غسان الدهيشة يودع معتزها.. ابطال من مخيم الصمود

حجم الخط

 مخيم الدهيشة، قبلة الثوار وصراخ العائدين، ما إن تقف على أبوابه حتى تزاحمك صور الشهداء وبورتريات العودة وخيمة ام نضال، يتزين مدخله بصورة ضخمة للحكيم الدكتور جورج حبش مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وصرح كبير للشهيد القائد أبو علي مصطفى والشهيد الأديب غسان كنفاني محرر الهدف الأول ومؤسسها وجدارية للشهيد " خليل الوزير ابو جهاد " ، وعشرات صور الشهداء والأسرى.

   في الطريق إلى منزل الشهيد البطل " معتز زواهرة " تتزاحم الصور وتتعاظم أكثر، وتفوح رائحة الحرية من أسماء أبنائه، وتتزين حيطان المخيم بشعارات العودة وأسماء القرى التي هجروا منها عام النكبة 1948، وترى الأولاد يكبرون بسرعة في المخيم، يتركون حصة الدرس ليحملوا المقلاع، وينامون وعيونهم ترنو إلى الحجارة كشعاع يهاجمون به الجنود المدججين بكل أنواع القتل، فهذا المخيم قصص بذار وحكايات تتناسل باسم الفقراء الذين يرفضون الاختناق بصمت فترى المخيم متوشح بصور الشهداء وقصائد العودة وأهازيج الانتصار، وترى في عيون أطفاله معنى التحدي وفي وجوه نسوته تقاسيم فلسطين وفي روايات كهوله تاريخ شعب نابض بالحياة، فهو من اكبر قلاع المواجهة في الوطن، الذي مازال أبنائه يضغطون على زناد المقاومة والكفاح رغم انف مرحلة التشظي التي اصابت كل شيء في هذا الوطن وقضيته.

الاحتلال يعلم ما يكفي عن عناد ابناء المخيمات، ولأنه مخيم خرج ألاف الأسرى والمعتقلين والشهداء والثوار والمناضلين والقادة، ومسقط رأس الشهيد البطل " محمد أبو عكر " الذي أرعب الاحتلال الصهيوني ببطولاته التي شقت لرفاقه من بعده طريق المواجهة، فتجاوز رفاقه الحصار وكرت المؤن ليفخخوا أزقة  المخيم بغضبهم واسقطوا السياج الأمني الذي فرضه الاحتلال على المخيم في الانتفاضة الأولى.

   " زواهرة " من هنا تبدأ الحكاية، فهي العائلة التي ينتسب إليها الأسير المحرر " غسان 38 عام " الشقيق الأكبر للشهيد البطل " معتز 27 عام " " غسان " الذي خاض إضرابا مفتوحا عن الطعام لمدة " 42 " يوما مع رفاقه أبناء المخيم " شادي معالي " و " نضال أبو عكر " والأسير " بدر الرزة "و " ثابت نصار " من مدينة نابلس والأسير " منير أبو شرار " من مدينة الخليل لكسر سياسة الاعتقال الإداري التي ينتهجها الاحتلال الصهيوني بحق أبناء شعبنا ورفضا منهم لقرارات الموت التي تفرضها إدارة سجون الاحتلال اللعين على أسرانا من التلاعب بهم وبمشاعر ذويهم في كل اعتقال إداري أو تجديد، ومن الجدير ذكره أن الأسير " نضال أبو عكر " أمضى ما يزيد على " 14 " عام في سجون الاحتلال معتقلا إداريا موزعة هذه الأعوام على فترات متناوبة.

   الأسير المحرر " غسان " أمضى " 12 عام " في سجون الاحتلال أمضى مؤخرا عام ونصف في الاعتقال الإداري، أفرجت عنه سلطات الاحتلال قبل أيام قليلة وكان له استقبال رسمي وشعبي من أهالي محافظة بيت لحم ومخيم الدهيشة خرج فيه الآلاف من أبناء المدينة وقراها ومخيماتها حيث استقبلته الجماهير على حاجز النشاش جنوب المدينة، وتوجه فور وصوله إلى ضريح شقيقه الشهيد " معتز " وأدى له التحية وقرأ على روحه الطاهرة الفاتحة، ومن ثم توجهت الجموع إلى الخيمة التي أقيمت بجانب منزله في المخيم، مراسل " بوابة الهدف " زار الأسير المحرر وأجرى معه لقاءا حول معركة الإضراب والانتفاضة واستشهاد شقيقه " معتز " وفي البداية تحدث " الأسير المحرر " غسان " عن سبب خوضهم الإضراب وأهدافهم من ذلك " رفعنا شعار أساسي هو إسقاط قرار الاعتقال الإداري باعتباره سيف مسلط على رقاب الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال، الذي اكتوى بناره العديد من الأسرى لسنوات طويلة، وبالتالي هو سياسة تعسفية وفاشية ينتهجها الاحتلال، ونهدف أيضا من الإضراب تعرية الاحتلال أمام العالم وخلق حالة التفاف واسع وإعادة مفهوم النضال سواء داخل أو خارج قلاع الأسر، حيث لا يمكن الفصل بين ساحة الأسر أو الخارج، فالأسر يعني مواصلة المعركة ضد الاحتلال ولكن بأدوات وطرق جديدة، وكنا حريصين على أن يكون الإضراب بشكل جماعي الذي تم فقده بسبب حالة الانقسام، الأمر الذي أدى إلى فقدان الحركة الأسيرة لوحدتها وجسمها الوطني النضالي ".

   ويتابع الأسير المحرر " غسان زواهرة " حديثه : " كنا نأمل ونتوقع من أسرى إداريين آخرين الالتحاق بنا في معركة الإضراب ضد الاعتقال الإداري الذي استمرت لمدة " 42 " يوم وإعادة الاعتبار للحركة الوطنية الأسيرة والقضية ولكن حالة الانقسام طغت على الموقف، لكن إضرابنا انتصر على عصي وهراوات السجان وأساليب جهاز مخابرات الاحتلال بفعل إيماننا المطلق بحتمية انتصارنا وبحقنا في العيش بحرية وكرامة".

   وعن أقسى وأجمل وأصعب المواقف أثناء أيام الإضراب الطويلة يتابع الأسير المحرر " غسان زواهرة " احد أبطال معركة كسر سياسة الاعتقال الإداري " تم نقلي إلى عزل سجن " أيشل " ووضعي في زنزانة لا تتجاوز مساحتها المتر مربع، أسميتها قبر كونها لا تصلح للعيش مطلقا وبدون مرافق صحية أو أغطية للنوم، وتساءلت كيف يمكنني العيش داخل هذه الزنزانة ؟ وهنا بدأت إضراب داخل إضراب وامتنعت عن تناول الماء حتى يتم نقلي من هذه الزنزانة، وبعد يومين وليلة من هذه المفارقة رضخت الإدارة لمطلبي وتم نقلي إلى زنزانة أخرى بها مرافق صحية وفرشة ومخدة للنوم، وأثناء وجودي في عزل سجن " أيشل " مجردا من كل شيء إلا من كرامتي وإرادتي بحتمية الانتصار ، استمعت من خلال جهاز مذياع يمتلكه احد الأسرى المدنيين في القسم المحاذي لزنزانتي إلى بث من داخل خيمة الاعتصام المقامة في مخيم الدهيشة إلى مقطع من أغنية تصدح في الخيمة - حيوا مخيم الدهيشة كاتيوشا حجار دوخ من تحت الخيمة مشمار هكفول- زادتني حماس ودفعة جديدة في مواصلة المعركة حتى كسر سياسة الاعتقال".

    ولا يخفي الأسير المحرر " غسان زواهرة " نقاشات الأسرى ورأيهم في هذه الانتفاضة، وانه يتوجب على القيادة والشعب المراكمة على ما افرزته هذه الانتفاضة كونها ضخت دما جديدا للجسم والقضية الوطنية، والبناء عليها بما تمثله من حالة جديدة مغايرة بشعبيتها وعفويتها مؤكدة ان المقاومة لم تمت وتؤكد على ان صراعنا واشتباكنا التاريخي مع الاحتلال متواصل رغم سنوات الجفاف السابقة التي حلت بالقضية، وهي جزء من حالة نضالية تعزز من قناعاتنا أن هذا الاحتلال لن يزول إلا بالوحدة والمقاومة والصمود" .

   وعن الظروف والأجواء التي تلقى فيها الأسير المحرر " غسان زواهرة " نبأ استشهاد شقيقه  معتز  يقول " تم نقلي إلى سجن النقب الصحراوي، علمت أن شقيقي " معتز " عاد من فرنسا ليكون إلى جانبي في معركتي لكسر سياسة الاعتقال الإداري من خلال احد المحامين الذي زارني في السجن، يوم استشهاد " معتز " اتصلت بي أمي قبل نصف ساعة من استشهاده، تطلب مني الاتصال بالشهيد " معتز " كونه ذهب إلى ساحة المواجهات بالقرب من المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم ، بالفعل اتصلت بالشهيد " معتز " وسألته عن مكان تواجده، فرد انه في القصة وانه سعيد ومبسوط بما يدور ويجري واخبرني انه ارجع أخوتي للوراء وان الأمور تسير بشكل جيد وانتهى الاتصال، بعد نصف ساعة تقريبا اتصلت بزوجتي فشعرت أن نبرة صوتها غير طبيعية وأخبرتني أن " معتز" أصيب، بعدما أغلقت الهاتف معها اتصلت " بمعتز " على الخط الآخر لم يكن صوت " معتز " مسموع، احد رفاقه اخبرني أن " معتز " أصيب بالكتف وانه بغرفة العمليات، هنا داخل سجن " النقب الصحراوي " كانت حركة الرفاق ولغة وجوههم على غير العادة وكثرت أحاديثهم الجانبية ومنهم من غادر الخيمة مسرعا ومنهم من صمت مطولا مراقبا روح " معتز " وهي تصعد إلى السماء لترقد بسلام، وبعد دقائق معدودة حضر إلى سريري احد الرفاق واخبرني أن إصابة معتز حرجة ويتوجب علي أن أتقبل الواقع، هنا تأكدت أن " معتز " استشهد وقلت للرفيق سأحترم قراره لأنه قرر أن يستشهد في ساحة المواجهة مقبلا ندا عنيدا، كما هو احترم خياري في معركة الإضراب عن الطعام".

وختم الأسير " غسان زواهرة " كلماته بان فلسطين كل فلسطين لنا ومن يقرر مصيرنا هم المقاومين في الميدان، وان معركتنا مع الاحتلال لن تتوقف إلا بزواله وبانتصار شعبنا البطل ونيله كافة حقوقه.

    الشهيد " معتز ابراهيم زواهرة " كان يعمل موظفا في فندق قصر جاسر انتركونتننتال منذ سنوات، بمجرد أن وصل إلى مخيم الدهيشة قادما من باريس، انخرط في فعاليات خيمة التضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام التي نصبت أمام صرح الشهيد في مخيم الدهيشة، وكانت والدته " أم غسان " قد أبلغته أن زيارة شقيقه ستكون في اليوم التالي، حيث سيشارك في هذه الزيارة معها، ومع والده، وفقا لتصاريح الزيارة التي يسمح بها الاحتلال عبر الصليب الأحمر الدولي، وفي الوقت الذي كان فيه " معتز " ينتظر الساعات والدقائق من أجل اللقاء والاطمئنان على شقيقه الأسير الذي اضرب عن الطعام خلال زيارة أهالي الأسرى، حيث عاد من باريس إلى ارض الوطن، من اجل هذه المشاعر الإنسانية والأخوية، وبسبب المخاوف التي تملكته على شقيقه ورفيقه، الذي تعلم منه كيف تكون الحياة، وكيف تكون إرادة الفلسطيني صانعة للمجد والحرية والكرامة، كعادته وقبل يوم من زيارة شقيقه، استجاب الشهيد " معتز " لدعوة القوى الوطنية في محافظة بيت لحم للمشاركة في مسيرة حاشدة والتي تلاها مواجهات اندلعت في محيط مسجد بلال بن رباح، قبالة جدار الفصل العنصري، حيث استبسل في مواجهة الأعداء وانتشرت صورته وهو ملثما يلقي زجاجات الموليتوف والحجارة باتجاه جنود الاحتلال الصهيوني حيث أصيب برصاصة اخترقت رئته واستشهد بعد ساعة من إصابته .

    والدة الأسير المحرر " غسان " والشهيد " معتز " لا تخفي حزنها ومرارة وألم فقدان الشهيد " معتز " رغم فرحها بخروج " غسان " منتصرا من معركة كسر سياسة الاعتقال الإداري وتحرره، تجلس ويحيط بها عشرات دروع وشهادات التكريم وصور الشهيد " معتز " ورفاقه الذين سبقوه إلى الخلود في سبيل فلسطين، قالت لمراسل " بوابة الهدف " بصوت لا تشوبه انفاس هزيمة أو رائحة ضعف " فخورة ورافعة راسي في أولادي وفي شباب فلسطين كلهم و" معتز "محبوب وخلوق ومؤدب ومش خسارة في الوطن بس والله لو عندي مية ما بهون عليه، بقاش يغلبني، ولمن بقى في فرنسا طلبت منه ميرجعش غير تخلص الفيزا، وحكيتله المحامي طمنا ان غسان بقدر يعيش مية يوم بس هو رفض وقلي بدي أروح عشان اخوي مضرب عن الطعام وبنفعش أكون بعيد بلاش يصير أي اشي مش منيح، هو بقصد انو بديش " غسان " يستشهد والحمد لله روح وكان يظل في خيمة الأسرى في المخيم وكان دايما يروح على المواجهات، وبقيت دايما اسأله وين باقي يقلي عند أصحابي ويصير يضحك وانا بعرف انه كان يضرب حجار على الجيش، كان بساعد أبوه يوصل الركاب ويريح أبوه على شغل السيارة، وكان دايما يكتبلي ورقة عشان اصحيه الصبح لأنه بتأخر بالشغل، يوم استشهد صحيتوا ع السبعة شربنا قهوة أنا وإياه وأبوه وطلع يودي نقلة على رام الله وأنا رحت لعند أمي، ورجع على الساعة " 11 " حاط مفتاح السيارة بالدار وطلع على المواجهات، أنا قلبي مطمنيش اتصلت عليه مكانش يرد على تلفونه فاتصلت على ابني " غسان " بالسجن وحكيتله يتصل باخوه " معتز " عشان يطمن عليه، ومفش نص ساعة إلا خبر إصابة " معتز " جاي رحنا على المستشفى وكانت إصابة " معتز خطيرة والحمد لله استشهد وهو رافع راسه وبغني يم الشهيد وزغردي "

 تنهمر الدموع من مقلتيها وتذهب لتستقبل وفدا آخر من نسوة المخيم اللواتي حضرن إلى بيتهم، تزحف إلى اليقين، تتجدد وتتكاثر وتطير بين يديها الشوارع والحجارة والأناشيد حتى تجد الشهداء والأحياء واقفين في هذا الموج المتعالي امام صلابتها، يسيرون الى الامام، يتجهون إلى المدخل الشمالي من بيت لحم، نحو القدس، بعضهم يصل ، وبعضهم يعود شهيدا او جريحا، ولكنهم يتوحدون في المعنى والسلام والصلاة على هذه الارض.

والد الأسير المحرر " غسان " والشهيد " معتز " يتنهد، فطعم الملح والماء مازال يفوح من فمه من معركة ابنه " غسان "، وكأن زمن المخيم لا تتسع له السماء، فما اضيق مساحته وما أوسع أجنحة الغيوم وهي ترفرف على وجه الشمس قال " بالمختصر المفيد والله لو عندي مية ولد رايح ازعل علي بستشهد بس مش خسارة في الوطن وفلسطين بتستحق وإحنا مكملين ليوم النصر بإذن الله ".

  رفاق معتز لم ولن ينسوه، فنهاية الاسبوع الماضي نظم رفاقه في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مخيم الدهيشة حفل تأبين للشهيد " معتز زواهرة " بمناسبة مرور " 40 يوما " على استشهاده برصاص الاحتلال الصهيوني، شارك فيه حشد كبير من المواطنين وأهالي مخيم الدهيشة وممثلون عن القوى الوطنية والإسلامية والمؤسسات والفعاليات الشعبية والنقابية في تأبين الشهيد، ووصف " حسن عبد الجواد " في كلمة باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المشاركة الحاشدة في تأبين الشهيد بأنها تعبير عن التفاف الجماهير العريضة خلف الشهداء وخياراتهم التضحوية، فيما أشاد رئيس هيئة الأسرى والمحررين عيسى قراقع في كلمته بما قدمته عائلة زواهرة من تضحيات مشيرا إلى أن الأب كان قد أمضى نحو تسع سنوات في الأسر كما واعتقل الاحتلال الأبناء الأربعة للعائلة عدة مرات وكان آخرهم " غسان زواهرة " الذي أفرج عنه قبل عدة أيام.

  وألقى الأسير المحرر " غسان " كلمة باسم عائلة الشهيد وقال مخاطبا شقيقه الشهيد  " معتز" كل مرة تنتظرني، وهذه المرة أتيت متأخرا فاعذرني على هذا التأخير، ولكنك كنت دائما في المقدمة صابرا جسورا شجاعا تحب الوطن وتحب الشعب وتقف مع الفقراء والمحتاجين، وعندما أجبرت يا " معتز " على الاختيار بين فرنسا وفلسطين آثرت الأم وجئت إلى هنا وكانت النتيجة بعد أسبوعين من مجيئك أن قدمت دمك الغالي وروحك الطاهرة وفاءا لفلسطين وللدفاع عنها."

   وكرم أعضاء من الجبهة الشعبية أمهات الشهداء الثلاثة " معتز زواهرة " و " خالد جوابرة " و " كفاح عبيد "، كما وكرمت عدة مؤسسات اهالي ذوي الشهداء فيما توجه المشاركون في مهرجان التابين بعد اختتامه في مسيرة الى منزل عائلة الشهيد " مأمون الخطيب " الكائن في بلدة الدوحة قضاء بيت لحم والذي استشهد أمس الأول عند مفرق مستوطنات " غوش عتصيون " الواقع الى الغرب من محافظة بيت لحم.

من الجدير ذكره أن مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين أقيم عام " 1949 " من قبل وكالة الغوث، يقع إلى الجنوب من مدينة بيت لحم، يبعد عن القدس 23 كم، يبلغ عدد السكان فيه حوالي عشرة آلاف مواطن يعيشون فوق كيلومتر ونصف مربع تعود أصولهم إلى حوالي ( 53 ) قرية ومدينة هجروا منها عام النكبة 1948 .

هذه المخيم ببشره وحجره وشوارع يقدس المقاومة ، ويصمم بنوه جيل بعد جيل على هزيمة الاحتلال و عودتهم لارضهم وقراهم التي هجروا منها ، معتز وغسان وعائلة زواهرة بضعة من روح المخيم وروح فلسطين وشعبها الحقيقية التي ستبقى تسطع ببرق الكفاح .