غازي الصوراني: الفقر والبطالة والانقسام أفقدوا الشباب تعريف المشروع الوطني والتحرّر

حجم الخط

قال المفكر والباحث غازي الصوراني، إنّ "239 ألف عاطل عن العمل في قطاع غزة، أكثر من 70% منهم يحملون شهادات جامعية، وهناك حوالي نصف مليون شاب وشابة 18-29 سنة في قطاع غزة يعيشون بسبب الانقسام أو الانقلاب بلا أفق اقتصادي وسياسي واجتماعي، ولا يعرفون شيئًا عن الانتخابات الديمقراطية للرئاسة أو التشريعي أو البلديات أو حتى انتخابات الطلاب في الجامعات، ومع تفاقم أزمة الفقر والبطالة والاستبداد وبؤس الانقسام فقدوا القدرة على تعريف معنى المشروع الوطني والتحرر".

وكتب "الصوراني" على صفحته في موقع فيس بوك: "من ثم تزايدت تراكمات القلق والتوتر والإحباط في أوساط الشباب، واقتربت من اليأس والانفجار الاجتماعي عبر حراكات شبابية لا مطلب لها سوى تأمين لقمة العيش وتجاوز أوضاع البطالة والفقر والحرمان وكل أشكال الظلم والقمع والاستبداد والاستغلال".

وحول القوى العاملة في قطاع غزة من الشباب، قال الصوراني، إنّ "إجمالي القوى العاملة (524) ألف عامل، العاملين بالفعل منهم يتوزعون بواقع 285 ألف عامل في داخل الاقتصاد الفلسطيني (القطاعين العام والخاص)، إضافة إلى العاملين في السوق "الإسرائيلي" بموجب تصاريح، فيبلغ عددهم حوالي 15 ألف عامل، مقابل مجموع العاطلين عن العمل في قطاع غزة الذين يبلغ عددهم 239 ألف بنسبة بطالة 45%".

وأشار الصوراني، إلى أنّ "عدد العاطلين عن العمل لعام 2022 في الضفة الغربية البالغ (128 ألف) بنسبة 13.1% من مجموع القوى العاملة، وفي قطاع غزة بلغ عدد العاطلين حوالي (239 ألف) بنسبة 45.6%، أي أنّ مجموع الفقراء تحت خط الفقر المدقع  في الضفة وقطاع غزة (أقل من 1974 شيكل للأسرة المكونة من 5 أفراد شهريًا) يبلغ (367 ألف) عاطل عن العمل (بمعدل اعالة ثلاثة أفراد لكل منهم) يعيلون حوالي 1.1 مليون نسمة بنسبة 20% من إجمالي السكان في الضفة وقطاع غزة البالغ عددهم 5.4 مليون نسمة (3.2 مليون في الضفة + 2.2 مليون في قطاع غزة)، وبالتالي فإن نسبة السكان عند خط الفقر المدقع في قطاع غزة تبلغ 32% من مجموع سكان القطاع ما يعادل 717000 ألف نسمة، وفي الضفة الغربية تبلغ نسبة الفقر المدقع 12% ما يعادل (384) ألف نسمة".

وأكد الصوراني، أنّ "عدد السكان عند خط الفقر المدقع في الضفة والقطاع يتعرضون لأوضاع طبقية محكومة بكل مظاهر الاستغلال الطبقي والمعاناة والبؤس المعيشي، ويعيشون حالة من الإحباط والقلق ليس على مسيرتهم النضالية وتضحياتهم من أجل حق تقرير المصير والحرية والعودة فحسب، بل أيضًا تراكمت في عقولهم ووجدانهم عوامل القلق على مصيرهم الوجودي الذي بات مهددًا في هذه المرحلة بإلغاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، تمهيدًا لتنفيذ  مخططات التهجير والتوطين في بلدان أوروبا وأمريكا الجنوبية وكندا والولايات المتحدة الأمريكيّة، وفي البلدان العربيّة، كما هو الحال في الأردن، في ظل تواطؤ عربي رسمي يسعى إلى الخلاص منهم وفق المخططات الأمريكيّة الصهيونيّة".

وعدّ المفكّر غازي الصوراني "المفارقة أو الإشكالية الكبرى أنّ فصائل اليسار لديها ظرفًا موضوعيًا ناضجًا من خلال الانقسام الممتد منذ 17 عامًا من ناحية، ومن خلال أوضاع البطالة والفقر الشديد الذي يعيشه مئات الآلاف من أبناء شعبنا، الذين يتطلعون بشوقٍ وحسرة إلى من يقف بجانبهم مدافعًا عن قضاياهم، ومناضلاً من أجل خلاصهم وانعتاقهم وتحقيق أهدافهم في مجابهة وإلغاء مظاهر وأسباب الانقسام والفقر والاستغلال في آن معًا".