رفيقي مولوتوف

حجم الخط

 

ليست بالصدفة انه حمل هذا الإسم الذي يعبق بروح المقاومة ويمثل في طياته وعي الأب الذي منح طفله مع صرخته الأولى هذا الإسم الأبي وما كان للإبن إلا أن يحمل إسمه بكل فخر وتحدي وتواضع مناضل عنيد شكيم الشخصية غني العاطفة... حدثني غسان كنفاني في اسطرٍ ما عن "السهل الممتنع" وهكذا كان رفيقي وصديقي وإبن بلدي "ابو الفهد" بقدر رقته وشخصيته المتواضعة كان عنيد الموقف يجيز التعبير عنه بكلمات سلسة بسيطة لا تراجع ولا تذبذب فيها, سهلاً في التقرب للناس وفهمهم وكان حديثه يخلو من المصطلحات السياسية بل يجسد مقاومته وموقفه المقاوم بكلمات يفهمها الجميع تعبرعن مجرى الحياة الإجتماعية والسياسية بطريقة شعبية مريحه تسهل الفهم لمن حوله, لعب دور كبير في الإنتفاضة الاولى في الدعم المالي وجمعه أيضاً وتوزريع المساعدات الغذائية والمالية للشعب ولم يتخلى عن هذا الموقف الإنساني في يومٍ ما على إمدى إستمرار سنوات الإنتفاضة الرائدة وكان إلى آخر لحظة في حياته يجسد تيار الموقف الوطني المقاوم والخلاق في "جمعية الشبان المسيحية" في غزة ويلعب دور القائد الشريف ويحترمه الجميع في هذه المؤسسة لمواقفة وقوة شخصيته وفي نفس الوقت كان محبوباً لصدقه وتواضعه الجم وأثناء الحرب الوحشية الأخيرة التي شنها الكيان الصهيوني على غزة كما إعتاد في الأيام العادية يأتي كل يوم في الساعة السادسة مساءاً إلى "جميعة الشبان المسيحية" مع الحفيد "ملوتوف" بغض النظر عن القصف ودرجة قوته وخطورته وكان له مكانا ثابت يحب أن يجلس فيه على الدرجات الشرقية قرب مكاتب الإدارة وكما كانت مواقفة في الإنتفاضة الاولى وعلى مدار كل حياته كان حريصاً جداً إلى أن تصل كل المساعدات الغذائية والطبية والمالية إلى كل أبناء شعبه المحتاجين يناقش ويدافع كالنسر عن عدالة توزيع المساعدات بدون تحيز ويتابع بنظراته الحنونه حفيده ويتكلم مع الجميع بروح المقاومة وببساطة وينظر إلى السماء بعد كل صوت قصف بنطرة تحدي تحمل اسمه...
مولتوف كما إسمه عشق الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعاش قائد قوي ومتواضع كما قائد الجبهة وملهما جورج حبش الذي أحبه وإحترمه طوال عمره, كان جاراً لعائلتي وصديقاً لأبي رغم فارق السن وأباً ورفيقا وصديقاً لأخوتي سهيل وغسان وصديقاً ورفيقاً لي أفتخر به كما تفتخر به جبهتي...
لروحك السلام صديقي ورفيقي الحبيب ملوتوف "أبو الفهد" ولذويك وأخوتك وأخواتك وأبنائك وبناتك الصبر ولشعبنا النصر.