سلوان في قلب الخطر وتحت خط النار

حجم الخط

الجميع يعرف منا في القدس بأن بلدة سلوان التي تسمى في الفكر التوراتي الصهيوني ب""عير دأود" مدينة الملك دأود والواقعة إلى جنوب المسجد الأقصى،والملاصقة بيوتها لأسوار البلدة القديمة،هي من اكثر القرى الفلسطينية إستهدافاً من قبل المستوطنين والجمعيات الإستيطانية،ولذلك سعت تلك الجمعيات الإستيطانية "عطروت هكهونيم" و"العاد" وما يسمى بأمناء الهيكل وغيرها منذ فترة مبكرة بعد الإحتلال من اجل تهويد بلدة سلوان والسيطرة على بيوتها وأراضيها بالطرق المشروعة وغير المشروعة يدعمها ويساندها في ذلك المستويين السياسي والديني " الحاخامات " والإستهداف الأكثر كان لمنطقة وادي حلوة على وجه الخصوص،ولذلك سعت تلك الجمعيات يعأونها في ذلك اكثر من سلطة ودائرة،سلطة الآثار ووزارة السياحة وسلطة تطوير ما يسمى بأرض اسرائيل وبلدية "القدس"،بلدية الإحتلال لتنفيذ مخططات التهويد،تحت حجج وذرائع إقامة حدائق ومتنزهات ومتاحف قومية ووطنية وتوراتية ومواقف سيارات،والتي هي تأتي خدمة لمشاريع الإستيطان والتهويد في بلدة سلوان،وهذا ليس فقط بالسبب الوحيد لإستهداف سلوان،بل من اجل إيجاد عملية ربط بين البؤر الإستيطانية داخل أسوار البلدة القديمة وخارجها،ولذلك كان هناك مشروع ومخطط طرد وترحيل حي البستان الفلسطيني في وادي حلوة،من خلال هدم هذا الحي الذي يضم (89) بيت فلسطيني يسكنها (1500) مواطن فلسطيني،ولكن الإحتجاجات الفلسطينية ولجان الدفاع عن الأراضي في سلوان ومؤسساتها وقواها الوطنية والمجتمعية بدعم وإسناد جماهير شعبنا في القدس والداخل الفلسطيني،ما زالت تمنع تنفيذ هذا المشروع والمخطط،ولكن الإحتلال واصل مخططاته وإجراءاته على هذه الجبهة بالإستيلاء على منزل هنا أو هناك كحالات فردية،وكذلك الشروع في تصنيف أغلب أراضي سلوان كأراضي خضراء أراضي واد ياصول وواد الربابة وغيرها،لمنع أي توسع أو بناء فلسطيني فيها،تمهيداً للإستيلاء عليها وإقامة مستوطنات فيها.

وفي الوقت الذي كانت تتجند فيه دولة بكل اجهزتها ومؤسساتها رسميا وشعبياً من أجل تنفيذ مخططات تهويد سلوان ومن قبلها منطقة حي الشيخ جراح وكبانية ام هارون،كانت الردود الفلسطينية على كل المستويات نبدأها من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئاسة وقيادة السلطة وكل العنأوين والمرجعيات المقدسية الرسمية والشعبية المسماة أو المعينة على القدس،يضاف لذلك القوى الوطنية وغيرها باهتة وذات بعد وطابع شعاري وإعلامي وبيانات وتصريحات نارية في اغلبها إنشاء ممل وتكرار وترداد لإسطوانة مشروخة إعتدنا على "لوكها" وترديدها "القدس خط احمر" و"القدس عاصمتنا الأبدية" دون ان ترتقي تلك الردود والشعارات والبيانات إلى مستوى الحرب التي يشنها الإحتلال على القدس بشراً وحجراً وشجراً،نتعاطى مع ما يحدث في القدس على قاعدة ردات الفعل وبجهد مبعثر وغير موحد،وبدون إمكانيات جدية وحقيقية تمكن الناس من الصمود في قدسهم وعلى أرضهم.

الهجمة الإستيطانية الشاملة الآن التي تطبق على بلدة سلوان،وعملية الإستيلاء الأوسع والأضخم على عقاراتها (23) شقة وبيت فلسطيني،تأتي في ظل حالة ضعف فلسطيني وانهيار عربي ،والذي حصل يجب ان لا نجد له أي ذريعة أو تبرير،فهناك قصور واضح وكبير يتحمله الجميع منظمة تحرير وسلطة وقوى وطنية واسلامية ومؤسسات مجتمعية وغيرها،حيث تغيب العنأوين والمرجعيات المقدسية الموحدة والقادرة على حمل الهم المقدسي والدفاع عن حقوقه ووجودة ودعم صموده وبقاءه على أرضه،وغياب الرؤيا والبرنامج والإستراتيجية والفعل في أرض الواقع،هي من قادت إلى تلك النتيجة وما يجري الآن في سلوان،ولم تعد المسألة بعد أضخم عملية تسريب وتزوير لملكية المنازل في سلوان بحاجة إلى ندب وتشكي وتحميل مسؤوليات،فهذه الأدران والطحالب الضارة والمجردة من كل معاني وقيم الأخلاق والإنتماء ما كان لها ان تتمادى وتقوم بتسريب تلك الأراضي والمنازل لو كان هناك مرجعيات قادرة على المساءلة والمحاسبة والفعل،هذه الطحالب والأدران تجد لها حواضن هنا وهناك،وبما يشجعها على التمادي وحتى محأولة تسيد المشهد المقدسي،خطباء الجوامع بدل التحريض على الفتن والطعن في إيمان الناس وتكفيرهم،لو تجند الخطباء لدعوة الناس وحثهم على التمسك بأرضهم وبيوتهم وعدم تسريبها وبيعها لجهات مشبوهة،ولو أصدروا فتأو بدل فتأو النكاح والجهاد في الشام وغيرها،تحرم دفن مثل هذه الطحالب في المقابر الإسلامية ومقاطعتها إجتماعياً،وكذلك قيام المرجعيات المقدسية على مختلف مسمياتها بفضح وتعرية تلك الطحالب والأدران لما تشكله من خطر على النسيج المجتمعي والوطني المقدسي،ولو ان المنظمة والسلطة تقومان بدورهما في معالجة جادة وحقيقية لهذا الملف،لما وصل حالنا إلى ما وصلنا إليه لا في سلوان ولا في القدس،فمؤسسات القدس الان والتي نتغنى انها قلاع وصروح وطنية في مدينة القدس يتهددها خطر الإغلاق ووضع اليد عليها من قبل حكومة الإحتلال،شركة كهرباء القدس،مهددة بالحجز على ممتلكاتها،ومستشفى المقاصد مهدد بالإغلاق وكذلك هو مستشفى المطلع والمسرح الوطني "الحكواتي" ومستشفى الدجاني للولادة اغلق والحبل على الجرار.

سلوان هي النموذج الصارخ لوجع كل المقدسيين،سلوان تهود والأقصى يقسم والمؤسسات تغلق والبلدة القديمة تغلق محلاتها التجارية (300) مغلق حتى الان والتعليم يأسرل،والردود والمعالجات بنفس الرتابة والطريقة،شعارات وبيانات وشجب وندب وبكاء وعويل،ألم يحن الوقت يا مقدسيين تميناً بالمأثور الشعبي "اهل مكة ادرى بشعابها" أن نعمل على خلق جسم مقدسي علني يمثلنا جميعاً بكل مكوناتنا ومركباتنا الوطنية والمجتمعية والمؤسساتية يأخذ على عاتقه التصدي لهمومنا ومشاكلنا وقضايانا الحياتية في المدينة؟؟؟،السيل بلغ الزبى يا مقدسيين،البؤر الإستيطانية في سلوان أصبحت تسعة وعشرون بؤرة،وهي في تزايد وارتفاع ليس في سلوان فقط بل في كل انحاء المدينة بلدتها القديمة وحوضها المقدس وحواريها وازقتها وكل شبر وحي فيها.

- See more at: http://www.wattan.tv/ar/news/107597.html#sthash.3PLnd5AA.dpuf