من وحي السبعينات 4

حجم الخط
>> تتمة .. لا مناص ..... يسار الذي بات كملح الارض يعرف ويعرفونه الناس خاصة المجاورين بالتبة جيدا. طرق يسار باب بيت ابو الجلاجل ... رد ابو الجلاجل ...."مين .. مين" يسار: "انا يا ابو الجلاجل ".. ابوالجلاجل : "الدنيا اعقاب ليل ... انا مبفتحش لأحد .. روح دور لك على مكان ... " "يا عم ابو الجلاجل انا يسار ... انا يسار ..." وبعد تداول الحديث بهدوء قام ابو الجلاجل وفتح باب البيت معانقا يسار مردفا "ما اتاخذني يا اخوي يسار هذول الملاعين بحاولوا ايجسونا ويعملوا حالهم فدائية، بطالبونا انساعدهم ونفتح الهم البيوت حتى يتمكنوا من معرفة من يتعاون مع الفدائيين ". يسار "ولا ايهمك عم ابو الجلاجل". ابو الجلاجل : "اذا معاك سلاح او قنابل هاتها اخبيها وتعال نام بين الاولاد". يسار:" لا لا انا لا يوجد معاية شئ يا عم ابو الجلاجل " . مسكينه ام يسار .. تلك المرأة المشلولة شلل أطفال منذ الصغر، والتي لم تخرج بحياتها وزوجها الكفيف سوى بابنيهما وبنتهما البكر، تهذي مرددة "انا مش قلقانة على الشيخ بعبوز... انا خايفة على يسار هذا الي ما ابيعرف للخوف طعم ابدا ..وجرحي فيه انه ما بتكلم ولا بتستفيد منه شئ". من بعد ان يرخي الظلام سدوله وحتى الايذان بصوت المؤذن لصلاة الصبح تكون دوريات المقاتلين قد انتشرت للمتابعة .. وهنا تكون الحقيقة على ارض الواقع انسجاما مع ما قاله وزير الحرب الصهيوني موشي ديان بان"جيفارا ورفاقه يحكمون القطاع ليلا وجيش الدفاع الاسرائيلي يحكمها في النهار" .. انه ليس أمام جنود الاحتلال في هذه الحالة إلا الاختفاء او التخندق في كماين لاصطياد المطاردين او حماية انفسهم من أولئك الجيفاريين الذين لا يعرفون للخوف معنى . قبل انبلاج نور الصباح يكون الفدائيون وفي غمرة ظلمة الفجر قد عادوا الى أماكنهم الآمنة التي يؤون بها عتادهم، وليخلد قليلا للراحة او النوم كل من يتمكن بعد مواجهة ما اضناهم من مشاوير مطولة وخطورة كانوا قد واجهوها اولئك المقاتلين وليتركوا اماكنهم قبل غمرة رواج الناس في الشوارع وليتخندقوا في البساتين المتاخمة للمنطقة كيما لا يكونوا غير بعيدين عن سلاحهم المؤمن لدى الاصدقاء . "ابو النمر" وبعد انبلاج خيوط الصباح مبكرا يتوسطه الرفاق ضرغام وشوقي وأبو وائل والوحش موجها اليهم "يالله ممنوع الظهور نهارا ..فاما خلف مدرسة "ا" حيث كروم العنب او الشجر والبيارات .... انا ما بدي اشوف واحد هان اوهناك فاهمين " التزم الجميع بالصمت الذي يعني القبول والجاهزية للتنفيذ ورهبة قرار المسئول التي ترسخ الانضباط والالتزام . ابو النمر ذلك الاسم الذي كان يمثل رعبا في مخيم جباليا بوجه خاص والشمال بوجه عام والذي كان على يقين في مصيره اما السجن والاعتقال او الشهادة . في ظل المتغيرات التي صدرت من الرفيق جيفارا غزه محمد مصلح الاسود القائد السياسي والعسكري لقطاع غزة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والسعي لتدوير القيادة حيث كان الرفيق ابو الاسد برفقة ابو النمر للالتقاء بجيفارا وفي منطقة الزرقة حيث لم تمهلهم الكماين الطيارة للعدو التي اشهرت السلاح على كل من في السيارة ليتم اعتقال الرفيقين أبو النمر محمد موسى ياسين وفوزي طلب الوحيدي وسائقهما ...وليطووا صفحة من النضال والمقاومة اصدرت بحقهم قوات الاحتلال الصهيوني حكما مدى الحياة حيث تم تحريرهم بعملية اصبع الجليل لتبادل الاسرى في سنة 1985 .