الكنيست العشرون.. وما بعد النهر

حجم الخط

اسباب داخلية وخارجية عديدة تقف وراءانفراط عقد الائتلاف الحكومي وتفجرالخلافات بين اطرافه ولجوء رئيس حكومة الاحتلال والاستيطان بنيامين نتنياهو الى الإنتخابات المبكرة للكنيست 20 في السابع عشر من آذار القادم، وتداعيات كثيرة اقتصادية واجتماعية وقانونية وحسابات شخصية ظهرت على السطح، لكن جذرها يختفي عميقا في ما وراء قشور الليبرالية والازدهار والديمقراطية وبقية المساحيق، وتكمن في اختلال معادلة الرعب والصدمة والحسم والسيطرة طويلة الامد على جانبي الحدود واهتزاز نظرية الردع، الذي بلغ الذروة بفشل بنيامين نتنياهو ووزير حربه بوغي يعلون في تحقيق الاهداف المعلنة والمضمرة لما اسمياه في تموز الماضي بعملية الجرف الصامد.

تلك العملية التي كانت بمثابة حرب إبادة شُنت على قطاع غزة لواحد وخمسين يوما وشاركت فيها ما تسمى بألوية النخبة من سلاح الجو والبر والبحر في جيش الاحتلال الأقوى في المنطقة والمستند لأعلى درجات الدعم الأمني والاستخباري واللوجستي الامريكي لم تضع أوزارها بعد، وتركت خلفها آلاف الشهداء والجرحى وآلاف البيوت والمنشئآت والمزارع والمشاغل والورش المهدمة وعشرات آلاف المواطنين في سجن مفتوح من الاطفال والنساء والشيوخ مشردين في المدارس والعراء بانتظار إعادة الإعمار.

يمكن ان تنتهي انتخابات الكنيست القادمة، بأن يحمي بنيامين نتنياهو رأسه بتقديم رأس وزير حربه يعلون على طبق من فضة لصديقه اللدود الأكثر تطرفاً النجم الصاعد فيتالي بينيت رئيس حزب البيت اليهودي، ويمكن أن يطيح هذا الصديق اللدود بينيت وأشياعه وليس هرتزوغ رهان الواهمين الغافلين رئيس حزب العمل بتوأم الفشل نتنياهو ويعلون معاً. تذهب قيادات وتختفي أسماء وأحزاب، لكن المؤكد وفق معطيات الواقع الراكد وغالبية المراقبين أن تحالف اقصى اليمين من قوى التطرف الديني والاستيطان والعنصرية باق على حاله ويحث الخطى للتقدم في الانتخابات.

كالجاني الذي عاد ليتفقد مسرح الجريمة من جديد بإقراره قانون منع احياء ذكرى النكبة بعد ما يزيد عن ستين عاماً على اقترافها، سيعود ذلك الوسواس القهري يلح من جديد على قادة هذا التحالف البربري الناهض في الكنيست الجديد لتشريع "قانون القومية" ودولة اليهود على ما يسمى بأرض اسرئيل من البحر الى النهر .. وما بعد النهر.

ودون أي إغفال لما تكرم به علينا "وعد بلفور" لن ينسى هذا التحالف الذي يحوم شبحه فوق رؤوسنا، بأن يتلطف ويتفضل بإعلان احترام حق غير اليهود من "طوائف اسلامية ومسيحية ودرزية وشركسية وآرامية..." في المأكل والمشرب والصلاة والإبتهال والتضرع في معابدهم والكنيست الجديد، فضلا عن واجباتهم كمواطنين صالحين بالولاء للدولة ونشيدها وعلَمها، وحقوقهم في التمثيل والمشاركة في انتخابات برلمانهم "الكنيست" وتصعيد ممثليهم، أليست الدولة ديمقراطية أيضاً وليست يهودية فحسب..؟؟!!

أما نحن في القدس والضفة والقطاع ومع حلول العام الميلادي الجديد 2015 وبعد ان تقدم اخوتنا في القيادة الفلسطينية العتيدة والقادة والملوك والامراء والرؤساء العرب الى مجلس الأمن الموقر ولأطرافه السامية بمشروع قرار إنهاء الاحتلال، فكل ما تبقى لنا وكل ما علينا هو الانتظار اخذاً بنصيحة الوزير الصديق كيري حتى انتهاء انتخابات الكنيست وتشكيل الحكومة الجديدة لإستئناف عملية السلام وصولاً لحل الدولتين وعاصمتهما المشتركة، وكل عام وانتم بخير. ____________________________