرار على درب المقاومة.. حتى تحقيق كامل أهدافنا الإستراتيجية في العودة والدولة وتقرير المصير على كل شبر من أرض فلسطين من النهر إلى البحر.

 

من جهته، ألقى السيد أبو سلمان المغني رئيس اللجنة الشعبية للمتضررين من العدوان كلمة أهالي المتضررين، استهلها بتوجيه التهنئة للجبهة الشعبية بمناسبة ذكرى انطلاقتها، معرباً عن تقديره للدور الوطني الهام الذي تقوم به الجبهة على كافة الصعد، ومن بينها تبني قضايا المتضررين من العدوان الأخير على القطاع.

واستعرض المغني الواقع المرير الذي يعاني منه أهلنا المتضررين من العدوان الأخير على القطاع، والظروف الصعبة جداً التي يتعرضوا لها في ظل بطئ عملية الإعمار وفق خطة "روبرت سيري" التي وضعت والمتضررين وعملية الإعمار شعبنا رهينة للاحتلال.

وانتقد المغني تقصير الفصائل في متابعة هذا الموضوع قائلاً: " على الفصائل الفلسطينية أن تراعي ظروف أبناء شعبنا، وتبذل جهوداً حقيقية للتخفيف من معاناتهم فإن لصبر أهل غزة حدود، وعلى الجميع أن يتقي غضب أهل غزة".

وفي ختام كلمته، عبّر المغني عن دعمه الكامل لما جاء في كلمة الجبهة ومواقفها، واضعاً كل إمكانات اللجنة الشعبية في خدمة وجهود الجبهة من أجل التخفيف من معاناة شعبنا خصوصاً المتضررين.

وتخلل الحفل، فقرات من الدبكة الشعبية لفرقة العصرية نالت استحسان الحضور. 

 


IMG_2765
IMG_2716
DSC_1070
DSC_1049
DSC_0997
DSC_1038
DSC_0988
DSC_0823
DSC_0834
DSC_0792
DSC_0783
DSC_0739
DSC_0703
DSC_0700
DSC_0686
DSC_0673